تبنى مجلس الامن الدولي، الجمعة، قراراً يطلب من اسرائيل وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ونال القرار تأييد 14 عضواً في المجلس بعدما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.
ويعد امتناع واشنطن عن التصويت خطوة نادرة، إذ سجّل استخدام حق النقض (الفيتو) ثلاثين مرة من قبل الولايات المتحدة على قرارات مشابهة طرحت للتصويت في مجلس الأمن الدولي.
وكانت مصر قد تراجعت عن مشروع القرار الذي قدّمته ويدعو إلى وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، بعد اتصالات جرت بين مسؤولين إسرائيليين والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بالإضافة إلى طلب ترامب شخصياً من السيسي تأجيل التصويت على مشروع القرار.
إقرأ أيضًا: خافت إسرائيل فتراجع السيسي
وقررت أربع دول هي نيوزيلندا وماليزيا والسنغال وفنزويلا، المبادرة إلى طرح مشروع القرار بعد تراجع مصر. وشهدت القاعة تصفيق مندوبي الدول بعد تبني القرار، وهو الأول من نوعه منذ ثمانية أعوام.
وتتهم إسرائيل الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري بالتآمر من أجل تمرير هذا القرار في مجلس الأمن. وقال السفير الاسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون، إن إسرائيل كانت تتوقع أن تقوم واشنطن باستخدام حق النقض "ضد هذا القرار المشين". وأضاف "أنا واثق بأن الادارة الاميركية الجديدة والامين العام الجديد (للامم المتحدة) سيبدآن مرحلة جديدة على صعيد العلاقة بين الامم المتحدة واسرائيل".
وجاء في نص القرار، أن على إسرائيل أن تنفذ وقفاً فورياً "وفي شكل تام كل الانشطة الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية". كما يشير القرار إلى أن المستوطنات الإسرائيلية "ليس لها اي اساس قانوني"، ويعتبر أنها "تعوق في شكل خطير فرصة حل الدولتين".
إقرأ أيضًا: بريطانيا العظمى تزحف نحو الشرق الأوسط
وفي أول رد إسرائيلي، قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إنه "في الوقت الذي لا يستطيع مجلس الأمن فعل أي شيء لوقف المذبحة بحق نصف مليون إنسان في سوريا، فإنه اختار بشكل مخزٍ إصدار قرار ضد إسرائيل". وأضاف "إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لم تكتف بعدم الدفاع عن إسرائيل وحسب، بل تعاونت (ضدها) خلف الكواليس.. إسرائيل تتطلع إلى العمل مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لإبطال أضرار القرار السخيف".
وكالة "فرانس برس" نقلت عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمّه، قوله إن "الادارة الاميركية دبرت سرا مع الفلسطينيين ومن خلف ظهر اسرائيل قرارا متطرفا معاديا لاسرائيل، سيفيد الارهاب وحركة المقاطعة ويؤثر في شكل فاعل على جعل الحائط الغربي (حائط المبكى-البراق) جزءا من الاراضي الفلسطينية".
في المقابل، أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، أن القرار هو "صفعة كبيرة للسياسة الاسرائيلية وادانة باجماع دولي كامل للاستيطان ودعم قوي لحل الدولتين".
من جهته، قال أمين سر "منظمة التحرير" صائب عريقات، إن "يوم 23 كانون الأول/ديسمبر هو يوم تاريخي وهو انتصار للشرعية الدولية والقانون الدولي والمواثيق الدولية خاصة انه يعتبر الاستيطان لاغيا وباطلا وغير شرعي".