تحتفل إيران في الأول من أبريل من كل عام بيوم "الجمهورية الإسلامية"، فتُغلق الدوائر الرسمية والخاصة للاحتفال بقيام الدستور الإيراني الرسمي منذ 36 سنة، أي عام 1979. في هذه المناسبة، قررنا الإضاءة على هذا البلد غير المعروف تماماً لدى الكثير من العرب.
عندما نتحدث عن إيران، أول ما يخطر في بال القارئ العربي هو موقفها الجيوستراتيجي في المنطقة، فالقليل منا يعرف شيئاً عن هذا البلد التاريخي بعيداً عن السياسة والانقسام اللذين أصبحا مرادفين أساسيين كلما ذُكرت الجمهورية الإسلامية. في ما يلي، لائحة بأهم الحقائق عن إيران التي تؤثر في المنطقة شئنا أم أبينا.
1) اسم "طهران" مركب من (ته) وتعني (تحت) و كلمة (ران) وتعني (الأرض المنبسطة) أو" تحت الأرض". ويقال إن السبب وراء هذه التسمية وجودها عند سفح جبال البرز Alborz التي وفرت لسكان العاصمة أماكن الاختباء من المهاجمين عبر التاريخ. ويبلغ عدد سكان العاصمة حوالي 12 مليون نسمة.
2) تعتبر طهران من أسوأ المدن من حيث تلوث الهواء في العالم. ما يقدر بنحو 13 شخصاً يموتون في العاصمة يومياً من الأمراض المرتبطة بهذا التلوث .
3) اعتمد العلم الإيراني الحالي في عام 1980 ويتألّف من ثلاثة نطاقات أفقية متساوية من الأخضر والأبيض والأحمر. الأخضر هو لون الإسلام ويمثل النمو، والأبيض يرمز للصدق والسلام، والأحمر للشجاعة والاستشهاد. يتركّز في الشريط الأبيض المتوسط تمثيل منمق لكلمة "الله" وعبارة "لا إله إلا الله". على طول الحافات الداخلية من العصابات الخضراء والحمراء، هنالك 22 نسخة من عبارة "الله أكبر ".
4) في حين تم حظر العلاقات الجنسية المثلية في إيران، أصدر آية الله روح الله الخميني فتوى تتيح للراغبين في القيام بعمليات تغيير الجنس في ايران، تحقيق هذه الرغبة. ومنذ عام 2008، أجريت في إيران عمليات تغيير الجنس أكثر من أي بلد آخر في العالم، بعد تايلاند. حتى أن الحكومة تقدّم المساعدات للراغبين في إجراء هذا النوع من الجراحة.
5) آية الله روح الله الخميني أصدر قراراً قضى بجعل وسائل منع الحمل متوفرة للجميع مجانياً، لأنه كان يعتقد بأن تضاعف معدل الإنجاب يضر بالاقتصاد. ومع هبوط معدلات الإنجاب، أصبح أسهل للأهالي التفرّغ لتعليم أولادهم وتهيئتهم لمواجهة المستقبل. هذا ما جعل الإيرانيين اليوم من أكثر شعوب المنطقة تعليماً. وبحسب بضعة تقارير، ومنها البي بي سي، تحظى إيران بأعلى نسبة مشاركة للمرأة في الجامعات، وهي نسبة لافتة تتعدى ال60%.
6) الفرس لا يشكلون سوى (61%) من الشعب الإيراني، والأذربيجانيون 16%، والأكراد 10%، واللر (بدو الفرس) 6%، والبلوش 2%، والعرب 2%، والتركمان والقبائل التركية 2%، وغيرهم 1%. وللمناسبة: %70 من الشعب الإيراني تحت سن الـ35.
7) من أبرز الإيرانيين ذوي النفوذ العالمي: دارا خسروشاهی Dara Khosrowshahi الرئيس والمدير التنفيذي لشركة Expedia، امید كردستانى Omid Kordestani نائب رئيس غوغل السابق، ماني ماشوف Manny Mashouf مؤسس ومالك شركة Bebe لأزياء، اسحاق لاریان مصنّع دمى Bratz، بيير امیدیار Pierre Omidyar مؤسس إيباي eBay، الصحافية كريستيان آمانبور Christiane Amanpour، ومات غفاري Matt Ghaffari المصارع الحائز ميدالية فضية في أولمبياد 1996.
8) بعكس ما هو شائع: ميزانية إيران العسكرية لـ2015 لا تفوق الـ10 مليارات دولار (بعد طلب روحاني بزيادة المخصصات من 6 مليارات دولار). وإن أخذنا عدد السكان البالغ سبعين مليوناً والناتج القومي في الاعتبار، فإيران من أقل دول المنطقة إنفاقاً نسبياً. فعلى سبيل المثال، تخصص الجزائر وأفغانستان والإمارات والسعودية موازنات عسكرية أكثر من الموازنة العسكرية التي تخصصها إيران.
9) أطلق على إيران اسم "عاصمة عمليات تجميل الأنف في العالم" بسبب عدد عمليات التجميل المتزايد فيها. ومن الطبيعي أن تجد طفلة أو طفلاً من الرابعة عشرة أجريا عملية تجميل من هذا النوع.
10) إيران من أهم مصدّري النفط ومشتقاته والمنتجات الحديدية والسجاد الفاخر والكافيار والفستق والزعفران. ويعد الكافيار الإيراني من الأندر والأغلى في العالم.
ولا يمكننا اختتام هذا النص من دون المرور بالتسميات التي يُنعت بها الإيرانيون اليوم، وأهمها:
- "الفرس" هم أمّة فارس، أي الأمة الي تسكن بلاد فارس (إيران الآن).
- "القرامطة" هم أتباع مذهب عاشوا في شرقي شبه الجزيرة العربية (الإمارات وقطر والبحرين والكويت وشرق السعودية). ومن أهم القصص التي نسبت إليهم، ثورتهم على الخلافة العباسية في أواخر القرن التاسع الميلادي. مؤسس مذهب القرامطة هو حمدان بن الأشعث الذي يلقب "بقرمط".
- "المجوس" هم الزرادشتية، والزرادشتية (نسبت إلى مؤسسها زرادشت) من أقدم الديانات التوحيدية في العالم (3،500+ سنة). ومن السائد بين أتباع الأديان السماوية الظن بأن المجوس أو الزرادشتية يعبدون النار، ولكنهم في الواقع يعتبرون النار والماء أداتين ضروريتين في أداء طقوسهم الروحية.