حمّل السيناتور في الكرملين، فرانتس كلينتسيفيتش، أجهزة استخبارات حلف شمال الأطلسي، "الناتو"، مسؤولية اغتيال السفير الروسي في تركيا، أندريه كارلوف، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "دايلي مايل" البريطانية بعد ساعات على الاعتداء.
 
 
وفي التفاصيل أنّ الصحيفة نقلت عن كلينتسيفيتش، المقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمحلِّل الدفاعي والأمني، تأكيده أنّه تم التخطيط لهذا الاعتداء، وإشارته إلى أنّ حضور السفير افتتاح المعرض المصوّر كان معلوماً لدى للجميع.
 
وفيما تحدّث كلينتسيفيتش، النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد (الغرفة العليا للبرلمان الروسي)، عن إمكانية تورّط تنظيم "داعش" أو العناصر الكردية المعارضة بالاغتيال، رجح أن يكون جهاز استخبارات "الناتو" مسؤولاً عنه، واصفاً ما حدث بالتحريض البحت والتحدي بالنسبة إلى روسيا.
بدوره، حذَّر المستشار السياسي، ديميتري فيتيسوف من تداعيات هذا الاعتداء على الإرهابيين السوريين والسلطة التركية على السواء، من جهة ومن غضب موسكو من جهة ثانية، فما من بلد يحترم نفسه التغاضي على عمل وحشي كاغتيال سفيرها، على حدّ قوله.
 
من جهتها، رجحت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنّ ينتج هذا الاعتداء مزيداً من التقارب بين كلّ من بوتين ونظيره التركي، ناقلةً عن عدد من المحللين قولهم إنّ الطرفين سيتوصلان إلى أرضية مشتركة، لجهة رغبة كل منها في صب اللوم على خصمه الاسترايتجي.
 
في هذا السياق، رأى المعلّق التركي، مصطفى أكيول، أنّ كلاّ من رجب طيب أردوغان وبوتين سيوجهان أصابح الاتهام إلى خصمهما، قائلاً إنّ الطرفين يؤمنان بنظرية المؤامرة الغربية التي تسعى إلى قلبهما على بعضهما البعض.
 
وفي معرض حديث الصحيفة عن رفض الطرفين التشويش على الاتفاق الذي توصلا إليه سورياً، والذي يتيح لكلّ منهما تحقيق أهدافه من هذه الحرب، استطلعت رأي المحلل في المجلس الأطلسي، آرون ستين، الذي أوضح أنّ لموسكو وأنقرة الدافع لحل هذه الأزمة، متوقعاً أنّ تزيد عملية الاغتيال هذه من عدم تناسق علاقاتهما الثنائية، إذ قال: "لطالما كانت موسكو صاحبة اليد العليا على هذا المستوى. ما حدث سيزيدها قوة".
 
من ناحيته، استبعد، الديبلوماسي التركي السابق، سنان أولغن، أن يسبب حادث الاغتيال هذا الأزمة نفسها التي أنتجها إسقاط "السوخوي" على طول الحدود التركية-السورية في تشرين الثاني العام 2015، مشدِّداً على عدم نية الطرفين التصعيد.
 
تركيّاً، علّق الصحافي في صحيفة "حرييت" المعارضة، مراد يتكين، على عملية الاغتيال، مشيداً بهدوء السفير الروسي بعد إسقاط "السوخوي".
 
إلى ذلك، توقَّع يتكين أن يؤثر هذا الاغتيال في علاقات تركيا الدولية والتوازنات السياسية في الشرق الأوسط، كما أقرّ بفشل أنقرة بحماية حياة ديبلوماسي تواجد على أراضيها، واصفاً ما حصل بالعار، ومشدِّداً على ضرورة عمل الحكومة التركية على إزالة هذا الحمل عن أكتاف تركيا والشعب التركي.
 
("لبنان 24" - Daily Mail - The Guardian - Hurriyet)