رأت صحيفة "هافنغتون بوست" أنّ الرئيس السوري بشار الأسد يتحضّر ليكون على علاقة جيّدة بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. ولفتت إلى أنّه مع سقوط حلب، عادت أنظار العالم الى الحرب السورية، حيث يتحضّر الأسد بهدوء لإنقلابه الكبير المقبل وهو "إعادة تأسيس العلاقات بين دمشق وواشنطن".
ونقلت الصحيفة عن مصادر على اتصال دائم مع المسؤولين في دمشق أنّ الحكومة السورية متفائلة بحذر من أنّ إدارة ترامب سوف تقلّل عزلتها الدولية، وستساعد في إحياء الجهود لاستعادة سوريا من الجماعات المسلحة التي تضمّ المعتدلين نسبيًا مثل "الجيش الحر"، ووحشيين مثل "داعش" وجماعات تابعة لتنظيم "القاعدة."
من جهته، قال كمال علام وهو زميل في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن "إنّ دمشق متفائلة من أسماء الوزراء المقبلين في إدارة ترامب". وأضاف: "دمشق تعلم أنّ تغيّر السياسة لن يقلب الأوضاع على الأرض، لكنّ التعامل سوف يصبح أسهل".
وقال: "إنّ بناء الثقة مع دمشق لن يكون أمرًا سهلاً نظرًا إلى المستوى المتدني من الإتصال بين دمشق وواشنطن خلال السنوات الخمس الأخيرة. الخطوة الأولى يجب أن تكون مباشرة مع دمشق بدلاً من روسيا أو إيران أو حلفاء إقليميين آخرين". وأشار علام الى مقالين نُشرا مؤخرًا في "ناشيونال إنترست" و"نيويوركر" جاء فيهما أنّ هناك "علامات مشجّعة" عن أنّ "إحتمال التعامل مع الأسد أصبح أقلّ إثارةً للجدل في الولايات المتحدة".
في سياق متصل، قال مصدر غير حكومي في الولايات المتحدة لديه علاقات قديمة مع النظام السوري "إنّ النظام السوري مهتمّ بمحادثات عالية المستوى مع ترامب، وذلك عندما يقوم البيت الأبيض بمراجعة سرية أو علنية للسياسة الأميركية تجاه سوريا". لكنّه نفى مصدر الشائعات عن أنّ شخصيات مقرّبة من الأسد وترامب على اتصال.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ تكتيكات الأسد تشدّدت منذ أن فرضت الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات شديدة على النظام السوري عام 2011 بعد الردع العنيف للتظاهرات. وتمثلت التكتيكات مؤخرًا بما حصل في حلب، من هجوم هدّد آلاف المدنيين. وأوضحت الصحيفة أنّه سيكون ممكنًا للإدارة الأميركية الجديدة أن تقلب سياسة باراك أوباما، خصوصًا وأنّ ترامب لا يرى أنّ الأسد يشكّل "قلقه الأول" في سوريا.
وفي هذا الصدد، فقد كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تشرين الثاني الماضي، أنّ دونالد ترامب الإبن، التقى سوريين مقرّبين من موسكو وتناقشوا في سبل إنهاء الحرب السورية مع بقاء الأسد في السلطة. ومن هنا فما أثير عن علاقات ترامب الأب أيضًا بتعزيز العلاقات مع موسكو، وغيرها من الأفكار تشير الى مستقبل زاهر للأسد.
الرئيس المنتخب قال إنّه يعتقد بأنّه يستطيع إلحاق الهزيمة بـ"الدولة الإسلامية"، وتحقيق هذا الهدف سيكون على رأس أولوياته. وقال أيضًا إنّ "الأسد وحلفاءه، روسيا وإيران، يقاتلون جماعة "داعش"مسلحّة". كما قال في أيلول: "أي أمّة تساهم بتحقيق هذا الهدف ستكون صديقتنا في هذه المهمّة".
كذلك قال جوشوا لانديس، وهو خبير سوري في جامعة أوكلاهوما "مع إنتخاب ترامب، الأسد أصبح أكثر أملاً وتفاؤلاً من السابق".
إلى ذلك، كشفت الصحيفة أنّ الجنرال مايكل فلين الذي اختاره ترامب مستشارًا للأمن القومي، والجنرال جيمس ماتيس الذي عيّنه ترامب وزيرًا للدفاع، كلاهما يشككان بإيران، التي صعّدت نفوذها في سوريا خلال الحرب، لكن الأسد لا يمكنه التبرّؤ من إيران، فإذا تخلّى عن دعمها العسكري، وهو الأمر الذي يريده الغرب، فسوف يتغير النظام بين ليلة وضحاها.
وعن النفوذ الإيراني، رأت الصحيفة أنّه كان واضحًا خلال معركة حلب، وبعد وقف إطلاق النار شهد ما كان اتُفق عليه في حلب مماطلة، لأنّ إيران لا تقبل بأي إتفاق، إلا مع فرض شروطها، وليس فقط ما تريده سوريا والأسد.
وختمت الصحيفة بالإشارة الى أنّ الدائرة المقرّبة من الأسد تريد أن ترى الإدارة الأميركية سوريا وإيران كقضيّتين منفصلتين.
(Huffpost - لبنان 24)