طرق جديدة لتمويل حزب الله، تحقيق جديد نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، يتحدث التقرير عن وثائق لمكتب التحقيق الفيدرالي الأميركي، تحتوي على دعوى قضائية رفعها مكتب المدعي العام الأميركي عام 2011 في نيويورك.
يتحدث التحقيق الخاص الذي تجريه "وول ستريت" عن تجارة السيارات المستعملة من الولايات المتحدة إلى بنين في أفريقيا. ويرصد التحقيق تجاراً في الولايات المتحدة، تم تحديدهم في الدعوى عام 2011. ويخلص إلى أن هؤلاء مستمرون في شراء السيارات المستعملة ونقلها إلى الخارج.
التجار المعنيون بهذه التحقيقات نفوا أي علاقة لهم بالموضوع، إلا أن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين يجزمون للصحيفة، وفق التحقيق، أن هؤلاء يعملون ضمن شبكة السيارات المستعملة لحزب الله، ويساعدون في تمويل عملياته العالمية. وتنقل الصحيفة عن متحدث باسم إدارة مكافحة المخدرات قوله: "هذا زواج المصلحة بين تجار المخدرات العالميين والمنظمات الإرهابية الذي لا يزال يشكل تهديداً كبيراً للولايات المتحدة وحلفائها في جميع أنحاء العالم".
وينقل التحقيق عن معلومات الحكومة الأميركية أن تجارة السيارات بين عامي 2007 و2011 تجاوزت قيمتها 300 مليون دولار، وحققت أرباحاً كبيرة للتجار الذين يشكل المهاجرون اللبنانيون جزءاً مهماً منهم، وأن ما لا يقل عن عشرة من هؤلاء التجار استمروا بعد التحقيق في إرسال السيارات إلى غرب أفريقيا، وفقاً لسجلات شركات الشحن وعشرات المقابلات.
ووفق الصحيفة، تبين أن خمسة من أكبر شركات الشحن التي تنقل السيارات من الولايات المتحدة إلى بنين منذ عام 2012 لها علاقات تجارية مع أفراد ومؤسسات وردت أسماؤهم في الدعوى الحكومية التي رفعتها الولايات المتحدة ضد حزب الله، وقد شحنت نحو 300 ألف سيارة. ومن تلك الشركات، وفق التحقيق، غلوبال شيبينغ سيرفيسيس، ومقرها ديترويت، وتتهمها الحكومة الأميركية بتلقي 9 ملايين دولار من مشتري السيارات المرتبطين بالحزب. ويروي التحقيق أنه بعد تسوية دعوى غسل الأموال مع المسؤولين الفيدراليين، قام صاحب الشركة، علي كين، بحل الشركة التي واصلت شحن السيارات تحت اسم مختلف.
وقد قبضت السلطات الفيدرالية، في تامبا بولاية فلوريدا، العام الماضي، على تاجر السيارات المستعملة، خنجر دندش الذي اعترف في محادثة مسجلة مع مخبر حكومي أنه وافق على غسل 150 ألف دولار للحزب. ويعتقد المحققون أن دندش الذي يقبع الأن في السجن كانت له صلات مع مجموعة أكبر من مصدري سيارات فلوريدا الذين حصلوا على 15 مليون دولار على مدى أشهر عبر مصارف في بنين.
ويشير تحقيق الصحيفة إلى أن تاجرين من كونيتيكت تلقيا أكثر من 36 مليون دولار من حسابات مرتبطة بالحزب لإرسال السيارات إلى الخارج. والجزء الحساس من شبكة غسل الأموال هو رجل أعمال لبناني يُدعى مرعي علي أبو مرعي، الذي يُزعم أنه يسيطر على حصة كبيرة من حركة المال والسيارات للشركات في بنين. ورغم خروجه فجأة من سوق الولايات المتحدة في أواخر عام 2010، فإن مكاتبه، وفق عمال سابقين لديه في جاكسونفيل بولاية فلوريدا، اندمجت مع شركة أخرى للشحن، وشكلت لاحقاً شركة اسمها بلو أليانس، وخدمت العديد من الزبائن السابقين.
مكتب مرعي في لبنان، وعلى لسان الابن عاطف مرعي أبو مرعي الذي كان على القائمة السوداء مع والده، نفى للصحيفة أي عمل مع حزب الله، مضيفاً أنه "لا يعتقد أن حزب الله بحاجة إلى أي واحد منهم".
وتنشر الصحيفة إسم تاجر كبير جديد في هذا النطاق هو قاسم رميتي، وهو رجل أعمال لبناني اتهمته وزارة الخزانة الأميركية في عام 2013 بغسل الأموال وتقديم خدمات مالية إلى عناصر حزب الله. وقالت وزارة الخزانة أنه من عام 2008 حتى أوائل عام 2011، قام رميتي وشركته بإرسال 25 مليون دولار على الأقل لتجار السيارات الأميركيين والمصدرين. وفي وقت لاحق، قيل إنه يستخدم شركات مختلفة تجنباً لمواجهة الحكومة، وإنه ارسل أكثر من 3.5 مليون دولار لتجار السيارات الأميركية في عامي 2011 و2012 .