دعا سياسي إسرائيلي، صناع القرار في تل أبيب، إلى الوقوف إلى جانب إيران والمحور الشيعي في مواجهة العالم السنّي وتحديدا السعودية، منتقدا الرهانات على عوائد التقارب مع أي من الدول السنيّة.
وقال المحامي إيلي نيخت، الذي يعمل مساعدا لنائب رئيس البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، إن حقائق التاريخ دلت على أنه "في كل ما يتعلق بالمصالح ومنظومات القيم فإننا أقرب بكثير لإيران من العالم السنّي".
وفي مقال نشره موقع صحيفة "هآرتس" اليوم، وترجمته "عربي21"، أوضح نيخت أنه في الوقت الذي يتجه فيه العالم السنّي إلى مزيد من التطرف الديني، فإن إيران تتجه إلى العلمانية، مدللا على ذلك "بتراجع معدلات الولادات في إيران، الذي يعد مؤشرا على تعاظم التوجهات العلمانية للجمهور الإيراني، ما يدلل على أن المستقبل لا يخدم الطغمة الدينية" التي تحكم إيران حاليا.
وزعم نيخت أن المعطيات تدلل على أن الشباب الإيراني هو "الأكثر ميلا نحو العلمانية في العالم الإسلامي"، مقتبسا عن معلقين إيرانيين قولهم إن الشباب الإيراني "لم يعد يؤمن بشعار الإسلام هو الحل".
وشدد نيخت على أن ميل الإيرانيين للثورة على نظم الحكم أكثر تجذرا مما هو في العالم العربي، مشيرا إلى أن إيران مرت بثلاث ثورات كبيرة في: 1906، 1951 و1979.
وبحسب نيخت، فإن حالة العداء القائم حاليا بين إسرائيل وإيران هي "نتاج قرار سياسي اتخذته قيادة الدولة ولا يعكس توجها دينيا"، مشددا على أن القيادة الإيرانية توظف عداءها لإسرائيل "للاستهلاك المحلي ولتحسين هامش المناورة لديها في مواجهة العالم السنّي".
واعتبر أن ما يقلص مكانة إيران كمصدر خطر لإسرائيل حقيقة أنه لا توجد "لدينا معها حدود مشتركة ولا يوجد تناقض في المصالح الاستراتيجية والاقتصادية، بل على العكس هناك الكثير من القواسم المشتركة التي يمكن أن تدفع الدولتين لجني الكثير من الأرباح من العلاقة الثنائية".
ودعا القيادة الإسرائيلية "إلى إيجاد الطريقة الكفيلة بالتمترس إلى جانب المعسكر الشيعي ضد المعسكر السني بسبب منظومات القيم المشتركة وماضي العلاقات القوية"، محذرا من أن أية قواسم مشتركة تتكرس حاليا بين إسرائيل والعالم السني ستكون "مؤقتة وسرعان ما تتبخر".
وأعاد نيخت للأذهان حقيقة أنه منذ الإعلان عن إسرائيل وحتى العام 1979، كانت إيران حليفا استراتيجيا لإسرائيل، إلى جانب أنها كانت من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة العبرية.
واستذكر عمق التعاون الأمني والاستخباري والشراكات العسكرية والاقتصادية التي كانت قائمة مع إيران ووصلت حد تطوير مشاريع صناعية عسكرية مشتركة، مثل تطوير منظومات صاروخية، إلى جانب اعتماد إسرائيل على النفط الإيراني كأهم مصدر للطاقة.
وأعاد نيخت للأذهان أن إسرائيل كانت تمثل محطة لنقل النفط الإيراني إلى الدول الغربية من خلال أنبوب "إيلات-عسقلان"، الذي دشن عام 1968.
واتهم نيخت السعودية، في المقابل، بدعم "الإرهاب"، مدعيا أن الرياض لعبت دورا مهما في تفجيرات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، في حين مثل الخليج مصدر التمويل الأبرز للعمليات التي نفذتها "حماس" ضد إسرائيل.
ونوه إلى أنه في مواجهة التوجهات العلمانية للإيرانيين، فإن الحياة في العالم العربي السنّي، بخاصة في السعودية تدور حول الدين وتعاليمه "في نسختها الأكثر محافظة وتطرفا"، إلى جانب غياب منظومة قوانين علمانية.