لا يزال حدث اغتيال السفير الروسي لدى انقرة، أندريه كارلوف، يشغل السياسة الدولية ومعها وسائل الإعلام، التي تواصل الغوص في تفاصيل اللحظات التي نفذ فيها الاغتيال، فضلاً عن سبر أغوار حياة المنفّذ مولود ألتنتاش، الذي تبين أنه كان أحد عناصر حرس السفارة الروسية، فيما جرى ربطه أيضاً بشكل ما في محاولة الانقلاب التي تعرضت لها تركيا في يوليو/تموز الماضي.
قناة "NTV" التركية، نقلاً عن مصادر أمنية، الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون الأول، أن القاتل كان ضمن مجموعة التعزيزات الأمنية التي أرسلتها الشرطة لحراسة السفارة الروسية بالعاصمة التركية، عندما خرجت أمامها مظاهرة حاشدة احتجاجاً على العملية العسكرية في حلب، كما نقل موقع قناة "روسيا اليوم".
ونقل الموقع عن ما يقول إنها تسريبات صحافية، أن القاتل مولود ألتنتاش البالغ من العمر 23 عاماً، والذي كان يخدم في الشرطة، أخذ يوم إجازة من العمل، عشية تنفيذه الهجوم، وحجز غرفة في فندق قريب من مكان الجريمة التي خطط لها. وفي المساء، توجه ألتنتاش إلى مركز الفن المعاصر الذي أقيم فيه معرض الصور، ودخل القاعة بعد أن عرض على الحراس بطاقة الشرطة التي كان يحملها. وفي داخل القاعة، وقف القاتل، الذي كان يرتدي بدلة رسمية وراء السفير الروسي، واعتبره الحاضرون حارساً شخصياً للسفير كارلوف، حتى أطلق النار على ظهر السفير وأرداه قتيلاً.
وكانت صحف تركية قد أفادت بأنّ الشرطي التركي الشاب مولود ميرت ألتنتاش، الذي قتل السفير الروسي، كان لثماني مرات في عداد الفرقة الأمنية التي تولت حماية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منذ يوليو/ تموز الماضي.
ووفق المعلومات، فإنّ منفذ الاغتيال ضابط عمليات خاصة في الشرطة التركية في أنقرة.
من جه ثانية، ذكرت صحيفة "حرييت" أن ألتنتاش تصرف بطريقة مشابهة أثناء المحاولة الانقلابية في يوليو/تموز الماضي، عندما كان يخدم في شرطة دياربكر، وهو أخذ أيضاً إجازة لمدة يومين قبل يوم من اندلاع أحداث محاولة الانقلاب، وتوجه إلى أنقرة، حيث أقام في فندق.
وتم اعتقال قائد الشرطة، الذي سمح له آنذاك بأخذ الإجازة، للاشتباه بالتورط في المحاولة الانقلابية، كما تم إبعاد ألتنتاش نفسه عن العمل مؤقتاً، لكنه عاد لمهامه في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.