صدمة الوالدة التي استفاقت في الصباح الباكر لتتفقّد أولادها النائمين في غرفهم لا يوازيها وصف.. غرفة البنات في ذاك اليوم لم تعبق كعادتها بنفس الإبنة الكبرى. في يمين الغرفة كان سرير "لمى" وحيداً بارداً يتعطّش إلى دفئ جسدها الطريّ.. الأمّ المذهولة تتنقّل في أرجاء البيت علّها تجد أثراً لـ"بكر البيت المدلّلة".. لكن عبثاً.
بخطواتٍ سريعة دخلت الوالدة غرفة نومها لتوقظ زوجها وتخبره باختفاء طفلتهما.. بقي القلق مسيطراً على ذاك المنزل الشوفيّ طيلة اليوم، إلى أن تلقى الأب إتصالأً هاتفيّاً من مجهول يخبره فيه أنّ ابنته موجودة في مكان آمن.. لم تتلقّف الأمّ قرار إنفصال "غنّوجتها" عنها وتفضيلها حضن "الحبيب" برويّة، فثارت ثائرتها بعدما علمت أنّها موجودة بين ذراعي رجل يكبرها بسنوات وأنّها اختارت الزواج منه.
كان الخبر على ذوي ابنة الرابعة عشر كوقع الصاعقة.. أسرع الوالد إلى إعلام الأجهزة الأمنية بفقدان ابنته البكر. تكثّفت التحقيقات وتمّ توقيف السوري "أ.ع" وهو في العقد الرابع من العمر بتهمة "الخطف"، فتبيّن أنّ علاقة عاطفيّة كانت نشأت بينه وبين القاصر "لمى" (اسم مستعار) بعدما تعارفا عبر "الواتساب"، فعمدت الفتاة إلى ترك منزل أهلها، بناءً على اتفاق مُسبق مع الشاب حيث توجّهت إلى مدينة البترون وأقامت معه علاقة جنسيّة ومكثت في بيته. بعد تبيان مكان تواجدهما أُلقي القبض على "أ" وأعيدت الفتاة إلى منزل ذويها.
في التحقيق الأوّلي اعترف الموقوف بحبه لـ "لمى" وأنّه اتفق معها على الزواج، فغادرت منزل ذويها وحضرت إلى بيته لهذا الغرض، زاعماً أنّه تزوّج بها في منزل أهلها من دون أن يتمّ تنظيم عقد زواج واعترف بإقامة علاقة جنسية معها "قبل الزواج"، مؤكّداً أنّه لم يُحضرها إلى منزله بالحيلة أو بالقوّة بل تمّ الأمر برضاها.
أمّا "الحبيبة الصغيرة" فأكّدت على حبّها لـ"أ" وأنّها اتفقت على الزواج منه وتركت منزل أهلها لتقيم معه في شقّته في البترون.
قاضي التحقيق في جبل لبنان ربيع الحسامي طلب في قراره الظنّي، عقوبة السجن حتى 3 سنوات للمدعى عليه بعدما ثبتت مجامعته القاصر قبل أن تبلغ سن الخامسة عشرة، فيما لم تثبت صحّة أقواله لجهة زواجه منها، وتمّت إحالته للمحاكمة أمام القاضي المنفرد الجزائي. هذا ووافق القاضي الحسامي على طلب إخلاء سبيل الموقوف مقابل كفالة مالية قيمتها 300 ألف ليرة تخصّص لضمان الحضور وذلك بعدما أسقط والد الفتاة دعواه وحقوقه الشخصيّة عن المدعى عليه.