أنهت لجنة صياغة البيان الوزاري برئاسة الرئيس سعد الحريري عملها مساء أمس، وتقرر عقد جلسة لمجلس الوزراء قبل ظهر اليوم لمناقشة مسودة البيان وإقراره، على ان يحدد الرئيس نبيه بري الثلثاء المقبل موعداً لجلسة طلب الحكومة ثقة مجلس النواب ونيلها في تواتر سريع يعوض "الوقت الذي استهلك لتشكيل الحكومة"، على حد قول الرئيس ميشال عون الذي أفاد أمس ان "البيان اعتمد في قسم منه خطاب القسم الذي وافق جميع الاطراف على مضمونه".
وعلمت "النهار" ان العمل يجري توازياً مع البحث الجدي في اعداد مسودة لقانون الانتخاب الجديد، بات مؤكداً انه سيرتكز في جانب منه على النسبية. وأبلغت مصادر متابعة "النهار" أن "انجاز العمل لن يطول على عكس ما يروج عن اتجاه الى اضاعة الوقت للعودة قسراً الى قانون الستين، وهو امر يرفضه رئيس الجمهورية تماما، ولن يقبل باعادة عقربي الساعة الى الوراء، وهو أمر صار موضع اجماع معظم الجهات السياسية والحزبية ".
كذلك علمت "النهار" أن الرئيس الحريري اتصل بعد اجتماع لجنة الصياغة بالرئيس عون وإتفقا على عقد جلسة لمجلس الوزراء الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا لمناقشة مشروع البيان وإقراره تمهيدا لإرساله الى الرئيس بري الذي سيتولى في وقت لاحق اليوم توزيعه على النواب تحضيرا لجلسات الثقة من الثلثاء الى الخميس المقبلين على أبعد تقدير.
ووصف وزير التربية والتعليم العالي وعضو لجنة صياغة البيان الوزاري مروان حماده لـ"النهار" الاجتماع الثاني الاخير للجنة بأنه سادته "روح بنّاءة". وقال إن مشروع البيان" لا ينطوي على مفاجآت وهو مستوحى من خطاب القسم للرئيس عون ومن البيان الوزاري للحكومة السابقة للرئيس تمام سلام". وأضاف أن اولويات الحكومة كما وردت في البيان تتضمن مشروع الموازنة والاوضاع الاقتصادية والمعيشية والاستقرار وإعادة ثقة المستثمرين بلبنان ومعالجة أوضاع النازحين ومكافحة الارهاب وحماية القضاء".
وقال مصدر في اللجنة لـ"النهار" ان اعتراضاً قواتياً ظهر على موضوع المقاومة، لكن البيان قارب الموضوع من ناحية حق الدفاع والمقاومة في سبيل حماية لبنان واراضيه ومياهه وثرواته الطبيعية من أي اعتداء، واسترجاع كل أرض محتلة. وطلب وزير "القوات" في اللجنة التمهل إلى اليوم لإبداء رأي الحزب في الموضوع.
الطقس والمناخ
في مقابل الاجواء السياسية الايجابية، يبدو ان الميلاد سيكون أبيض، اذ توقعت مصلحة الارصاد الجوية ان يكون الطقس اليوم غائماً مع انخفاض بسيط لدرجات الحرارة وأمطار متفرّقة، تشتدّ غزارتها اعتباراً من بعد الظهر وتكون مصحوبة بعواصف رعديّة ورياح ناشطة، وتتساقط الثلوج على ارتفاع 1300 متر وما فوق وتتدنى تدريجاً لتلامس الـ 1100 متر ليلاً.
ويستمر الطقس غدا الاحد غائماً مع انخفاض اضافي وبسيط لدرجات الحرارة وأمطار تكون غزيرة أحياناً وترافقها عواصف رعدية ورياح ناشطة، كما تتساقط الثلوج على ارتفاع 1000 متر وما فوق.
ومع الابيض الذي سيكلل جبالنا مبشراً بتحريك موسم التزلج، أطلقت وزارة البيئة تقريراً "أسود" عن تغير المناخ، توقعت فيه فقدان موسم التزلج مع انخفاض 40 المئة من الغطاء الثلجي في لبنان وارتفاع مقداره درجتان مئويتان لدرجة الحرارة في السنوات المقبلة، مع هطول كمية أقل من الأمطار كما الثلوج. أضف ان الثلوج التي تتساقط حالياً على ارتفاع 1500 متر ستنتقل الى 1700 متر بحلول سنة 2050. وسينخفض عدد أيام وجود الغطاء الثلجي من 110 أيام الى 45 يوماً.
وفي التقرير ايضاً ان الثلوج ستذوب في وقت أبكر من فصل الربيع. وستؤثر هذه التغيرات على شحن معظم الينابيع، وتحدّ من إمدادات المياه المتاحة للري خلال فصل الصيف، وتزيد الفيضانات في الشتاء بنسبة تصل الى 30 في المئة. ويؤدي انخفاض هطول الأمطار الى تفاقم التحديات الحالية لتوافر المياه للزراعة والاستخدامات التجارية والسكنية. وستكون لذلك آثار سلبية على الأنهار والمياه الجوفية، وسيؤثر على توافر المياه خلال موسم الصيف وفترات الجفاف.
ومن انعكاسات هذا التغير المناخي زيادة الطلب على التبريد في الصيف، مع زيادة استهلاك الكهرباء بنسبة 5,8 في المئة لكل ثلاث درجات زيادة في درجة الحرارة. وستضعف السياحة الشتوية في الهواء الطلق مع تقصير موسم التزلج وستنعكس التأثيرات الأخرى على السياحة نتيجة التغيرات في النظم الايكولوجية، وفقدان المعالم الطبيعية، مثل الشواطئ العامة الرملية، والضرر الهيكلي على التراث الأثري في البلاد.
وستتأثر الغابات سلباً بتغيّر المناخ، خصوصاً أن الغابات الحالية تعاني التشرذم وتفشي الآفات، والحرائق، والممارسات غير المناسبة التي تتحدى بالفعل قدرتها على البقاء والتطوّر.
كما سيواجه لبنان زيادات في معدل الإصابة بالأمراض المعدية، والاعتلال، والوفيات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة تواتر الظواهر المتطرفة، وزيادة سوء التغذية من الجفاف والفيضانات التي تؤثر على الزراعة، وقلّة توافر المياه النظيفة. وستسبب الزيادات في درجات الحرارة بما بين 2,483 و5,254 وفاة إضافية سنوياً بين 2010 و2030.
وإذا استمرت أيضاً الاتجاهات الحالية في انبعاث الغازات الدفيئة على حالها، سترتّب التغيرات المتوقعة في المناخ على الأرجح تكاليف اقتصادية على لبنان، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بنحو320 مليون دولار أميركي سنة 2020.
أما التكاليف غير المباشرة، فستترجم بكون التكاليف المباشرة ستبطئ النمو الاقتصادي في البلاد، وسيقلل النمو الأبطأ الناتج المحلي الإجمالي اللبناني نحو 1600 مليون دولار، أو ثلاثة في المئة بحلول سنة 2020 و14 في المئة سنة 2040، ومن شأن هذا الناتج المحلي الاجمالي الضائع أن يشكل الكلفة الحقيقية، ويحدّ من الرفاهية الاقتصادية للأسر والشركات والحكومة في لبنان.
وستتحمل الحكومة التكاليف الاجمالية المقدرة من الأضرار المباشرة والناتج المحلي الاجمالي الضائع، والبالغة 610 ملايين دولار أميركي في سنة 2020، كما ستتحمل الأسر تكاليف سنوية مقدارها 1500 دولار سنة 2020. وستعاني الأسر الريفية عموماً النسبة الكبرى من الانخفاض مقارنة بالأسر في المناطق الحضرية