هي الإطلالة الأولى لنصر الله بعد سقوط حلب أو ما سُميَ انتصار حلب، وكما هو متوقع جاء خطاب الأمين العام لحزب الله اليوم ليتضمن التمجيد والتقديس بمعركة حلب، وتصويرالحرب التي شهدتها المدينة على مدى عدة أشهر بالحرب الكونية وأن هذه الحرب شارك فيها عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب وأُلقيت فيها مئات الأطنان من السلاح إلى جانب المعارضة، وأنها المعركة الأقسى والأقوى التي شهدتها السورية والمنطقة .
بالغ نصر الله في قوة المعارضة ومن أسماها الجماعات المسلحة ومن وراءها معتبرا أن دولا عدة كانت إلى جانب المعارضة بالدعم السياسي والعسكري ما شكل قوة عسكرية هائلة على الأرض جعلت من المعركة معركة قاسية و مصيرية.
إقرأ أيضًا: خطابُ السيد نصرالله..الاعتدال والواقعية
قد ينجح السيد نصر الله في نقل الصورة التي يريدها للحرب ليقدم الإنجاز الكبير بتحرير المدينة ممن أسماه الجماعات المسلحة لكنه لم ولن ينجح في صرف النظر عن مئات الأطنان أيضا من السلاح التي وصلت للنظام السوري، وكذلك مئات المقاتلين الأجانب من إيران وافغانستان و العراق ولبنان ، ولم ولن ينجح في طمس حقائق التدمير المقصود والممنهج لمدينة حلب التي تبدو اليوم ومع إعلان تحريرها مدينة أشباح.
لقد تعمّد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تضخيم المعركة في حلب ليستطيع تقديم انجاز الإنتصار كفعل كبير حققه نصر الله تجاه النظام السوري والشعب السوري علما أن نصر الله كسياسي بارز يعرف أن وراء سقوط حلب تسوية تاريخية بين تركيا وروسيا وربما أميركية أدت إلى تسليم حلب للروسي مقابل فتح معركة الباب على مصراعيها كمسرح للعمليات التركية لتأمين حدودها، ويعرف نصر الله أن هذه التسوية هي وحدها التي قادت لسقوط حلب، بعد وقد تحدث بوتين قبل أيام بخصوص اتفاق مسبق منذ ثلاثة شهور مع تركيا على إجلاء الثوار من حلب، وأكدت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن عملية حلب تمت بأمر من بوتين وبمساعدة الأتراك والإيرانيين وكل ذلك بلا شك يأتي على حساب الدماء التي سقطت، كما هي الحال في كل حرب إذ يدفع أصحاب الدم ثمن السلام والإنتصارات والتسويات.
إقرأ أيضًا: لو كنتُ أعلم..... بنسخة سورية
لن يستطيع نصر الله تكريس هذه النهاية في حلب كانتصار عسكري بعيد عن السياسة لأن كل الوقائع تشير إلى أن التسوية السياسية هي التي فرضت نفسها على نصر الله وغيره وإن الخطاب الإعلامي اليوم ما هو إلا مناورة سياسية موجهة لن تقدم ولن تؤخر.