لأول مرة يكشف أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني عن وجود قواعد عسكرية إيرانية مشتركة مع روسيا في الأراضي السورية مضيفًا أن إيران تقدم من خلال تواجدها في تلك القواعد استشارات عسكرية للجيش السوري.
لم يعطِ الأدميرال شمخاني تفاصيل عن تلك القواعد العسكرية المشتركة مع روسيا ولكنه صرح بأن إيران وروسيا والعراق حصلتا على اتفاق لمكافحة الإرهاب في بعدها العسكري.
وأضاف شمخاني بأن توفير الممر الجوي للقاذفات الروسية من بنود ذاك الاتفاق، ولكنه لم يشِر إلى إعادة استخدام القواعد العسكرية الإيرانية من قبل الروس الذي أثار استياء الرأي العام وحتى السياسيين الإيرانيين، حيث إن الدستور الإيراني يمنع منعًا باتًا توفير أي قاعدة عسكرية لأي قوة أجنبية، فضلاً عن أن الرأي الإيراني لن يثق بالروس الذين لديهم تاريخ طويل في العداء والخداع ضد الشعب الإيراني ويعتبر الرأي العام الإيراني أن توفير قاعدة عسكرية لأي قوة أجنبية يحوّل موقع إيران إلى بلد تحت الانتداب، ولكن هل يقبل بتأسيس إيران قواعد عسكرية لها في البلدان الأخرى؟ يبدو أن الإجابة بالإيجاب وليس بالنفي، لأن تواجد إيران العسكري في أي بلد آخر سيزيد من قوتها الإقليمية ودورها الإقليمي. ولهذا نرى أن أمين مجلس الأمن القزمي الإيراني يغلّف موضوع توفير الممر الجوي للقاذفات الروسية تحت غلاف تأسيس إيران قواعد عسكرية في سوريا بمشاركة روسية، مما يعني أولًا أن إيران سوف تتجه إلى المزيد من التعاون العسكري مع روسيا ومن المتوقع أن تنشر قاذفات روسية في قاعدة همدان الجوية الإيرانية عاجلًا، ويريد شمخاني القول أنه إذا يكون التواجد الإيراني في قواعد عسكرية سورية أمر جيد، فلما ذا لا يكون نشر القاذفات الروسية في قاعدة همدان كذلك؟ فضلا عن أن توفير الممر الجوي لا يجدي نفعا للقاذفات الروسية بحال عدم هبوطها في قاعدة همدان القريب من الأراضي السورية. حيث إن المسافة بينها وبين سوريا 900 كيلو مترا فقط بينما المسافة بين روسيا وسوريا تبلغ 200 كيلو مترا.
موضوع تأسيس قواعد برية إيرانية في سوريا موضوع حديث ولكن سبقه الحديث عن قواعد بحرية إيرانية هناك، كما كشف قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني، الأدميرال علي فدوي، في إبريل الماضي، عن إرسال وحدة بحرية خاصة إلى شواطئ سوريا.
ورداً على سؤال حول أسباب تواجد القوات البحرية الإيرانية على السواحل السورية، قال فدوي بأن "الثورة الإسلامية الإيرانية لا حدود لها، وأينما تطلب الأمر سيتواجد الحرس للدفاع عن الثورة"، على حد تعبيره.
وكان نائب الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، قال في تصريحات له في 31 أكتوبر الماضي، إن حدود إيران وصلت إلى البحر الأحمر وشرق البحر الأبيض المتوسط".
تدل تصريحات شمخاني على أن التعاون العسكري مع الروس يحتلّ موقعًا من الأهمية حاليا يمكن معه تفسير الدستور الإيراني بطريقة تتلاءم تلك التعاون على مستوى السماح باستخدام القاذفات الروسية قاعدة همدان الإيرانية لأن العاجل يُقدّم على الآجل، وهناك فرصة مفتوحة لتفسير الدستور!