أطلق "الفيلق الخامس- اقتحام" في سوريا، الذي أعلنت وزارة دفاع بشار الأسد عن تشكيله في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حملة تجنيد كبيرة يقودها كبار مسؤولي الأسد الأمنيين ووالحكوميين، فيما يعمل رجال الدين الموالين للنظام على صبغ هذا التشكيل بالحلة الدينية، بينما تتسلم موسكو تدريب المتطوعين وتسليحهم في معسكرات خاصة في مناطق مختلفة في سوريا.
وتحدثت صفحة "أخبار طرطوس" الموالية للأسد، الأربعاء الماضي، عن وصول الباخرة الروسية "ألكسندر تكاشينكو" إلى مرفأ طرطوس، وأنها تحمل كميات كبيرة من الآليات العسكرية وناقلات الجند المصفحة، وكذلك كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وصناديق الذخيرة، مشيرة إلى أن هذه الإمدادات مخصصة من قبل وزارة الدفاع الروسية لتسليح الفيلق الخامس "اقتحام".
ويقول نشطاء ميدانيون في ريف دمشق إن المنطقة تعد الأكثر استهدافا للتجنيد في صفوف الفيلق الخامس.
ولفت الناشط عبد العزيز محمد إلى أن إعلان النظام السوري عن تشكيل الفيلق الخامس، جاء عقب تهجير مقاتلي أكثر من عشرة مدن وبلدات في الريف الدمشقي نحو الشمال السوري، وهذا يعني أن عشرات آلاف الشبان الذي أرادوا البقاء في تلك المناطق؛ هم عرضة للتجنيد القسري في الفيلق.
وأضاف الناشط لـ"عربي 21": "نحن نلوم المعارضة السورية المسلحة بكل تأكيد عن تركها لهؤلاء الشباب دون أي ضمانات، فاليوم نحن خسرنا ملف المعتقلين القابعين في سجون الأسد منذ سنوات، وكذلك فقدنا قرابة 60 ألف شاب بعد تركهم ضمن مناطق الأسد وتحت قبضته الأمنية".
أما مدير تنسيقية مدينة التل في ريف دمشق، أحمد البيانوني، فقال بدوره: "في يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع، جمعت قوات النظام السوري مدراء المدارس كافة في المدينة، فارضة عليهم أوامر مباشرة بالتحدث مع طلاب المرحلة الثانوية في المدارس، ومطالبتهم بالانضمام ضمن صفوف الفيلق الخامس- اقتحام، والقيام بترغيب الطلاب في ذلك عبر الحديث عن المكاسب المالية التي سيتلقاها المتطوعين في هذا الفيلق".
وبحسب البيانوني، فقد أرسل النظام أوامر مباشرة لخطباء الجمعة في مساجد مدينة التل، تطلب منهم إصدار فتاوى دينية، "لتشرع الباب أمام عشرات الآلاف من أبناء التل أو النازحين إليها؛ للانضمام إلى صفوف الفيلق".
وفي مطلع الأسبوع المنصرم، شهدت محافظة اللاذقية، على الساحل السوري، اجتماعا أمنيا موسعا روسيا، مع مسؤولين في مخابرات الأسد وقياداته العسكرية، بالإضافة إلى خمسة محافظين تابعين للنظام، وعدد من الشخصيات الدينية، وزعماء في مليشيات "الدفاع الوطني"، حيث تحدثت مصادر إعلامية موالية للأسد في طرطوس عن أن هدف الاجتماع، كان وضع آلية لتعزيز وتكثيف أعداد المنتسبين للفيلق الخامس، الذي تشير المؤشرات إلى خضوعه للإشراف الروسي، في محاولة لتكرار الوحدات الخاصة في الشيشان.
وكانت وزارة الدفاع في نظام الأسد؛ قد أشارت في إعلانها عن تشكيل الفيلق الخامس؛ إلى أن التشكيل الجديد يهدف لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا.
وجاء في نص الإعلان: "استجابةً للتطورات المتسارعة للأحداث، وتعزيزا لنجاحات القوات المسلحة الباسلة، وتلبية لرغبة جماهير شعبنا الأبي في وضع حدّ نهائي للأعمال الإرهابية على أراضي الجمهورية العربية السورية، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن تشكيل الفيلق الخامس اقتحام (من المتطوعيين) بمهمة القضاء على الإرهاب، إلى جانب باقي تشكيلات قواتنا المسلحة البطلة والقوات الرديفة والحليفة؛ لإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل أراضي الجمهورية العربية السورية"، وفق البيان.
من جانبها، نقلت صفحة "أخبار طرطوس"، المؤيدة للأسد، عن العميد عبد اللطيف الخضري، الذي يشغل منصب "ممثل المجموعة العملياتية" في حمص، قوله إن "الالتحاق في الفيلق الخامس يشمل أعمارا من سن 18 حتى 50 عاما، ممن يحظون بلائقة صحية جيدة، سواء من العاملين أو من غير العاملين بالدولة، وألا يكون مكلفا أو فارا من الخدمة الإلزامية، وغير معفى لأسباب صحية، لافتا إلى أن الانتساب هو "بموجب عقد سنوي قابل للتجديد، ويعامل الضباط وصف الضباط والأفراد المنقولين إلى الفيلق معاملة المتطوعين فيه".
والأربعاء، نشرت مواقع إعلامية موالية للأسد؛ كتابا صادرا عن محافظة اللاذقية يحمل الرقم /365/؛ يطلب بموجبه من الموظفين النازحين كافة إلى اللاذقية، بضرورة الالتحاق بالفيلق، مهددا المتخلفين بالفصل الفوري من الوظيفة.
وبالتوازي، تشهد المساجد في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الأسد نشاطا دينيا كبيرا من المشايخ الموالين للنظام، في عملية الترغيب للتطوع ضمن صفوف الفيلق، مع الإشادة بـ"انتصارات" قوات النظام.