رأى الرئيس نجيب ميقاتي "أن الإنقسام السياسي الحاد الذي يعاني منه لبنان تجدد من خلال التشكيلة الحكومية الجديدة التي، عدا عن كونها قامت على المحسوبيات بشكل فاضح في اختيار الأسماء والحقائب، فهي أيضا حملت صواعق تعطيل عملها في اي وقت، خصوصا في ظل الفرز الحاد في المقاربات السياسية حيال الاوضاع في المنطقة ".
وقال أمام زواره اليوم :"مع بداية انطلاقة عهد فخامة الرئيس ميشال عون وتكليف دولة الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الاولى للعهد، تفاءل اللبنانيون بامكانية إرساء تفاهم سياسي حقيقي يلغي الانقسامات الحادة التي إستنزفت البلد منذ العام 2005، وتعزز هذا الانطباع بما أشيع عن تفاهمات مسبقة شملت الاستحقاق الرئاسي وطبيعة المرحلة المقبلة والتفاهمات على العناوين الاساسية لادارة شؤون البلاد. لكن الواقع المرير ظهر سريعا، وها نحن مجددا أمام حكومة غير متجانسة بكل معنى الكلمة، ما يكرس الفرز السياسي داخل مجلس الوزراء ويؤكد أن عمله لن يكون سهلا خصوصا في مقاربة القضايا الخلافية وما أكثرها".
أضاف: "إننا نسأل دولة رئيس الحكومة عن مدى صحة المواقف التي أعلنها مباشرة أو عبر نواب وشخصيات مقربة منه لتبرير الانعطافة التي قام بها قبل الانتخابات، وما اذا كان ما أعلنه عن توافق على خريطة طريق كاملة للمرحلة المقبلة كان صحيحا أم مجرد تبرير لا يستند الى أي أساس، لأن الفترة التي مرت بين التكليف والتأليف لم توح بوجود ضمانات مقابل الموقف الذي إتخذه. كما نسأل دولة الرئيس الحريري ما إذا كان فعلا لا يزال متمسكا بالعناوين السياسية التي رددها طوال السنوات الماضية، وشن حروبا شعواء بشأنها وفي مقدمها المحكمة الدولية الخاصة بقضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهل ما حصل فعلا في تشكيل الحكومة وما قبلها يكرس قولا وفعلا الثبات على هذه العناوين؟ في كل الاحوال نحن سننتظر لنرى وسيكون لنا الموقف المناسب في ضوء البيان الوزاري للحكومة وأدائها في المرحلة المقبلة، ولن نتهاون في أي أمر يتعلق بالثوابت الوطنية واتفاق الطائف والصلاحيات الدستورية الممنوحة لرئيس مجلس الوزراء ومقاربة الملفات الكثيرة المطروحة".
ورداً على سؤال قال: مع تقديرنا لحضور معالي وزير العمل الصديق محمد كبارة داخل الحكومة، الا أننا نستغرب ، ان يقتصر تمثيل طرابلس على هذا النحو، ونسأل دولة الرئيس الحريري هل من العدالة بمكان ان تمثل طرابلس على هذا النحو، مع ما تجسده من دور ورمزية وحضور وطني؟ وما هو التبرير الذي ستعطيه لأهل طرابلس الذين كانوا مثال الوفاء في كل الملمات؟
أضاف ردا على سؤال : بعيدا عن تشكيل الحكومة والخلل الفاضح فيها فاننا نعتبر ان التحدي الابرز هو في اقرار قانون جديد للانتخابات النيابية المقبلة يؤمن صحة التمثيل وعدالته، ما يوفر فرصة حقيقية لاطلاق عملية الاصلاح والتغيير الحقيقية التي يتمناها جميع اللبنانيين . ونحن نعتبر أن المشروع الذي أقرته حكومتنا وهو عبارة عن ثلاث عشرة دائرة انتخابية تعتمد النسبية الكاملة هو المناسب لهذه المرحلة.
وقال: تبقى مسألة أساسية كنا ولا نزال نشدد عليها ونتمنى من الحكومة الجديدة ان تعطيها الاولوية القصوى وهي مسألة بت القضايا وانجاز المحاكمات في قضايا الموقوفين كافة لا سيما الاسلاميين منهم، لان استمرار الواقع الحالي ينذر بخلق بيئة جديدة من الارهابيين ممن أوقفوا ظلما او لم ينالوا الحق الطبيعي لكل انسان في محاكمة عادلة فيدان المذنب ويبرأ المظلوم. فالعدل اساس الملك ولا تستقيم دولة يقبع ابناؤها في السجون من دون محاكمات منذ سنوات.
وختم بالقول: تبقى كلمة أتوجه بها الى دولة الرئيس الحريري: بعد ما حصل وما فعلته، فانني ادعوك الى اجراء مراجعة كاملة لكل المواقف والخطوات التي اتخذتها وفريقك من الحكومة التي رأستها ومن الاداء الذي قمنا به والذي حفظ لبنان في اصعب مرحلة. كما ادعوك الى الحفاظ على الثوابت والاسس، كما فعلنا نحن ، وهكذا يكون التداول الحقيقي للسلطة . ومبروك.