شددّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على أن العلاقة مع التيار الوطني الحر «في افضل حالاتها، والتواصل مع الرئيس ميشال عون دائم قبل وبعد انتخابه. وهناك تناغم كامل معه في كل مواقفه». وأكّد أن العلاقة مع حركة أمل «فوق استراتيجية، وهي كعلاقة الاخ بأخيه». واعتبر أن «من الطبيعي وجود تنافس في بعض المواقع، ونحن وحركة امل نتفهم ذلك، ولكن يجب ان ننظر الى المشهد نظرة شاملة وليس من منظور قرية او بلدة او شخص»، داعياً الى «عدم الالتفات الى ما يبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول تحالفات حزب الله». كلام نصرالله جاء خلال لقاء مغلق مع الطلاب الجامعيين في التعبئة التربوية، قال فيه إن «مسؤولية الطلاب الاساسية هي التحصيل العلمي الحقيقي والجاد والالتفات الى الاحكام الشرعية كتحريم الغش». وشدد على أن «مرجعية طلاب حزب الله في الجامعات والمؤسسات التعليمية هو ممثل التعبئة التربوية حصراً».

وكان الأمين العام لحزب الله، في القسم العلني الأول من اللقاء، أكّد أن «بلدنا يتجه إلى الاستقرار السياسي كما الاستقرار الأمني، ولكن يجب أن نكون على حذر ممّا قد تقوم به الجماعات الارهابية نتيجة الخسائر التي تلحق بها». ودعا ْالحكومة الى «العمل على قانون الانتخابات وتحمل مسؤوليتها تجاه الانتخابات النيابية»، وإلى ألا «تتهرّب من مسؤولياتها تجاه الوضع المعيشي، ووضع الناس أمام أولوية الانتخابات النيابية».

 


وانتقد من يقول إن «هذه الحكومة هي حكومة حزب الله، وقد قالوا ذلك في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. واليوم يريدون قوله في حكومة الرئيس سعد الحريري. هذا كلام غير صحيح. نحن لا نريد أن نسيطر على الحكومة، بل نقاتل من أجل تمثيل الجميع».
وفنّد نصرالله معاني الانتصار الاستراتيجي في حلب في سياق الحرب السورية، واصفاً معركة حلب بأنها «إحدى الهزائم الكبرى للمشروع الآخر، وانتصار كبير للجبهة المدافعة والمواجهة للارهاب، وهي تطور كبير لجبهتنا على المستوى العسكري والسياسي والمعنوي». وتابع: «الانتصار في حلب لا يعني انتهاء الحرب، ولكن بعد حلب نقول إن هدف إسقاط النظام سقط وفشل»، و«النظام الذي يسيطر في دمشق وحمص وحلب وحماة واللاذقية وطرطوس وغيرها هو نظام قوي وموجود». وأضاف: «هذا الإنجاز هو لكل الذين ضحوا ودافعوا من سوريين وحلفاء، لكن الأصل في هذا الانتصار بعد الله هو الشعب السوري والقيادة السورية والجيش الذين أخذوا القرار في هذه المواجهة، والحلفاء هم عامل مكمل ومساعد».
وفصّل الأمين لعام لحزب الله هزيمة الإرهابيين والدول الداعمة لهم، مؤكّداً أن «الآلاف من بلدان مختلفة شاركوا في المعارك الأخيرة مع مئات الانتحاريين والانغماسيين، إضافة إلى الدبابات وناقلات الجند والمال والاعلام»، وأن «المعارك كانت تحصل بشكل يومي»، ناسفاً تبرير الجماعات المسلّحة لهذه الهزيمة بـ«عدم وجود الدعم لهم، فهذا غير صحيح، كان هناك دعم كبير جداً بالسلاح والمال وإدخال المسلحين». وقارن بين «ما قدّم للإرهابيين في سوريا من دول غربية وعربية، وبين ما قدّم لفلسطين من قبل الدول العربية التي تدعم الارهابيين، ليتبين مدى ما حصل في سوريا».
وتناول الحرب الإعلامية والتضليل اللذين تقودهما وسائل الإعلام الداعمة للإرهابيين، إذ «أتوا بصور لمجازر العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية وغزة، وبصور لأطفال جياع في اليمن، وقالوا إنها في حلب». ولفت الى أن «المدنيين يخرجون من شرق حلب، كما يخرج المسلحون بسلاحهم الفردي. هل هناك مدينة دخل اليها «داعش» أو «جبهة النصرة» والمسلحون الآخرون، وسمحوا للمدنيين وللمقاتلين بالخروج؟»، لافتاً إلى أن «النظام السوري الذي انتصر، قَبِل بأن يخرج المدنيون والمسلحون بسلاحهم من حلب، وكذلك في حمص وخان الشيح وغيرهما»، بينما في الفوعة وكفريا المحاصرتين، «لا يقبل المسلحون بتسوية، وبالكاد خرجت بعض العائلات والمرضى لأن الإرهابيين يريدونهم رهائن»، مشيراً إلى أنه «لا أحد في سوريا ولا حلفاء سوريا يريدون حصول تغيير ديموغرافي»، ومؤكّداً أن «الجماعات المسلحة هي التي تعمل على ذلك».
وشدد على ضرورة «الحفاظ على هذا الانتصار وحماية مدينة حلب أمام أي هجمات ستحصل، وتثبيت وترسيخ هذا الانتصار ليبنى عليه ميدانياً وسياسياً، لأنه يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة أمام أي حل سياسي».

 

وشنّ هجوماً عنيفاً على ما تقوم به الجماعات الإرهابية من تشويه لصورة الإسلام بدعم من الوهابية، معتبراً أن «الإسلام لم يتعرض كدين ورسول للتشويه عبر الاعلام مثل ما حدث من قبل الجماعات المسلحة، وعلى رأسها داعش». وقال «لا يكفي استنكار هذه الجرائم، فمسؤولية الجميع أن يصرخوا، ومن يسكت هو شريك في جريمة التشويه لدين الله ورسوله»، مشيراً إلى أن «من يكفر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف سيكفر الاحتفال بمولد النبي عيسى المسيح». وأكد أن «الفكر الوهابي يريد أن يفرض نفسه على العالم الإسلامي بقوة السلاح والإنتحاريين، وقد شهدنا على مدى السنوات الماضية كيف يذهب الإنتحاريون ليفجروا أنفسهم في الاحتفالات»، مشيراً إلى «ما رأيناه أول أمس حين دخلت طفلة إلى مراكز للشرطة في دمشق وفجّرت نفسها أو تم تفجيرها عن بعد». وشدد نصرالله على أن «واجب كل مسلم في العالم أن يتكلم ويدين هذا المجرم، هذا الوحش الذي يرسل البنات الأطفال لينفّذن عمليات انتحارية باسم الله وباسم الإسلام حصل تفجير الطفلة بكل دم بارد، ومن ثم ظهر ذاك الوحش ليقول إنه أرسلها إلى الله»، معتبراً أن «هذا الحادث ليس بجديد، فهناك حوادث سابقة حصلت في نيجيريا، ونحن اليوم أمام مسؤولية فضح ذلك وإدانته».
ودان نصرالله إحراق «داعش» جنديين تركيين، مؤكّداً أن «داعش يفعل ما فعله الجيش الاميركي في هيروشيما وغيرها»، داعياً «الدول التي قدمت الدعم للإرهابيين إلى أن تعيد النظر في ذلك وتوقف هذا الدعم». ودعا الحكومة الأردنية إلى أن «تتّعظ بعدما حصل في الكرك»، و«توقف دعم الإرهابيين، وإلى عدم القول إن الجماعات المسلحة لا تحمل فكر داعش، فهذه الجماعات لديها نفس الفكر وتكفركم».
ولم يوفّر نصرالله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحزب الحاكم في تركيا من انتقاداته، مؤكّداً أن «الحكومة التركية والحزب الحاكم في تركيا أكثر من دعم داعش، وذلك واضح وأميركا تتحدث عن ذلك. الحكومة التركية هي أكثر ممن قام بدعم التنظيم بتهريب النفط وإدخال المسلحين والأموال».