شكلت مدينة حلب أكبر المدن السورية معادلة أساسية في الصراع بين النظام السوري والمعارضة، وفيها دارت أضخم المعارك بين النظام وأعوانه من جهة والمعارضة السورية من جهة ثانية وسميت في فترات عدة بـ "أم المعارك"
وفي عام 2012 سيطرت المعارضة على أجزاء كبيرة من المدينة حيث مني النظام أنذاك بهزيمة كبرى لما تشكله هذه المدينة من أهمية استراتيجية للنظام .
سعى النظام بعد ذلك إلى الإستعانة بالخارج فأعدّ العدة الى جانب الروسي والإرياني وبعض المقاتلين الأجانب من لبنان والعراق ووأفغانستان وغيرها ليبدأ هجوما مضادا استطاع بعد عمليات ميدانية وعسكرية كبيرة وبقدرة نارية تدميرية هائلة استعادة المدينة لكنها بدت كمدينة أشباح بعد التدمير الهائل الذي تعرضت له .
شكل سقوط حلب إنكفاءا جديدا للمعارضة السورية والثورة السورية في آن وطرحت إثر ذلك تساؤلات عدة عن مصير المعارضة أو الثورة بعد حلب .
_ من المسؤول عن سقوط حلب ؟
_ المعارضة السورية إلى أين ؟
_ ماذا عن الموقف العربي ؟
وأسئلة عدة طرناها على الناشط في الثورة السورية ياسر المسالمة الذي تحدث عن الأسباب التي أدت إلى سقوط حلب معتبرا أنها بالأساس أسباب سياسية من جهة و من جهة ثانية تعود الى كمية الإجرام الهائل الذي حصل .
من ناحية ثانية تحدث المسالمة عن التداعيات السياسية لسقوط حلب ومن ضمنها احتمال أن يكون هناك جنيف جديد كمخرج للأزمة، فيما أشار إلى أن الموقف العربي غير واضح وغير موجود لأن العرب لا يملكون قرارهم.
وفيما يلي نص الحوار :
من المسؤول عن سقوط حلب ؟ وإلى أين تتجه المعارضة السورية؟
لا يوجد مسؤول مباشر عن سقوط حلب .. ما حدث في حلب هو موت الانسانية اي مكان في العالم تمارس ضده ذات الارهاب وذات القتل وذات كمية القصف بكل اسباب القصف ووسائله سيسقط .. نعم هناك فرقة بين الكتائب وهناك اتفاق روسي تركي امريكي وهناك عمالة لكثيرين في صفوف المعارضة لكن السبب الاول لسقوط حلب هو كمية الاجرام التي مارسها النظام وروسيا والعصابات الطائفية التابعة لايران .
هل تكون برأيكم جنيف الجديدة طاولة الخلاص ؟ هل هناك قبول من قبل النظام والمعارضة لجنيف جديد؟
لست ناطقا عن المعارضة السورية وانما احد ناشطي الثورة الشباب ولكن قرائتي اننا امام مفترق طرق غاية في الاهمية فسقوط حلب استراتيجيا لن يكون له التأثير الكبير لكون شمال حلب وغربها في ايدي قوات الجيش الحر ولا يتعدى الامر كونه ضربة معنوية لكن في المقابل روسيا تريد من هذه العملية استباق تنصيب ترامب ومحاولة حصد اي مكسب مهما كان الثمن يجبر المعارضة على القبول بطاولة تغاوض بالشروط الروسية وهو عمليا ما بدأت التحضير له من خلال اجتماعها اليوم وغدا مع الاكراد في حميميم .. تعلم موسكو تماما ان امريكا ترامب لن تقبل الوضع الحالي في سوريا فترامب وفريقه يرى في هذا العالم بقرة تحلب لامريكا .. بمعنى انه ليس من النوع الذي سيقبل ظهور قطب جديد يقاسمه الغنائم .. لذلك ما سيأتي على الصعيد العسكري سيكون حالة من محاولات التقدم للنظام التي سيقابلها صمود للمعارضة وسيكون هناك نصر ما للمعارضة في مكان ما حتى تتوازن الكفة ويتم الدعوة لجينيف جديدة
قراءتكم للموقف العربي هل تخلى العرب عن المعارضة السورية ولماذا ؟
لا يمكننا لوم العرب على مواقفهم بالنتيجة لا يملك اي عربي قراره .. كل ما في الامر ان الجميع بيادق في لعبة اكبر منهم .. هناك في هذا الشرق ثلاث مشاريع التركي والايراني والصهيوني .. وبرغم ان العرب هم الاكثرية في هذا المشهد لكن ما يدعو للسخرية انهم الفريق الوحيد الذي لا يملك مشروعا وبالتالي يتم اهمالهم لانعدام التأثير .. لو لاحظت معي ان كل دولة عربية هناك ما يشغلها او ما يمكن تهديدها به ناهيك عن الاشكالية الكبرى في عقدة الكرسي لدى قادتنا العرب .. هل تخلى العرب عن الشعب السوري؟ منذ اليوم الاول هناك تخلي ولا يشفع له بعض المساعدات هنا او هناك حيث انهم حتى اللحظة لم يدركو حجم الخطر الاستراتيجي عليهم بسبب موافقتهم على الاستفراد بشعب سوريا .