على بعد 3 امتار وراء السفير الروسي الذي كان يخطب في معرض للصور أقامه مصورون زاروا موسكو وصوّروا روسيا، اقترب رجل من مواليد 1994 أي ان عمره 22 سنة، لكنه ذو بنية رياضية وتبين انه شرطي مكافحة شغب، واطلق النار على قلب السفير اندريه كارلوف، سفير روسيا في تركيا، وهو على منصة الخطابة، فوقع على الأرض، وأجهز الرجل المسلح باطلاق النار من مسافة مترين على رأسه وعلى صدره، نحو قلبه، لانه متمرس في القتال وباطلاق النار، ورفع يده وقال انتقمت لحلب، ثم اكمل كلامه بالتركية، بعد ان قال انتقمت لحلب بالعربية.
وقُتل السفير الروسي تقريباً فورا، وفيما مضى وقت ولا احد يؤكد مقتل السفير الروسي، الا ان التلفزيونات التي كانت تبث مباشرة كانت تصوّر جثة السفير ملقاة ارضا وهو ميت، بعد اطلاق النار عليه.
وشوهد الشرطي التركي  والذي كان يعمل في فرقة مكافحة الشغب وهو يحمل بيد مسدساً وبيد أخرى راية النصر.
وحصل هرج ومرج، وكان وزير الداخلية التركي حاضرا، وتم نقل السفير الروسي الى المستشفى ورافقه وزير الداخلية التركي، واتصل فورا الرئيس التركي طيب رجب اردوغان بالرئيس الروسي بوتين معزيا ومبديا استنكاره، واخبره ان رجال النخبة لقوة مكافحة الشغب قتلت القاتل فورا. وانها طوّقته ورفض الاستسلام وفي مطلق الأحوال اطلقت النيران باتجاه رأسه وصدره، فوقع قتيلا، وان تركيا تستنكر اشد الاستنكار مقتل السفير الروسي في انقرة، وتعتبره نكسة لها، وتؤكد على أهمية العلاقة بين تركيا وروسيا، وقام بتعزية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
اثر ذلك اعتقد كثيرون ان اجتماع وزراء الدفاع ووزراء الخارجية في الدول الثلاث روسيا وتركيا وايران سيتأجل نتيجة مقتل السفير الروسي الا ان الخارجية الروسية اكدت ان الاجتماع ما زال قائما وان وزراء الخارجية سيجتمعون اليوم  في موسكو، كذلك سيجتمع وزراء دفاع ايران وتركيا وروسيا أيضا في موسكو في ذات الوقت، ويبحثون الازمة في سوريا، بعد تحرير حلب.
الحادث خطير جدا ويأتي من اختراق السلفية الإسلامية المتطرفة لعناصر الشرطة لمكافحة الشغب، ذلك ان تركيا فيها خط إسلامي متطرف، وهي دولة تقول عن نفسها انها تحمي المسلمين في العالم. وسبق ان جرى انقلاب خطير على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قبل فترة وتم احباطه. والان يأتي الخرق من قبل رجل امن تركي، ليؤكد ان الإرهاب لم يعد جامدا في نقطة معينة، بل يطال الولايات المتحدة في حوادث فيها، ويطال اليمن وعدن، وأوروبا وباريس ويحصل في باريس الحادث تلو الاخر، وانفجارات في دول عربية كثيرة وفي ليبيا في سرب، وفي تركيا وفي كل مكان.
لذلك بات العالم يحتاج الى مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب، كان اول من دعا اليه لتحديد مفهوم الارهاب ومكافحته الرئيس الراحل المرحوم حافظ الأسد، لكن العالم وخاصة واشنطن يومها لم تسمع كلام الرئيس الراحل المرحوم حافظ الأسد.
وانطلق الإرهاب في سوريا سنة 1981 ليقمعه الرئيس الراحل حافظ الأسد وينهي الإرهاب في سوريا بضربة قاضية نهائية. ثم قام بتغذية القوى السلفية الإسلامية المتطرفة مثل بن لادن، المخابرات الأميركية والمخابرات السعودية، ودربت طالبان ودربت رجال بن لادن لمقاتلة الجيش الروسي في أفغانستان، الذي ارتدّ لاحقا بن لادن ضد الولايات المتحدة وقام بعملية 11 أيلول 2001، حيث هدم الأبراج
 في قلب نيويورك والبنتاغون وزارة الدفاع الأميركية في واشنطن، وكادت طائرة تصل الى البيت الأبيض لتضربه.
العلاقات الروسية التركية هذه المرة لم تهتز، ولو كانت متوترة مثلما كانت يوم اسقاط الطائرة الروسية من قبل الطائرات التركية لكانت حصلت حرب روسية تركية امس، الا ان العلاقات الجيدة بين تركيا وروسيا والتنسيق القائم بينهما والعلاقات الجيدة بين الرئيس الروسي بوتين والرئيس التركي اردوغان أحاط بموضوع اغتيال السفير الروسي وجعله ضمن عمل إرهابي بحت ولا يؤثر على العلاقة بين روسيا وتركيا.
اثر الحادث أغلقت الولايات المتحدة سفارتها في انقرة، وطلبت من رعاياها الاميركيين عدم الاقتراب من مقرات السفارات في انقرة نتيجة معلومات ان عملاً إرهابياً اخر يتحضر ضد احدى السفارات في انقرة في العاصمة التركية.
وأعلنت وكالة الاناضول انه من الان وصاعدا سيجري إعادة التفتيش والبحث في ميول أي شرطي في مكافحة الشغب او أي عنصر في الجيش التركي او أي عنصر في الشرطة الداخلية وأجهزة الامن. وسيتم ملاحقة كل الأرقام التي طلبت واتصلت بقاتل السفير الروسي، ومن خلال جهازه الخليوي سيتم اكتشاف أصدقائه وربما يكون هو جزء من خلية راقبت السفير الروسي من السفارة الى معرض الصور، وعلمت ان السفير الروسي سيحضر المعرض ويلقي خطابا ولذلك وقف الشاب التركي لابسا ثيابا رسمية خلف السفير الروسي وانتظره لبدء القاء كلمته واطلق الرصاص عليه، ولم يشتبه به احد، لانه كان في لباس رسمي مثل لباس رجال الامن. وكونه رجل امن لم يتم الاشتباه به. لكن الان جهاز الامن التركي يبحث في الأرقام التي على جهازه الخليوي وقد بدأ باعتقال كل أصحاب الأرقام المتصلين به، منذ 6 اشهر وحتى الان، للتحقيق في الخلية الإرهابية التي قتلت السفير الروسي في تركيا والذي لا يعتقد انها تضم فقط الشرطي من مكافحة الشغب.

ـ اردوغان يطمئن الشعب التركي ـ

هذا ووزعت وكالة الاناضول كلمة مختصرة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان يطمئن فيه الشعب التركي لان الامن ممسوك في تركيا وان اجهزة الامن في تركيا ساهرة على الامن وان اغتيال السفير الروسي نكسة في الامن في تركيا لكنها تحصل في كل بلد وانه من الان وصاعدا سيتم التدقيق في هوية أي شرطي او عنصر جيش او أي مدني او أي شخص وسيتم تطبيق قانون طوارئ ضد الإرهاب في كل تركيا يشمل الجميع. وان الإسلام التركي هو اسلام معتدل وليس اسلاماً قاتلاً. ويجري البحث الان ما اذا كان هذا التركي قد عمل مع داعش او كان على صلة بقيادة داعش او عناصر من داعش.
وتقول وكالة الاناضول ان إمام الجامع في البلدة الذي ينتمي اليها قاتل السفير الروسي هو إمام متطرف سلفي غير بعيد عن مبدأ الخلافة الإسلامية لكنه يريد الخلافة الاسلامية ان تكون في تركيا وليس لدى العرب وداعش.