الحريري إلى الحكومة اليوم , وبري إلى قانون النسبية حفاظا على حليفه جنبلاط
السفير :
قبل نحو سبع سنوات، وبينما كان الرئيس الأميركي باراك أوباما يستقبل رئيس حكومة لبنان سعد الحريري في البيت الأبيض، بادر وزراء «8 آذار» إلى تقديم استقالتهم الجماعية، في مؤتمر صحافي عقدوه في الرابية وتلا خلاله الوزير جبران باسيل بيان الاستقالة الجماعية احتجاجا على «التعطيل» الذي أصاب الجهود الرامية الى «تخطي الازمة الناتجة عن عمل المحكمة الدولية»، على حد تعبير باسيل، في إشارة إلى انخراط الحريري وقتذاك في الجهد الدولي الذي أدى إلى إسقاط مشروع «السين ـ سين».
سبع سنوات، لم تتغير خلالها أحوال لبنان وحسب، بل حصلت انقلابات في غرب العالم العربي ومشرقه وقلبه، وخصوصا سوريا، وها هي الولايات المتحدة تشهد اليوم تغيرات قد تصيب العلاقة السعودية ـ الأميركية في صميمها، خصوصا عندما تجد «المملكة» أن عشرات وربما مئات مليارات الدولارات التي صرفتها طوال عقود من الزمن لإحداث خرق جذري في بنية النظام السياسي الأميركي، قد ذهبت هباء ولم يعد السعوديون يجدون في الولايات المتحدة من يدافع عن مصالحهم، إلا إذا استعانوا بالاماراتيين الذين يملكون في هذه المرحلة نفوذا يتقدم على النفوذ السعودي في مراكز القرار الأميركي.
السعودية نفسها تغيّرت لا بل تشهد انقلابا كان أحد أبرز ضحاياه سعد الحريري نفسه. وجد الرجل نفسه فجأة في العراء السياسي والمالي، بدليل ما أصاب شركة المقاولات الأم التي شيّدها رفيق الحريري حجرا حجرا، فإذا بها تصبح خبرا قضائيا في زوايا الصحف اليومية السعودية و «هاشتاغ» في مواقع التواصل الاجتماعي، بينما يكاد مصيرها مفتوحا على كل الاحتمالات، بما فيها التصفية وبالتالي العودة إلى نقطة الصفر في الأعمال والمقاولات.
يكاد سعد الحريري، بشركة «سعودي أوجيه» المتهاوية، وبأسهمه المتلاشية في «البنك العربي»، وبرصيده المتبخر في شركة «تورك تيليكوم» (في أحسن الأحوال لا يربح ولا يخسر)، وبالحجر الذي يسند خابية في «أوجيه للاتصالات» في جنوب أفريقيا، وبأسعار العقارات المتهاوية في لبنان، يقف عاجزا أمام حجم المستحقات والديون المتراكمة.
كان لا بد من العودة إلى «السرايا»، ولقد التقط ميشال عون «الفرصة»، فكان هو الممر الإلزامي لرئاسة الحكومة، بمباركة «حزب الله». كان لا بد من حكومة الثلاثين وزيرا، في بلد لا يتجاوز عدد شعبه بضعة ملايين، بينما لا يتجاوز عدد الوزراء العشرين وزيرا في الصين بلد المليار ونصف المليار نسمة أو الـ 15 في أميركا الدولة الأقوى في العالم.
يعود الحريري إلى السرايا، في سياق صفقة سياسية مكشوفة: لك الرئاسة وحصة وازنة في الحكومة ولاحقا مجلس النواب.. ولي الاقتصاد، ولا بأس بالفوز ببعض المشاريع للتعويم، والعناوين كثيرة في البحر المردوم بالنفايات والمقاولات ومشاريع البنى التحتية والاتصالات والنفط والصفقات المكشوفة في البلدية والكاميرات والميكانيك وكل شيء «ممغنط» وملوث.
يعود الحريري إلى «السرايا» ولا بأس أن تتأخر الصورة التذكارية 24 ساعة حتى عودة «وزير البلاط» من الخارج، برغم أن نظام «الفوتوشوب»، كان قد تكفل سابقا بحجز مكان لأحد الوزراء الذين كانوا مسافرين غداة إعلان حكومة تمام سلام.
يعود الحريري إلى «السرايا» ولن يجد صعوبة بأن تلتقط له صورة تذكارية في اليوم التالي في القصر الجمهوري في بعبدا محاطا بكل من كان سيقيم الدنيا ولا يقعدها لو أنه سمع فقط باسمهم أعضاءً في حكومات فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام.
يعود الحريري إلى السرايا، وبيده بيان وزاري صاغت حروفه الأولى «حكومة القمصان السود» (النأي بالنفس) ولاحقا تكرّست في «خطاب القسم»، وسيجد نفسه مع مرور الأيام شديد التكيف مع تلك الانتقادات التي ستوجه إليه من أهل بيته، طالما أن المطلوب كان الوصول بأي ثمن إلى رئاسة الحكومة، حتى لو اقتضى الأمر شكر «من أثبتوا أنهم أهل لعقد الاتفاقات.. وتنفيذ الالتزامات»، وهم أنفسهم ممن كانوا مصنفين في خانة «الشياطين» قبل شهور وســنوات.
يعود الحريري إلى «السرايا» وأمامه امتحان ـ فرصة، إذا اجتازه فقد يذكره التاريخ اللبناني: وضع توقيعه على قانون انتخابي جديد يفتح الباب أمام تمثيل عادل ومتوازن ومنصف لكل الفئات اللبنانية بما فيها تلك التي تريد أن تخرج من الأسر الطائفي والمذهبي. أما إذا فشل في هذه المهمة، وبالتالي ترك البلد يمضي نحو انتخابات وفق «قانون السكين»، فلن يرحمه التاريخ. سيقال إنه كمن سبقه، راكم ويراكم كل المقدمات الضرورية لإعادة اهتزاز السلم الأهلي.. ولو بعد حين لا أحد يستطيع أن يتكهن بموعده منذ الآن.
يعود الحريري إلى «السرايا» بمهمة محددة على رأس «حكومة انتخابات»، ولا بأس بوصفات انتخابية جاهزة. قالها أحد نواب «تكتل التغيير والاصلاح» قبل يومين بأن حوار «المستقبل» و «حزب الله» و «أمل» في عين التينة هو الممر الالزامي للقانون الانتخابي الجديد!
في هذا السياق، سيُناقش قانون الانتخاب في الاجتماع الدوري الذي سيضم «أمل» و «حزب الله» و «المستقبل» في عين التينة، اليوم، على ان يُعقد بعد غد اجتماع خبراء يمثلون هؤلاء الأفرقاء لاستكمال النقاش التقني، ومن غير المستبعد أن يتدخل الرئيس بري في مسار هذه الاجتماعات، في لحظة ما، لإعطاء دفع للقانون الانتخابي.
وقال الرئيس بري لـ «السفير» إنه إذا كان الوصول الى النسبية الشاملة متعذرا في الوقت الحاضر، فلا بأس في صعود السلم نحوها درجة درجة، مشيرا الى أن هناك مشروعين سيُطرحان على المكونات السياسية لكونهما الاكثر واقعية حاليا، الاول، هو مشروعه المختلط القائم على أساس 64 نسبي و64 أكثري، «مع انفتاحي على البحث في أي تعديل محتمل شرط ألا يمس المعايير الموحدة التي يستند اليها هذا الاقتراح»، والثاني، هو المشروع المركب الذي يقوم على قاعدة التأهيل ضمن الطائفة (لا المذهب) في القضاء وفق الاكثري في المرحلة الاولى، لينتقل بعد ذلك من ينال نسبة معينة من الاصوات (ما بين 15 و20 في المئة) الى خوض المنافسة على اساس الدوائر الخمس الكبرى وفق النسبية في المرحلة الثانية.
وشدد بري على أهمية وحدة المعايير في اي قانون انتخابي جديد، وأكد أن المشروع المختلط الذي وضعه «المستقبل» و «الاشتراكي» و «القوات» موجّه سياسيا عن بُعد ومفصّل على قياسات محددة، بهدف تأمين فوز «قوى 14 آذار» مسبقا، «في حين أنني من جهتي أهتم بأن تكون المقاييس المعتمدة في كل الدوائر مشتركة، غير آسف لا على 8 ولا على 14 آذار».
النهار :
بدا من الطبيعي ان تثير ولادة الحكومة جدلاً كثيفاً حول طبيعة موازين القوى داخل التركيبة الثلاثينية وخصوصاً لجهة رجحان الكفة مبدئيا لمصلحة فريق 8 آذار في ظل المقاييس المعتمدة من زاوية الفرز السياسي الاساسي بين محوري 8 آذار و14 آذار بصرف النظر عن المتغيرات المفترضة مع الموقع الجديد لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون بين هذين المحورين . ذلك ان تقويم التركيبة الحكومية شغل مختلف القوى والاوساط السياسية في الساعات الاخيرة من منطلق السعي الى الاضاءة على الاشهر المقبلة وما يمكن ان تشهده التطورات الداخلية في ظل الحكومة الاولى للعهد العوني والحكومة الثانية برئاسة الرئيس سعد الحريري .
وفي اعتقاد أوساط سياسية مستقلة أنه لا يمكن للوهلة الاولى تجاهل الاثر السلبي الواسع الذي احدثه التوزيع السياسي العريض في الحكومة، علماً ان المحاصصات التي تعود الى القوى السياسية بمفردها تتساوى معها تقريبا حصص القوى النافذة التي تقف الى يمين العهد ويساره من فريقي الصراع التقليدي الاساسي . ففي اطار المحاصصات اخذت القوى المتمثلة بـ"تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" حصصاً وازنة جداً لا يمكن انكارها، كما اخذ الثنائي الشيعي حصته ومعه حلفاء له، ومن ثم اخذ رئيس الجمهورية حصة الاسد متى عطفت على ما ناله "التيار الوطني الحر " والطاشناق . وبذلك يكون منطق الحصص متساوياً اذا قيس بما خرج كل من هؤلاء الاطراف بعدد من الوزراء والحقائب، الامر الذي يبرز مفهوم التسوية في اطارها الواسع الذي ادى الى تغليب التركيبة الثلاثينية على تركيبة الـ 24 وزيراً التي أخفق الرئيس الحريري في ترجيح كفتها .
واذا كان خروج حزب الكتائب من الحكومة يشكل علامة سلبية تسجل في خانة العجز عن احلال منطق المحاصصات العادل ، على سلبية اتباع هذا المنطق أصلاً، فان الاوساط المستقلة نفسها تلفت الى ان البعد الاساسي الذي سيضع الحكومة الجديدة في عين العاصفة أو الاختبار يعود الى البعد الاستراتيجي الكبير الذي طبع الخلاصات التي اعقبت ولادتها المفاجأة وسط اجواء كانت توحي باشتداد الضغوط التي يمارسها الافرقاء المحسوبون على المحور الاقليمي الايراني السوري في الدرجة الاولى، الامر الذي أثار ويثير محاذير خطرة امام مسار البلاد برمته في ظل الخلل الذي تجسده توازنات الحكومة . في هذا السياق تقول الاوساط إن احتساب حصة رئيس الجمهورية مع تياره (تسعة وزراء) ضمن تحالفه السياسي السابق لانتخابه يعطي الصدقية الكاملة للكلام عن جنوح ميزان القوى تماماً لمصلحة محور 8 آذار الذي يمكنه ان يتباهى حينذاك بانه حقق المكسب الثاني الاستراتيجي بعد انتخاب الرئيس عون من خلال نفخ حصته الوزراية الى ما يقارب الـ17 وزيرا . لكن الامر سيكون منوطاً برمته برئيس الجمهورية وبالوسائل التي سيعتمدها ضمن العمل الحكومي باعتبار ان حصته الوزارية ستكون بيضة القبان ونقطة التوازنات المنتظرة للظهور مظهر الرئيس الحكم وليس الرئيس الفريق . كما ان هذا الدور المفترض تمليه طبيعة التحالفات التي عقدها الرئيس عون قبل انتخابه مع كل من "القوات اللبنانية " والرئيس الحريري من غير ان يتخلى بطبيعة الحال عن تحالفه مع "حزب الله" . وفي ظل هذا الواقع يبقى الكلام عن استئثار الاطراف المرتبطين بمحور 8 آذار أولاً وأخيراً قيد الاختبار الحاسم في تجربة الحكومة التي ستكون بمثابة خط التماس الاول لرئيس الجمهورية مع التوازنات الداخلية .
وسط هذه الانطباعات تنطلق مسيرة الحكومة الجديدة اليوم بعملية التسليم والتسلم بدءا بالعودة الثانية للرئيس الحريري الى السرايا الحكومية حيث سيبدأ ظهرا ممارسة مهماته عشية التقاط الصورة التذكارية للحكومة غدا في قصر بعبدا ومن ثم عقد الجلسة الاولى لمجلس الوزراء الذي سيشكل لجنة صياغة البيان الوزاري . وشدد الرئيس عون أمس أمام زواره على انه "سيسهر كي يعمل مجلس الوزراء كفريق عمل منسجم ومتضامن، خصوصا انه يضم معظم الكتل والاحزاب السياسية في البلاد" . وبعدما لاحظ ان الحكومة تمثل "أوسع شريحة من الافرقاء"، أضاف: "كنت اتمنى الا يغيب عنها أي مكون سياسي لان ورشة العمل تتسع للجميع إلّا لمن اراد تحييد نفسه عن الانخراط فيها".
وفي المقابل، تبنى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وصف الحكومة بانها "حكومة صقور 8 آذار" معتبراً ولادتها بمثابة "استسلام لوضع اليد على البلد والسطو على السلطة"، وقال: "اننا مرتاحون للموقع الذي نحن فيه وان حزب الكتائب سينتقل الى موقعه الطبيعي أي المعارضة البناءة العصرية والحضارية".
جريصاتي والمحكمة
وفيما يبدأ الوزراء الجدد والقدامى عمليات التسليم والتسلم اليوم، حصل الاشكال الاول في هذا السياق بين وزير العدل السابق اللواء اشرف ريفي ووزير العدل الجديد سليم جريصاتي بسبب اعتذار الاخير من ريفي عن عدم تسلمه مهماته منه باعتبار ان ريفي مستقيل . وبدا هذا الاشكال مناسبة مبكرة لسؤال "النهار" الوزير جريصاتي عن المحاذير التي أثارها تعيينه وزيراً للعدل على التزام لبنان حيال المحكمة الدولية فاعلن انه سيتعامل مع المحكمة الدولية، "على انها محكمة تقرر ان تدخل حيز التنفيذ بقرار اممي صادر تحت احكام الفصل السابع، ولكنني حريص على ان يكون دور لبنان كاملاً في التعامل مع هذه المحكمة وان يأخذ دوره السيادي وأنا معني بعمل المحكمة ولن أكون عائقاً أمامها".
اوغاسبيان
وعشية إنطلاق قطار الحكومة الجديدة، صرّح وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان لـ"النهار" بأن خطاب القسم الذي ألقاه رئيس الجمهورية والذي قال رئيس الوزراء سعد الحريري إنه سيكون في صلب البيان الوزاري للحكومة الجديدة "هو أحد الاطر المطروحة لهذا البيان"، لافتا الى وجود عدد من المسائل الداخلية تمثل "ربط نزاع مثل ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وسلاح "حزب الله" والتدخل في الخارج وحياد لبنان". وأضاف: "إن هذه المسائل في ظل العمر القصير للحكومة ومسؤولياتها المحددة من الصعب أن تكون واردة في البيان الوزاري ومن مصلحة الحكومة تجنّب القضايا الخلافية". ورأى أنه "كما تم تجاوز العقد وسط تبادل التنازلات كي تولد الحكومة فبالامكان إنجاز البيان الوزاري في وقت قصير كي تتفرّغ الدولة للاستحقاقات الكبيرة وإعادة الحياة الى مجلس النواب".
التسليح الاميركي
وسط هذه الاجواء، تسلم الجيش أمس طائرة "سيسنا" أميركية مزودة صواريخ متطورة وهي الثالثة من نوعها في اطار برنامج المساعدات الاميركية للجيش في حفل أقيم في القاعدة الجوية ببيروت في حضور السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد وممثل قيادة الجيش العميد الركن جان فرح.
السفارة الروسية
وفي سياق آخر، برز تحرك لوزير الداخلية نهاد المشنوق من أجل توفير الحماية للسفارة الروسية في بيروت، اذ أجرى اتصالا بالسفير الروسي الكسندر زاسبيكين ناقلا اليه تعازي الحكومة اللبنانية بالسفير الروسي في انقرة وتنديده الشديد بعملية اغتيال السفير وأبلغه بناء على تعليمات رئيس الوزراء سعد الحريري أن جميع الاجهزة الامنية التابعة لوزارة الداخلية فضلا عن الجيش جاهزة ومستنفرة لتوفير الحماية اللازمة للسفارة الروسية في بيروت.
المستقبل :
منذ أن أخذ على عاتقه مهمة العبور بالدولة من نفق الشغور القاتم والقاتل لمؤسساتها الدستورية، يواصل الرئيس سعد الحريري خطواته الإنقاذية ناقلاً المركب الوطني من ضفة الفراغ المؤسساتي إلى رحاب اكتمال عقد المؤسسات، بدءاً من نجاح مبادراته في تعبيد الطريق الوطني أمام إنجاز الاستحقاق الرئاسي وصولاً إلى نجاح مشاوراته في تأمين أرضية حكومية جامعة أسست بعد تدوير زواياها السياسية لولادة باكورة تشكيلات العهد الجديد. وبعزمه المعهود وأمله المعقود على «الإنجاز والعمل» كما وعد في خطاب التشكيل، يعود الرئيس سعد الحريري اليوم إلى السرايا الكبيرة ليتسلّم مهام رئاسة مجلس الوزراء تحضيراً لإعادة تفعيل الذراع التنفيذية للدولة واستعادة نبضها الانتاجي، اقتصادياً واجتماعياً وحياتياً، بالتوازي مع مهمة التأسيس
بالتعاون مع السلطة التشريعية للتوصل إلى إقرار قانون جديد للانتخابات «يراعي النسبية وسلامة التمثيل«، تمهيداً لتنظيم الاستحقاق النيابي في موعده المقبل.
وبينما يتحضرّ أعضاء حكومة الوفاق لتسلّم وزاراتهم اليوم عشية التقاط الصورة التذكارية وانعقاد اجتماعها الأول غداً في القصر الجمهوري لإقرار تشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري بروحية المضامين الوطنية الجامعة لخطاب القسم، لفت تعهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «السهر على أن يعمل مجلس الوزراء كفريق عمل منسجم ومتضامن»، قائلاً أمام زوار قصر بعبدا أمس: «صحيح أن مهمة الحكومة الحالية إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها، ولكن هذا لا يعني تراخيها في متابعة الأمور الحياتية المُلحّة وتسيير شؤون المواطنين»، مجدداً، في معرض إبداء تمنيه لو أنّ الحكومة التي تمثل أوسع شريحة من الأفرقاء لم يغب عنها أي مكون سياسي في البلد، التشديد على أنّ «ورشة العمل تتسع للجميع إلا من أراد تحييد نفسه عن الانخراط فيها».
في حين آثر رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل التصويب على حكومة العهد الوليدة معتبراً أنها تأتي «لاستكمال وضع اليد على قرار الدولة»، ليخلص في مؤتمر صحافي عقده أمس في الصيفي إلى إعلان قرار «الكتائب» الانتقال إلى «المعارضة» والانكباب على التحضير والاستعداد لخوض الانتخابات النيابية.
ترحيب عربي وغربي
في الغضون، توالت المواقف العربية والغربية المرحبة بإنجاز تشكيلة الوفاق الوطني، بحيث زار القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري بيت الوسط أمس مهنئاً الرئيس الحريري بتشكيل الحكومة ومتمنياً له التوفيق في مهامه. في وقت عبّرت السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد في بيان عن تهنئة الحريري «والثناء له على تشكيل الحكومة»، مؤكدةً تطلع بلادها إلى «العمل معه ومع حكومته»، ومجددةً التزام الولايات المتحدة تجاه الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، مع الإشارة إلى أنّ «لبنان لن يكون وحيداً في التعامل مع التحديات المقبلة».
أما أوروبياً، فهنأت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغريني الرئيس الحريري على تشكيل الحكومة، مشيرةً في بيان إلى كونها «محطة أساسية أخرى نحو التوصل إلى مؤسسات دولة تعمل بالكامل في لبنان»، مع التأكيد في المقابل على أنّ المجتمع الدولي يعلّق «آمالاً كبيرة على الحكومة الجديدة» وأنّ «الاتحاد الأوروبي سيستمر في الوقوف إلى جانب لبنان في إطار روحية من الشراكة الحقيقية». كما أشاد وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي جان مارك آيرولت في تصريح أمس بإنجاز الاستحقاق الحكومي، متمنياً النجاح للحريري والحكومة الجديدة في مواجهة التحديات، ومكرراً التزام فرنسا بالوقوف إلى جانب لبنان والتمسك بسيادته وسلامة أراضيه.
.. وتفاؤل اقتصادي وسياحي
تزامناً، عبّرت الهيئات الاقتصادية عن تفاؤلها بولادة حكومة الحريري (ص 3) وسط توقع رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير لـ«المستقبل» أن يشهد الأسبوعان الأخيران من العام الجاري تنشيطاً للحركة التجارية والسياحية، وأن تنعكس ولادة الحكومة بشكل إيجابي على حركة مجيء الخليجيين إلى بيروت لتمضية عطلة الأعياد»، كاشفاً في هذا الإطار أنّ «الإحصاءات المسجّلة حتى اليوم تظهر ارتفاع حجوزات الوافدين بنسبة 20% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، علماً أنّ نسبة لا بأس بها منهم هم من المواطنين الخليجيين».
كذلك، توقع رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس استشعار الانعكاس الإيجابي لتأليف الحكومة خلال العام 2017، وقال لـ»المستقبل»: «عقد المؤسسات الدستورية اكتمل اليوم وهذا أمر في غاية الإيجابية ويريح البلد والناس»، آملاً «أن يعطي البيان الوزاري العتيد الأولوية لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والانفتاح على دول الخليج بغية إعادة العلاقات اللبنانية – الخليجية إلى سابق عهدها لأنّ غياب الخليجيين عن البلد أصاب بالصميم قطاعات التجارة والسياحة والاستثمار».
الديار :
على بعد 3 امتار وراء السفير الروسي الذي كان يخطب في معرض للصور أقامه مصورون زاروا موسكو وصوّروا روسيا، اقترب رجل من مواليد 1994 أي ان عمره 22 سنة، لكنه ذو بنية رياضية وتبين انه شرطي مكافحة شغب، واطلق النار على قلب السفير اندريه كارلوف، سفير روسيا في تركيا، وهو على منصة الخطابة، فوقع على الأرض، وأجهز الرجل المسلح باطلاق النار من مسافة مترين على رأسه وعلى صدره، نحو قلبه، لانه متمرس في القتال وباطلاق النار، ورفع يده وقال انتقمت لحلب، ثم اكمل كلامه بالتركية، بعد ان قال انتقمت لحلب بالعربية.
وقُتل السفير الروسي تقريباً فورا، وفيما مضى وقت ولا احد يؤكد مقتل السفير الروسي، الا ان التلفزيونات التي كانت تبث مباشرة كانت تصوّر جثة السفير ملقاة ارضا وهو ميت، بعد اطلاق النار عليه.
وشوهد الشرطي التركي والذي كان يعمل في فرقة مكافحة الشغب وهو يحمل بيد مسدساً وبيد أخرى راية النصر.
وحصل هرج ومرج، وكان وزير الداخلية التركي حاضرا، وتم نقل السفير الروسي الى المستشفى ورافقه وزير الداخلية التركي، واتصل فورا الرئيس التركي طيب رجب اردوغان بالرئيس الروسي بوتين معزيا ومبديا استنكاره، واخبره ان رجال النخبة لقوة مكافحة الشغب قتلت القاتل فورا. وانها طوّقته ورفض الاستسلام وفي مطلق الأحوال اطلقت النيران باتجاه رأسه وصدره، فوقع قتيلا، وان تركيا تستنكر اشد الاستنكار مقتل السفير الروسي في انقرة، وتعتبره نكسة لها، وتؤكد على أهمية العلاقة بين تركيا وروسيا، وقام بتعزية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
اثر ذلك اعتقد كثيرون ان اجتماع وزراء الدفاع ووزراء الخارجية في الدول الثلاث روسيا وتركيا وايران سيتأجل نتيجة مقتل السفير الروسي الا ان الخارجية الروسية اكدت ان الاجتماع ما زال قائما وان وزراء الخارجية سيجتمعون اليوم في موسكو، كذلك سيجتمع وزراء دفاع ايران وتركيا وروسيا أيضا في موسكو في ذات الوقت، ويبحثون الازمة في سوريا، بعد تحرير حلب.
الحادث خطير جدا ويأتي من اختراق السلفية الإسلامية المتطرفة لعناصر الشرطة لمكافحة الشغب، ذلك ان تركيا فيها خط إسلامي متطرف، وهي دولة تقول عن نفسها انها تحمي المسلمين في العالم. وسبق ان جرى انقلاب خطير على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قبل فترة وتم احباطه. والان يأتي الخرق من قبل رجل امن تركي، ليؤكد ان الإرهاب لم يعد جامدا في نقطة معينة، بل يطال الولايات المتحدة في حوادث فيها، ويطال اليمن وعدن، وأوروبا وباريس ويحصل في باريس الحادث تلو الاخر، وانفجارات في دول عربية كثيرة وفي ليبيا في سرب، وفي تركيا وفي كل مكان.
لذلك بات العالم يحتاج الى مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب، كان اول من دعا اليه لتحديد مفهوم الارهاب ومكافحته الرئيس الراحل المرحوم حافظ الأسد، لكن العالم وخاصة واشنطن يومها لم تسمع كلام الرئيس الراحل المرحوم حافظ الأسد.
وانطلق الإرهاب في سوريا سنة 1981 ليقمعه الرئيس الراحل حافظ الأسد وينهي الإرهاب في سوريا بضربة قاضية نهائية. ثم قام بتغذية القوى السلفية الإسلامية المتطرفة مثل بن لادن، المخابرات الأميركية والمخابرات السعودية، ودربت طالبان ودربت رجال بن لادن لمقاتلة الجيش الروسي في أفغانستان، الذي ارتدّ لاحقا بن لادن ضد الولايات المتحدة وقام بعملية 11 أيلول 2001، حيث هدم الأبراج
في قلب نيويورك والبنتاغون وزارة الدفاع الأميركية في واشنطن، وكادت طائرة تصل الى البيت الأبيض لتضربه.
العلاقات الروسية التركية هذه المرة لم تهتز، ولو كانت متوترة مثلما كانت يوم اسقاط الطائرة الروسية من قبل الطائرات التركية لكانت حصلت حرب روسية تركية امس، الا ان العلاقات الجيدة بين تركيا وروسيا والتنسيق القائم بينهما والعلاقات الجيدة بين الرئيس الروسي بوتين والرئيس التركي اردوغان أحاط بموضوع اغتيال السفير الروسي وجعله ضمن عمل إرهابي بحت ولا يؤثر على العلاقة بين روسيا وتركيا.
اثر الحادث أغلقت الولايات المتحدة سفارتها في انقرة، وطلبت من رعاياها الاميركيين عدم الاقتراب من مقرات السفارات في انقرة نتيجة معلومات ان عملاً إرهابياً اخر يتحضر ضد احدى السفارات في انقرة في العاصمة التركية.
وأعلنت وكالة الاناضول انه من الان وصاعدا سيجري إعادة التفتيش والبحث في ميول أي شرطي في مكافحة الشغب او أي عنصر في الجيش التركي او أي عنصر في الشرطة الداخلية وأجهزة الامن. وسيتم ملاحقة كل الأرقام التي طلبت واتصلت بقاتل السفير الروسي، ومن خلال جهازه الخليوي سيتم اكتشاف أصدقائه وربما يكون هو جزء من خلية راقبت السفير الروسي من السفارة الى معرض الصور، وعلمت ان السفير الروسي سيحضر المعرض ويلقي خطابا ولذلك وقف الشاب التركي لابسا ثيابا رسمية خلف السفير الروسي وانتظره لبدء القاء كلمته واطلق الرصاص عليه، ولم يشتبه به احد، لانه كان في لباس رسمي مثل لباس رجال الامن. وكونه رجل امن لم يتم الاشتباه به. لكن الان جهاز الامن التركي يبحث في الأرقام التي على جهازه الخليوي وقد بدأ باعتقال كل أصحاب الأرقام المتصلين به، منذ 6 اشهر وحتى الان، للتحقيق في الخلية الإرهابية التي قتلت السفير الروسي في تركيا والذي لا يعتقد انها تضم فقط الشرطي من مكافحة الشغب.
ـ اردوغان يطمئن الشعب التركي ـ
هذا ووزعت وكالة الاناضول كلمة مختصرة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان يطمئن فيه الشعب التركي لان الامن ممسوك في تركيا وان اجهزة الامن في تركيا ساهرة على الامن وان اغتيال السفير الروسي نكسة في الامن في تركيا لكنها تحصل في كل بلد وانه من الان وصاعدا سيتم التدقيق في هوية أي شرطي او عنصر جيش او أي مدني او أي شخص وسيتم تطبيق قانون طوارئ ضد الإرهاب في كل تركيا يشمل الجميع. وان الإسلام التركي هو اسلام معتدل وليس اسلاماً قاتلاً. ويجري البحث الان ما اذا كان هذا التركي قد عمل مع داعش او كان على صلة بقيادة داعش او عناصر من داعش.
وتقول وكالة الاناضول ان إمام الجامع في البلدة الذي ينتمي اليها قاتل السفير الروسي هو إمام متطرف سلفي غير بعيد عن مبدأ الخلافة الإسلامية لكنه يريد الخلافة الاسلامية ان تكون في تركيا وليس لدى العرب وداعش.
الجمهورية فجأةً، وبلا أيّ مقدّمات، صيغَت تسويةٌ مجهولة الهوية، خالفَت كلّ التوقّعات، وأنهت الشغورَ الرئاسي الذي امتدّ لأكثر من سنتين ونصف، وتمّ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.
وفجأةً ومِن قلب التباينات التي نَبتت في طريق التأليف، تظهر تسوية سريعة أنهت مشوار التأليف الذي امتدّ 45 يوماً ووُلدت حكومة سعد الحريري.
إذا كان البحث ما زال جارياً حول الأيدي التي صاغت التسوية الرئاسية والإرادة التي فرضتها أواخر تشرين الاول الماضي ومن دون ان يصل الى الجواب الشافي في هذا المجال، فإنّ الشريحة الواسعة من الوسط السياسي والشعبي انهمكَت منذ ليل أمس الاول الاحد، بالبحث عن الحبكة السرّية التي اخرجَت حكومة الحريري الى النور، وما إذا كانت الأصابع التي صاغتها لبنانيةً داخلية، أم أنّ ولادة الحكومة تمّت بالاستعانة بصديقٍ خارجي إقليمي أو دولي معنيّ بالشأن اللبناني؟
واضحٌ أنّ أهل الحكومة يعتصمون بالكتمان، لأنّ ما هو مهم بالنسبة اليهم قد تمّ وأنجِز وصار خلفهم، وبالتالي لم يعد التأليف وكيفية اتمامه بالامر المهم، بل صار الهمّ الاساس بالنسبة اليهم، هو في كيفية اطلاق العجلة الحكومية نحو المهمة الموكَلة اليها والمحصورة ببندٍ وحيد مدرَج في جدول اعمال المرحلة المقبلة، اي القانون الانتخابي.
وتبعاً للمواقف الصادرة من اهل البيت الحكومي، فقد أعطوا لأدائهم صفة الاستعجال للسباق مع الوقت، وإيصال الحكومة بسرعة الى الإنجاز المنتظر منها وخصوصاً على الصعيد الانتخابي لناحية إعداد القانون اولاً، ومن ثمّ إجراء الانتخابات على اساسه.
ولكن من دون ان يعني ذلك إلغاءَ احتمال بروز معوقات في الطريق، وهو امر شدّد الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري على توافر اقصى درجات التعاون لتجاوزه، وصولاً الى الغاية المرجوّة.
كيف ولِدت الحكومة؟
هو سؤال يدور على كلّ لسان، يبحث عن جواب في ظلّ صمتِ اهل البيت الحكومي، ولكنْ توافرَت لـ«الجمهورية» معلومات موثوقة تعرض بدايات المخاض حتى الولادة كما يأتي:
بدا مسار التأليف يومي الخميس والجمعة الماضيين، وكأنّ مشاورات التأليف قد وصَلت الى طريق مسدود، وأنّ الامور تراجعَت الى نقطة الصفر مع طرحِ رفعِ الحكومة من 24 وزيراً إلى 30 وزيراً. وما أوحى باصطدامها بالحائط كان كيفية توزيع وزراء الدولة، حيث برز في هذا الامر اعتراض كبير من قبَل الفريق الشيعي على تخصيصِه بوزيرَي دولة دون غيره من الفرَقاء الآخرين.
اللواء :
في حدث أمني لافت ستكون له تداعياته السياسية الكبيرة في المنطقة وفي الأزمة السورية خصوصا اغتيل السفير الروسي في أنقرة امس برصاص شرطي تركي اكد انه يريد الانتقام لمأساة مدينة حلب التي بات النظام السوري على وشك استعادتها بدعم من موسكو.
وقتل الدبلوماسي اندريه كارلوف بالرصاص خلال القائه كلمة في افتتاح معرض فني في العاصمة التركية.
وفي تسجيل فيديو للحادثة وضع على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر القاتل وهو يصرخ باللغة العربية اولا ثم باللغة التركية والسفير ممد ارضا بالقرب منه.
ويهتف الرجل الذي يرتدي بزة سوداء ويحمل مسدسا «الله اكبر» ويتحدث بالعربية عن «الذين بايعوا محمدا على الجهاد». ويكرر بعد ذلك مرتين باللغة التركية «لا تنسوا سوريا، لا تنسوا حلب».
ويضيف ان «كل الذين يشاركون في هذا الطغيان سيحاسبون واحدا واحدا».
وأفادت قناة «سي إن إن» التركية بأن قوات الأمن اعتقلت والدة وشقيقة، مولود ميرت الطنطاش، قاتل السفير الروسي بأنقرة أندريه كارلوف.
وذكرت صحيفة «ييني شفق» القريبة من الحكومة، انه من افراد قوات شرطة مكافحة الشغب.
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقتل السفير الروسي لدى تركيا ن بانه «استفزاز» يهدف الى تخريب العلاقات بين موسكو وأنقرة والجهود المبذولة لتسوية النزاع في سوريا.
وقال بوتين في تصريحات للتلفزيون ان «الجريمة التي ارتكبت هي دون شك استفزاز يهدف الى عرقلة تطبيع العلاقات الروسية التركية وتعطيل عملية السلام في سوريا».
وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أعلنت في وقت سابق انه «عمل ارهابي»، عند اعلانها وفاة السفير متأثرا بجروحه. واكدت ان «القتلة سيعاقبون».
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية ان الرئيس رجب طيب اردوغان اتصل امس بنظيره الروسي فلاديمير بوتين ليبلغه بالهجوم، بينما اعلنت وزارة الخارجية التركية ان الحكومة لن تسمح لاغتيال السفير الروسي ان يسيء الى «الصداقة» بين انقرة وموسكو.
وقالت في بيان «لن نسمح لهذا الهجوم ان يلقي بظلاله على الصداقة بين تركيا وروسيا» في حين ندد وزير الداخلية سليمان سويلو ب»الهجوم على العلاقات التركية الروسية».
وقال دومينيك مويزي المستشار الخاص في معهد مونتين المركز الفكري،ومقره باريس، ان «الطرفين يسعيان حتى لا يكون هناك تأثير (لاغتيال السفير) وفلاديمير بوتين واردوغان تحادثا»
وتأتي تصريحات انقرة عشية اجتماع بين وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو ونظيريه الروسي سيرغي لافروف والايراني محمد جواد ظريف اليوم في موسكو حول سوريا.
من جهتها دانت وزارة الخارجية الاميركية امس الاعتداء. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي «ندين عمل العنف هذا بغض النظر عن مصدره». كما دان الاتحاد الاوروبي الهجوم.
كما نددت سوريا التي تقدم لها روسيا دعما حاسما لنظلم الاسد، «بالاعتداء الارهابي الجبان»، معتبرة انه «جريمة شائنة تؤكد من جديد على الضرورة الملحة لتسخير كل الجهود والامكانيات لمكافحة الارهاب والقضاء عليه».
الاخبار :
كان حلم العودة إلى السلطة لدى الرئيس سعد الحريري أقوى من سماع الأصوات التي تُحذّره من النتائج السلبية لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. على وقع الخسائر التي مُني بها المحور الإقليمي الداعم له، حاول الحريري تظهير انتخاب عون انتصاراًَ لتياره السياسي. كان ذلك أهون من التوقيع على تشكيلة وزارية تضم أكثر الأسماء استفزازاً لخط الحريري السياسي ولا يملك فيها ثلثاً ضامناً، وذلك بعد انتصار الدولة السورية وحلفائها في مدينة حلب.
لم يعد أحد يتوقع من ابن رفيق الحريري، خاصة حلفاءه، أداءً سياسياً أفضل من الذي قدّمه. حتى أنّ كل جرعات الحماسة التي حاول البعض تعويم أولى حكومات العهد الجديد بها، انحسرت. وحده الرئيس ميشال عون سبق الجميع إلى هذه الخلاصة، عبر نفض يديه منها حين قال إنّ أولى حكومات العهد الجديد ستتشكل بعد الانتخابات النيابية.
لا أحد يتوقع العجائب من حكومة لا تجعلها تركيبتها سوى ائتلاف للفيتوات المتبادلة. بندٌ واحد فقط واجب عليها التزامه والعمل من أجل إقراره، هو التوصل إلى قانون جديد للانتخابات النيابية. ولا حلّ إلا باعتماد النظام النسبي. بعض القوى ستُمارس الخديعة، عبر تطويع النسبية لتُصبح شكلاً آخر من أشكال فرز مجالس المحاصصة القائمة. فالنسبية إما تكون شاملة أو لا تكون. وكُلّ ما يُطرح من «أرثوذكسي»، والنماذج المتنوعة من «المختلط»، أو تعديل القانون النافذ، يبقى دون المستوى المطلوب لتحقيق حد أدنى من التمثيل الصحيح.
منذ 10 سنوات وأدراج الكتل النيابية تعج بمشاريع القوانين التي لم يتمكن السياسيون من الاتفاق على أي منها. يستجد الحديث حول هذا الملف اليوم، مع تعليق الآمال على عهد الرئيس الجديد بأن يُنفذ ما وعد به. قانون الانتخابات سيكون الاختبار الأول لتدعيم الخطاب السياسي بدلالات حسية. وبعد أن أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أنّ «النسبية الكاملة هي الممر الإلزامي للدولة»، وإصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على إقرار قانون جديد للانتخابات مع موافقته على النسبية، كان التيار الوطني الحر أول من بدأ العمل الجدي لتحريك مياه هذا الملف. بدأ عدد من نواب تكتل التغيير والإصلاح جولاتهم على رؤساء الكتل النيابية والأحزاب والشخصيات المستقلة. كانوا واضحين بأنّ «من لا يُسهل مهمتنا يريد الإبقاء على الستين»، وبأنّ «وجودكم كقوى سياسية لا يتأمن إلا من خلال النسبية». لم يرفع «التغيير والإصلاح» راياته البيض بعد، ولكنّ همته بدأت تبرد. المعارضون لإقرار النسبية معروفون، وهم يظهرون يومياً من وادي أبو جميل وكليمنصو ومعراب ليوهموا الرأي العام بأنهم ضد النسبية حتى لا يقبض حزب الله على الدولة. تماماً كما كانوا يضللون ناخبيهم بأنّ انتخاب التيار الوطني الحر يعني أنّ «التشادور» سيُفرَض على النساء في الأشرفية!
وفي هذا الإطار، عاد رئيس مجلس النواب نبيه بري وأبلغ كلّ المعنيين بأن ثنائي حزب الله ــــ حركة أمل ليس في وارد السير بقانون الستين بأي شكل من الأشكال. وأنه تبين بعد الجولة النيابية التي قام بها وفد تكتل التغيير والإصلاح أنّ القوى المعترضة على النسبية هي تيار المستقبل واللقاء الديموقراطي والقوات اللبنانية. في حين أنّ تحالف حزب الله ــــ التيار الوطني الحر، يطرح مبدأ النسبية الكاملة. وبحسب المعلومات، فإنّ التيار العوني عرض على بري تشكيل لجنة لبحث قانون الانتخابات. إلا أنّ رئيس المجلس لم يبد حماسة للخطوة، لأنّ الوقت لم يعد يسمح.
وقال بري، أول من أمس، أمام زواره إنه يُدرك تماماً صعوبة الوصول إلى قانون انتخابات على أساس النسبية الكاملة في الانتخابات المقبلة. لكنه يعتبر أنّ الفرصة مثالية لإحداث نقلة نوعية في القانون يُبنى عليها في الدورات اللاحقة للتوصل إلى النسبية. وذكّر بالقانون المختلط الذي طرحه ويقسم النواب بين 64 يُنتخبون وفقاً للنسبي و64 على أساس أكثري. وهو يُصر على أنّ أي تعديل في هذا الاقتراح يجب أن يراعي المبادئ التي أُعدّ على أساسها والتي تكفل تمثيل الأقليات في الدوائر الانتخابية.
وكانت القوات اللبنانية وتيار المستقبل قد حاولا طرح التعديل على قانون بري المختلط بما خص دوائر كصيدا وبشري. يقول رئيس المجلس في هذا الإطار إنه «لا مانع من بعض التعديلات، لكني لن أقبل بأن تكون هناك دوائر مفصّلة على قياس قوى بعينها». مع إشارته إلى أنّ قانونه المختلط يُقلص عدد نواب حزب الله ــ حركة أمل، أقلّه 3 نواب. ويُدرك بري أن جنبلاط سيكون أحد المتضررين من النسبية، لذلك يبحث عن إدخال تعديلات على مشروع قانونه، منها أن يكون الاقتراع على مرحلتين، تكون الأولى مخصصة لتحديد المؤهلين إلى الاقتراع على الأساس النسبي. هو تأهيل أكثري على أساس الطوائف، ما يعني استعادة لنص المشروع الأرثوذكسي.