ما لم يطرأ عنصر جديد معطّل، فإن حكومة الوحدة الوطنية، الأولى في عهد الرئيس ميشال عون، ستولد اليوم برئاسة الرئيس سعد الحريري الذي أعد صيغتين سيحملهما الى قصر بعبدا، الأولى من 24 وزيراً، والأخرى من 30، رغبة منه في تفكيك الالغام من امام الحكومة الجديدة، على رغم ميله الى التشكيلة الأولى غير الموسَّعة. وبدت الأجواء التي تحيط بعملية التشكيل ايجابية الى حد كبير لدى كل الأطراف، وستشمل التركيبة معظم الجهات السياسية الأساسية في البلد، ولم يكن واضحاً كيف سيشترك حزب الكتائب اللبنانية بعدما أبدى النائب سامي الجميل رغبته في الانضمام شخصياً اليها، خصوصاً ان أي زيادة عددية ستقتصر على ستة وزراء دولة، وهو ما لا يمكن ان يرضى به الجميل، في حين ان تمثيل الحزب السوري القومي الاجتماعي سيكون ضمن الحصة الشيعية.
وقد عقد في "بيت الوسط" أمس اجتماع جمع الرئيس المكلف سعد الحريري ومدير مكتبه نادر الحريري الى الوزير جبران باسيل وممثل "حزب الله" وفيق صفا، وأفادت "المركزية" انه خصص لاجراء قراءة أخيرة للصيغة الحكومية المفترض ان يحملها الحريري الى بعبدا في الساعات المقبلة. وعلمت "النهار" أن أحداً من المشاركين لم يعترض بشكل حازم على صيغة الـ 24، مع ترك الباب مفتوحاً لصيغة فضفاضة لا تضيف شيئاً الى الحكومة الا زيادة عددية.
وبعدما أكد الرئيس ميشال عون ان اتصالات التأليف مستمرة، أعلن "تكتل التغيير والإصلاح" إثر اجتماعه الاسبوعي في الرابية أمس برئاسة الوزير باسيل، أن "ما يحصل في مسار تأليف الحكومة يتضمن إيجابيات مهمة جدًا".
وفي المواقف أيضاً، قال الرئيس نبيه بري أمام زواره أمس إنه "منذ الثالثة بعد ظهر الاثنين الفائت لم يعد هناك ما يبرر التأخير وعدم صدور المراسيم وتشكيل الحكومة، وخصوصاً ان كل فريق أخذ حصته من الحقائب وبالزيادة من سيادية وخدماتية. وحتى الآن لا أعرف شخصياً ما هي العراقيل التي تقف في طريق ولادة الحكومة وما هي الأسباب التي تمنع التأليف حتى الآن ولا أعرف أين تكمن العقدة". وأفاد أنه لم يتلق اعتراضات على تنازله عن حقيبة الأشغال لمصلحة النائب سليمان فرنجية ولاقى هذا المخرج قبول كل الاطراف.
وفهم من برّي انه لم يحسم خياره بعد في المقعد الشيعي الثالث من حصته وما اذا كان سيصب عند الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يعمل على الحصول على حقيبة من حصص المسيحيين وخصوصاً اذا كان أعضاء الحكومة 30.
ومع الاتفاق على ان تكون حقيبة الزراعة بدل الأشغال من حصة "أمل"، رأى برّي انه "اذا اردنا حكومة موسّعة لا بد من 30 وزيراً. وكنت والرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في آخر لقاء جمعنا اتفقنا على ان تكون الحكومة من ثلاثين وعلى ان تصدر التشكيلة قبل عيد الاستقلال وهذا ما لم يحصل. ووفق معلوماتي لا تراجع عن 30 عضواً وإلا لن نذهب الى حكومة وحدة وطنية. وليس من حق أحد ان يقول إنه لا يتحمل رؤية حزب الكتائب اوالحزب القومي والنائب طلال ارسلان وآخرين الى طاولة مجلس الوزراء. ويجب ان يتمثل كل الأطراف في حكومة وحدة وطنية، لأن عدم تمثيل هؤلاء يفرغها من مضمون الوحدة الوطنية".
في المقابل، علمت "النهار" من مصادر متابعة ان صيغة الـ 30 تقدمت في التعامل مع المستجدات وهو إقتراح مبكر من كتلة "الوفاء للمقاومة" من أجل إيجاد متسع لتمثيل كل القوى. وقالت المصادر إن الحكومة الثلاثينية من شأنها ضم النائب طلال أرسلان وتمثيل الحزب القومي ومنح رئيس الجمهورية قدرة على توزير سنيّ وشيعيّ ضمن فريقه وتوسيع حصة الرئيس المكلف مسيحياً وخصوصاً أرثوذكسياً. وتحدثت عن تحرّك إيجابي يتصل بإيجاد قانون جديد للانتخابات بعد تبلور ملامح إجماع على مبدأ القانون المختلط.
الطقس
في غضون ذلك، غرق لبنان أمس بمياه الامطار التي تسببت بزحمة سير خانقة لم تنفع معها في ساعات الصباح الأولى، الاجراءات المكثفة التي اتخذتها قوى الأمن الداخلي منذ أيام تحسباً لموسم الأعياد، وهو الامر الذي ساهم كثيراً في اراحة المواطنين على الأقل. ويستمر المنخفض الجوي "سوزي" عاصفاً ومصحوباً بكتل هوائيّة باردة ورياح شديدة وأمطار غزيرة وثلوج. وتوقعت النشرة الصادرة عن مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني أن يكون الطقس اليوم ماطراً وعاصفاً صباحاً، وان تنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ وتتساقط الثلوج لتلامس 800 متر ليلاً، على أن تخف حدّة العاصفة مساء.