بمعزل عن الانحطاط الذي أصاب المجلس الإسلاميّ الشيعي الأعلى من فترة اختطاف رئيسه الأول الامام السيد موسى الصدر، و الذي أخذ ضعفه بالتزايد مع رحيل رئيسه الثاني الامام الشيخ محمّد مهدي شمس الدّين، فإنّ موقع رئاسة المجلس الشيعي هو موقع محدود، بل يمكننا القول أنه هزيل أيضا إذ ما قارناه بأضرابه من المواقع لدى الطّوائف اللبنانيّة الأخرى!
اقرأ أيضاً: إصلاحاً للخلل القانوني في المجلس الشّيعيّ(١): لتشكيل هيئة مؤقتة لإدارة المجلس
فمثلاً لدى الطّائفة السنّية تم توحيد منصبي: مفتي الجمهورية ورئيس المجلس الإسلامي الشرعي، و أما موقع الرئيس فما زال كما بدأ، حيث جاء تأسيسه عقب تأسيس المحكمة الجعفريّة وعقب تأسيس دار الإفتاء الجعفري. ولم يتم تطوير القوانين الكفيلة بإعطاء المجلس الشيعي مكانته المفروضة له.
إقرأ أيضًا: إصلاحاً للخلل القانوني في المجلس الشيعي ( ٢ )
السيد موسى الصدر
ولا يقتصر الأمر لدى السنّة على دمج منصب رئيس المجلس الإسلامي الشرعي ومنصب مفتي الجمهورية في موقع واحد، بل إنّه لا يوجد عندهم منصب نائب للمفتي، أمّا لدى الشيعة فأربع مواقع بدل موقع (المفتي) لدى السنّة، هي:
– رئيس المجلس الشيعي.
– النائب الاول لرئيس المجلس الشيعي.
– النائب الثاني لرئيس المجلس الشيعي.
– المفتي الجعفري الممتاز.
فهذه المواقع الأربعة لدى الشيعة تعادل موقعاً واحداً لدى السنّة!
والأمر عينه في طائفة الموحدين الدروز، فلا منصب نائب لشيخ عقل الدّروز، و لا أي منصب آخر يتقاسم شيخ العقل صلاحياته معه.
اقرأ أيضاً: إصلاحاً للخلل القانوني في المجلس الشيعي(٢): نظرة على الإفتاء الجعفري
وهذا ما يفسّر قوّة موقع مفتي الجمهورية، وقوّة موقع شيخ العقل، بخلاف الأمر لدى الشيعة، حيث توزع الصلاحيات وتشتتها.. وأي توحيد لهذه المواقع ينبغي أن يترافق مع تطبيق القوانين كاملة، وتطويرها، واحترام الإستحقاقات الإنتخابية، وعدم تقليص الهيئة الناخبة العامة.
الشيخ محمد علي الحاج