لم يُنظر في الماضي إلى اللياقة البدنية في كرة القدم على أنها ناحية أساسية في اللعبة. فعدد كبير من اللاعبين الكبار كانوا يملكون أجساداً غير نموذجية. فمعظمهم كانوا نحالاً وبعضهم كان زائد الوزن، كما النجم البرازيلي السابق رونالدو. وعلى الرغم من ذلك حقق هؤلاء إنجازات ستبقى في الذاكرة.
لكن في أيامنا الحالية، ومع خوض أكثر من 60 مباراة في الموسم، يحتاج اللاعبون إلى التركيز على لياقتهم البدنية كما على مهاراتهم. ولاعب مهووس بلياقته البدنية كما بقدراته هو البرتغالي كريستيانو رونالدو.
يبلغ نجم «ريال مدريد» الإسباني الـ31 سنة. وفي هذا العمر يبدأ مستوى معظم المهاجمين في الانحدار. لكن، وعلى الرغم من مروره بفترات من التذبذب في المستوى، لا يزال الجناح السابق لـ «مانشستر يونايتد» قوياً وتُوّج أمس الأول بجائزة الكرة الذهبية للمرة الرابعة في مسيرته.
في فترة يعتبر كثيرون أن قائد المنتخب الأرجنتيني و«برشلونة» الإسباني ليونيل ميسي يتفوّق بخطوة على البقية، أثبت كريستيانو رونالدو أنه أفضل من نظيره الأرجنتيني من حيث اللياقة البدنية. يعود ذلك إلى أن إخلاص رونالدو في هذا المجال يجعله قادراً على المنافسة مع لاعب يصغره بسنتين، والتغلّب عليه. فبالطريقة التي يعتني بها رونالدو بجسده، لن يكون مفاجئاً أن يلعب لخمس سنوات أخرى أو ست.
فلولا الاهتمام الكبير بلياقته البدنية، لما كان كريستيانو رونالدو اللاعب الذي هو عليه اليوم. فلياقته البدنية تتيح له تسجيل 50 هدفاً أو أكثر في كل من المواسم الستة الماضية، ومن المتوقع أنه سيجعلها سبعة مواسم في نهاية الحملة الحالية.
عندما ينظر الأمر إلى جسد النجم البرتغالي، وهو منظر شائع لكونه يحب إظهاره، يعي أنه يركز كثيراً على فخذيه. والظهير البرازيلي الأسطوري روبرتو كارلوس كان أيضاً يملك ساقين رائعتين خلال مسيرته لاعباً. وهذا أتاح له مواصلة اللعب حتى سن الـ40. أمر ليس بمستبعد بالنسبة إلى أفضل لاعب كرة قدم في العالم.