بعد الهجوم الدموي بـ"شاحنة موت" على سوق ميلادي في برلين، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصًا وجرح أكثر من 50 آخرين، نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية مقالين تناولت في الأوّل ما حدث، وكشفت في الثاني عن تحذير أميركي من هجمات بالعربات الثقيلة، قد ينفّذها تنظيم "الدولة الإسلامية" خلال فترة الأعياد القادمة، ما قد يتسبب بمسارح دمويّة جديدة.
 
 
ولفتت الصحيفة الى أنّه تمّ توقيف لاجئ باكستاني أمس ظنًا أنّه مسؤول عن الهجوم، لكنّ الشرطة أعلنت فيما بعد أنّه الشخص الخطأ، وفي هذا الصدد، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل إخلاء سبيل اللاجئ عن خشيتها من هويته، معتبرةً أنّ الأمر سيكون سيئًا إذا تبين أنّ منفذ العملية هو أحد طالبي اللجوء الى ألمانيا.
 
"داعش" يتبنّى.. والشرطة تتأهّب!
 
رئيس الشرطة الجنائية الإتحادية هولغير مانش قال: "نحن في حالة تأهّب عالية ونحقق بكل الزوايا". وبحسب الشرطة، فالشاحنة اجتاحت السوق عند الساعة الثامنة من مساء الإثنين ويعتقد أنّها مثقلة بـ20 طنًا من الحديد الصلب، واجتازت 80 مترًا قبل اقتحام السوق. كما أعلن "داعش" ليل الثلاثاء مسؤوليته عن الهجوم، حيث قالت وكالة أعماق إنّ المهاجم هو "جندي في الدولة الإسلامية".
 
وإذ لفتت الصحيفة الى أنّه يوجد حوالى 2500 سوق للميلاد في ألمانيا، بينها 60 في برلين، قالت إنّ خبراء أمن حذّروا منذ سنوات من أن يكونوا مستهدفين من قبل "داعش".
 
من جهته، قال كلوز كراندت، قائد شرطة برلين: "هناك حدود لقدرة الشرطة على حماية الأسواق. لا نستطيع تحويل الأسواق الى حصن للشرطة"، لافتًا الى أنّ هناك إمكانيات كثيرة لحصول هجوم شاحنات قد تتسبّب بمقتل عدد من المواطنين، وقال: "لكن لا يمكننا منع هكذا خطر".
 
تحذيرٌ أميركي
وكشفت الصحيفة أنّ في تشرين الثاني الماضي، حذّرت السلطات الأميركية رعاياها في ألمانيا وطلبت منهم تجنّب أسواق الميلاد هناك، باعتبار أنّها بمستوى عالٍ من الخطر، لكن السلطات الألمانية لم تطلق هكذا تحذيرات.
 
واعتبرت الصحيفة أنّ إعتداءي نيس وبرلين يعكسان التغيّر في التكتيكات لدى "داعش"، لافتةً الى أنّ هذا الأسلوب الذي إستخدمه "داعش" من قبل في نيس حيث قتل 86 شخصًا، ويبدو أنّ التنظيم سيركّز عليه كجزء من البروباغندا الجديدة .
 
وبحسب أحد التحذيرات التي نقلتها الصحيفة، فهناك معلومات موثوقة أنّ "داعش" وأتباعه سيستمرون في مخططاتهم الإرهابية في أوروبا، مع التركيز على عطلة الميلاد والمناسبات المهمّة.
 
فيما قال التحذير الأميركي: "هناك إحتمال من أنّ المتشددين سينفذون اعتداءات خلال فترة الأعياد". ولفتت السلطات الأميركية إلى أنّ الهجمات بالشاحنات والعربات تشكّل تهديدًا جديًا في الولايات المتحدة وأوروبا.
أمّا بيتر بيرغين وهو محلّل شؤون أمنية قومية في الولايات المتحدة، فرأى أنّ هذا الهجوم الذي كان تنظيم "القاعدة" يتحدّث عنه، بدأ "داعش" بتنفيذه منذ 2014.
 
 
"على خطوط العدو"
 
وفي الأسابيع الأخيرة، هناك إحتمالات مخيفة من هجمات مقبلة بالمركبات الثقيلة، خصوصًا مع خسارة "داعش" لأرض في العراق وزيادة الضغط عليه في سوريا.
 
وخلال إصدار مجلّته باللغة الإيطالية "روميا" أي روما مؤخرًا، إستخدم "داعش" نيس للإشارة الى مثل هذه الهجمات التي قد ينفذها الجهاديون على "خطوط العدو".
 
والجدير ذكره أنّه في 25 تشرين الثاني، أوقفت السلطات الفرنسية 5 أشخاص لتحضيرهم هجمات على أسواق الميلاد في شانزيليزيه وديزني لاند في باريس.
 
من جهتها، قالت لانا سيفوفاك من البوسنة وتعيش في برلين: "كان والدي وأمي بالقرب مني، سمعت ضجّة كبيرة. اعتقدنا أنّ سائقًا يقود بسرعة، كان متجهًا نحونا، قبل أن يغيّر إتجاهه فجأة. مرّ بسرعة على بعد 20 سنتيمترً ا من والدتي، فسقطت أرضًا وأبي كذلك، لكنّهما نجيا بأعجوبة".
 
 
(غارديان - لبنان 24)