اجبته بالنفي فأخذ يقرأ لي البيان وانا اسبح بأفكاري بعيدا.. عبد الحليم شرارة... الاسم ليس غريبا عليّ... لا ادري لما أثار بداخلي مشاعر سلبية مبهمة...
كان بيان شرارة عبارة عن استنكار ناري غاضب موجه الى ثلاث جهات الاولى قناة الجديد التي أُتهمت بالاساءة الى النبي محمد اثرعرض إحدى حلقات برنامج "للنشر" .. اما الثانية فهي قناة الحياة المسيحية التي يتصدر شاشتها قس المخبول إسمه زكريا بطرس يقلد ما فعله سابقا مخبول مسلم اسمه احمد ديدات ..... اما الجهة الثالثه التي هاجمها شرارة فهي قناة الايمان المحسوبة على تيار السيد فضل الله التيار الاكثر انفتاحا في الطائفة الشيعية
اتفهم سر هجومه وغضبه على قناة الجديد التي استضافت شخصيات اقرب الى الشارع من البحث العلمي والاكاديمي في موضوع دقيق وحساس، موضوع يحتاج الى النقد والتحليل لا الى السباب والشتائم......إتفهم ذلك وأؤيده كما اتفهم هجومه على قناة الحياة وفارسها المخبول زكريا بطرس الذي يؤمن بان الرب صارع يعقوب مصارعة رومانية على الجبل وإنهزم ، فيما يهزأ من الذي يؤمن بأن نبي ركب ملاكا مجنحا وصعد الى السماء السابعة ....اتفهم هذا وان كنت اتمنى لو يلتفت "شرارة" الى القنوات الدينية الاسلامية التي تفرخ كالفطر وتهاجم وتكفر يوميا كل شيء ....من الانسان الى الباتنجان!
لكن ان يتهجم على قناة تعبر عن تيار يحاول بإستماتة ان يفسح مساحة اكبر للعقل في وجه النصوص الدينية المعتمة فهذا يعيد طرح سؤال دقيق:
الى اي مدى ستصمد هذه العقول الاسلامية المتكلسة في حربها مع التجديد ؟ و ما مدى الفجوة التي ستصبح بينها وبين الامم الأخرى بعد قرون من التكلس؟
اعتقد أن رحلات السفاري الى مجاهل افريقيا ستتحول الى البلدان الاسلامية ليطّلع السياح على نموذج إنحدار الحضارة وهذه كائنات الحمقاء الغبية التي استمعت يوما الى امثال شرارة فأصرت على الخرافة مديرة عجلة الحضارة الى العكس!
هجوم شرارة على قناة الايمان محدد ببرنامجين، "فقه الشريعة" ، و"ظواهر ليست من الدين" .... ربما لا يعنيني كثيرا برنامج "فقه الشريعة" لأني افهم لب ما يحتويه و اُدرك مسبقا الى اين يريد ان يصل .... لكن برنامج "ظواهر ليست من الدين" وبعد مشاهدتي لحلقتين منه على اليوتيوب يمكنني ان اقول انه أحد اهم واكثر البرامج الدينية جرأة وأهمية ... ليس لطابعه البحثي (المتعوب عليه) او اثره المجتمعي الآني .. بل لانه يمهّد لبنية تفكير مختلفة داخل الطائفة الشيعية تشبه الى حد كبير منهجية البروتستانت الاوائل التي شرّعت ابواب اوروبا لاستقبال الحداثة وساهمت بتغييرات جذرية في مواضيع عدة كالزواج والأسرة، والتعليم ، والنظام السياسي والاجتماعي، والاقتصاد، والفنون...الخ ..كل هذا بعد ان هُزمت السلطة الدينية "بدون ان يخسر الدين مكانته!"
عندما عدت الى مكتبي لم يعد متعلقا في ذهني من البيان سوى اسم عبد الحليم شرارة ... كل شيء تبخر ربما لان الإساءات التي يثور عليها اغلبية المشايخ ورجال الدين الاسلامي عادة ما اراها تافهة، لاتقدم لاتؤخر ولا تمس الدين بشيء ،رواية، برنامج تلفزيوني، رسوم كاريكاتورية ...الخ ..... اما الذبح المتواصل وتفجير الأسواق والمدارس والكنائس ...فهذه الأمور لم تستطع ان تجمع خمسين مسلم او عشرة معممين في تظاهرة لإدانتها....
عبد الحليم شرارة ؟!
فتحت google ووضعت اسمه لارى من هو، واذ بوجهه الكريم يذكرني بالمثل العربي القائل:( تسمع بالمعيدي خير من ان تراه) ...
اووووووه
هذا هو إذن .....
عرفته ....
نهر من الذكريات التي تنساب (للاسف تشبه نهر الغدير)
عبد الحليم شرارة ....
وفضائح المحكمة الجعفرية ...
عبد الحليم شرارة
وفضائح الشيخ حسن عواد ... وما ادراك ..
عبد الحليم شرارة
وعقارات المجلس الشيعي التي حُولت الى ممتلكات خاصة بأسماء خاصة
عبد الحليم شرارة
ومجلس تحوّل الى دكانة للعائلة فالاخ اصبح قاضيا والاخت موظفة والاولاد يتقاضون رواتب دون دوام ....
عبد الحليم شرارة
و
و
و
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته