فنون التهريب ليس لها حدود، فللعقل قدرات غير محدودة، وخاصةً إذا ما استُخدمت في المجال السيئ.
ترى الدولة اللبنانية أن زراعة المخدرات في أراضيها تمثل تحديًا كبيرًا لها، لاسيما وأنها تكافح المروجين لها منذ سنوات، في ظل ضبط أطنان منها بين فترة وأخرى للحد من زراعتها.
لكن، ومع إستمرار حالة الإضطراب السياسي والأمني التي تشهدها البلاد منذ بضع سنوات، فإنه يصعب على الحكومة إتخاذ قرار حازم وصريح في هذا الموضوع، لتجنب حدوث عدم إستقرار أو إنفلات أمني أو مناوشات محدودة بين الجيش والأمن من ناحية وتجار المخدرات والمسلحين المتواجدين على الحدود بالمنطقة من ناحية أخرى.
فعلى رغم من أنّ الدولة اللبنانية تعاقب على تعاطي المخدرات والإتجار بها، إلا أنّ لبنان يعتبر من أكبر منتجي مادة الحشيش في العالم، كما أنه ناشط بقوة في صناعة حبوب الكبتاغون، ويعد بلد ترانزيت أساسي من سوريا إلى بلدان الخليج.
حيث يحاول العاملون في هذا القطاع التحايل قدر الإمكان على القانون، وإبتداع أساليب مبتكرة لتهريب المخدرات وتمريرها.
هنا، أغرب عمليات تهريب المخدرات التي حصلت خلال السنوات الماضية في لبنان.
حشيش في التفاح: في شباط 2015، ضبط عناصر مكتب مكافحة المخدّرات شاحنة تنقل 90 طنًا من التفاح في محلّة الدورة، وقد خُبئ في داخلها 1.8 طنًا من حشيشة الكيف، عمد المهربون إلى إخفاء هذه الكمية وإعدادها من أجل نقلها إلى ليبيا، عن طريق تقسيمها إلى وحدات صغيرة مؤلّفة من 500 غرام للوحدة، وُضعت كلٌّ منها داخل كيس من النايلون ثم في ظرف بريدي، قبل تغليفها بأوراق من مادة الكاربون، ما يجعل كشفها على السكانر والآلات الإلكترونية مهمة مستحيلة.
كسارة حجارة: في شباط 2014 ضُبطت خمسة ملايين حبة كبتاغون مخبأة داخل كسّارة حجارة، كانت ستهرب إلى دبي، وأحبطت عملية تهريب خمسة ملايين ونصف مليون حبة كبتاغون في الفترة نفسها، كانت مخبأة داخل هياكل سبع شاحنات كانت متوجهة براً إلى السعودية، بعد أيام ضبط مكتب مكافحة المخدرات كميات هائلة من الكبتاغون معدة للنقل من مرفأ بيروت إلى دبي.
عرانيس مع كبتاغون: في 10 نيسان 2014 تم إحباط أكبر عملية تهريب كبتاغون في التاريخ اللبناني، إذ ضبط مكتب مكافحة المخدرات بالتنسيق مع شعبة المخدرات في الجمارك اللبنانية، 15 مليون حبة كبتاغون في مستودعات مرفأ بيروت، كانت مخبأة داخل أكياس ذرة معدة للتصدير إلى دبي، تراوح سعر الشحنة عند ضبطها بين 150 و300 مليون دولار، تبعاً لسعرها في السوق.
في الشحاطة: يعمد البعض إلى استخدام ما يسمح بإدخاله إلى السجن كأدوات لتخبئة الممنوعات، واحدة من الحيل هي حياكة المخدرات داخل الثياب، وقد نجحت القوى الأمنية في كشف هذه الحيلة مرّات عدّة، فضبطت مرّة 13 غرامًا من الحشيشة داخل درزة بنطلون أحد سجناء سجن القبة في طرابلس، وفي السجن نفسه، تمّ العثور على "كوكتيل مخدرات" يتضمن هيرويين، كوكايين، بنزكسول، وكبتاغون، داخل "شحاطة" بالإضافة إلى 30 حبّة مخدّرة تمّت حياكتها داخل قميص أحد السجناء.
طعام بالحشيش: لعلّ أشهر روايات التهريب في السجون هي محاولة تهريب كمية من حشيشة الكيف داخل الصفيحة البعلبكية إلى سجن زحلة، فقد عمد المهرّب إلى تقسيم الحشيش إلى 116 حبة دائرية ووضعها داخل قطع الصفيحة، وتنضمّ إلى الصفيحة البعلبكية لائحة من المأكولات والمواد الغذائية الأخرى، ومنها المشمش الذي تم إخراج البذر منه وحشوه بالحشيش، والفستق الحلبي الذي عثِر مرّة على كمية من الحشيشة المحشوة داخله، وقد لُصقت الحبوب حينها وجرى تمويهها بالملح.