كل المؤشرات السياسية اوحت بولادة حكومة العهد الاولى قريباً والبعض أعطى مواعيد خلال الساعات الـ48 المقبلة وآخرون قبل عيد الميلاد، وبالتالي اجمعت التسريبات بان العقدة الحكومية تم حلها وخصوصاً بعد اعلان النائب سليمان  فرنجية من عين التينة ان الرئىس بري تنازل عن وزارة الاشغال الى «المردة» وسيتولاها المحامي يوسف فنيانوس، لكن هذه الاجواء الايجابية عكستها اجواء مغايرة وردت في مقدمة تلفزيون O.T.V. التابع للتيار الوطني الحر عن عدم حسم الامور حتى الآن، وانتقدت بشدة مواقف النائب سليمان فرنجية التصعيدية في بكركي وعين التينة واعتبرتها بانها قد تعيد الامور الى نقطة الصفر. كما ان اعلان فرنجية عن تنازل بري عن الاشغال يطرح اسئلة حول موقف معراب من هذه النقطة بالتحديد حتى ان هناك من اعتبرها وضع الرئىس عون امام الامر الواقع عبر معادلة اما التسليم بما اتفقنا عليه او لا حكومة او القول «مفتاح الحكومة بيد عين التينة».
الأجواء التفاؤلية حسب مصادر متابعة للتأليف تستدعي ايضاً التوافق على حجم الحكومة ثلاثينية او 24 وزيراً، وهناك خلاف بين وجهة نظر الحريري المصر على حكومة الـ24 وزيراً ومدعوماً من التيار الوطني الحر وموقف الثنائى الشيعي المصر على حكومة ثلاثينية يتمثل فيها الكتائب والقومي وطلال ارسلان والبعث وسنة 8 آذار وهذه القضية لم تحسم حتى الآن.
القضية الثانية، حصة النائب وليد جنبلاط في ظل ظهور بوادر اعتراض على تسلم الوزير مروان حمادة لحقيبة العدل واعطاءه حقيبة خدماتية كالمهجرين، علماً ان جنبلاط يصر على العدل و«زاهد» بالمهجرين والتيار الوطني الحر يطمح بتولي العدل من قبل الوزير السابق سليم جريصاتي.
 القضية الثالثة، الرئىس الحريري وخلال لقائه ليل الجمعة مع الرئىس بري تفاهما على ان يتولى كل فريق تسمية وزرائه مع الحقائب المبادلة وتنازل الرئيس بري عن الاشغال لفرنجية  مقابل اعطاء الصحة للقوات اللبنانية ووزارة الزراعة لبري، مع الشباب والرياضة والصناعة لحزب الله ووزارة دولة، كما تم التوافق على ان يسمي الحريري حصته مع اعطائه وزيراً مسيحياً هو غطاس خوري، ووزيراً عن الاقليات طرح اسم النائب باسم الشاب، وبالمقابل تسمي القوات حصتها وكذلك التيار الوطني والنائب جنبلاط، ووافق بري والحريري على هذا الامر.
وفي المعلومات انه بناء  على هذا الاتفاق زار فرنجية عين التينة وابلغه بري هذا القرار، لكن هذا الاتفاق الثنائي بين بري والحريري لا يلزم الرئىس عون ولا القوات اللبنانية التي اكدت مصادرها انها لم تتبلغ اي شيء بعد وحصتها ما زالت الاشغال والاعلام والشؤون الاجتماعية ونائب رئىس مجلس الوزراء بالاضافة الى وزارة السياحة من حصة القوات على ان تسند للوزير ميشال فرعون والقوات اللبنانية اعتبرت ان حقيبة الاشغال هي للتعويض عن تنازلها عن الحقيبة السيادية وبالتالي لا بد من انتظار موقف الدكتور جعجع من عرض الحريري.
وتشير المعلومات ان اعطاء الصحة للقوات اللبنانية قد يعيد خلط الاوراق والحقائب، وبالتالي فان الرئىس ميشال عون ينتظر زيارة الرئيس المكلف لوضع المسودة بين يديه وعندها ستحسم الامور، لان الرئيس الحريري تعهد امام بري باقناع الدكتور جعجع في وزارة الصحة والرئىس عون فيها.
ولادة الحكومة باتت في المربع الاخير والحكومة يلزمها بعض الرتوش كما يجمع المراقبون لكن الشياطين تكمن في التفاصيل الاخيرة، علما ان الاسماء المقترحة لن تخرج عن المسودة الاولى التي قدمها الرئىس الحريري ورفضها العماد ميشال عون.
اما حزب الكتائب يريد المشاركة عبر النائب سامي الجميل لكن كلامه بعد لقائه الرئيس عون «بان الامور ما زالت عالقة حكومياً» يوحي بعدم ولادة سريعة للحكومة.

ـ بري: التأليف انتهى بنسبة 99% ـ

الرئىس نبيه بري قال امام زواره مساء امس: الاجواء جيدة وايجابية وبالنسبة لي انا فقد انتهى تأليف الحكومة بنسبة 99% ولو عاد الامر لي لصدرت مراسيم الحكومة اليوم.
ورداً على سؤال قال: «نعم تنازلت عن وزارة الاشغال لمصلحة النائب سليمان فرنجية الذي وقف معنا ونحن لم نقصر تجاهه ايضاً، علماً انه ساهم بطريقة او بأخرى في انتخاب رئيس الجمهورية».
واضاف بري: «ان هذا التنازل عن الاشغال ايضا لمصلحة البلد ولمصلحة تشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن»، واشار انه لم يطلب مقابل الاشغال اية حقيبة اساسية ولم احاول ان اخذ من الحصص المثبتة لغيري ولذلك لم اطالب بالتربية حتى لا احرج غيري.

ـ فرنجية في عين التينة وبكركي ـ

شكل الكلام الذي اعلنه النائب سليمان فرنجية وتحديداً من امام بكركي استياء في بعبدا ولدى التيار الوطني الحر لما تضمن من كلام عالي النبرة لفرنجية وقوله «اذا كان رئىس الجمهورية يريدنا فهو يقرر، اذا كان يريدنا قربه سنكون، واذا كان يريد محاربتنا سنحاربه، واذا اراد مصادقتنا نصادقه، أنا بيِّ مات منذ اربعين سنة من يريدني يتصل بي ويقول لي شرف». واشارت المعلومات ان موقف فرنجية التصعيدي اوحي بأنه جاء بعد ان رفض العماد عون الكلام مع فرنجية عبر الهاتف ، وهذا ما نفاه التيار الوطني الحر نفياً قاطعاً واعتبره من نسج الخيال، واشار التيار الوطني الحر الى ان الاتصالات الاخيرة امام احتمال من اثنين «عودة الامور الى نقطة الصفر بحيث تكون النبرة العالية لفرنجية اعلاناً صريحاً بفشل المساعي لاعلان الحكومة او ان تكون الاتصالات حركت المياه الراكدة ولا بد ان تفضي في نهاية المطاف خروجاً في حل باتت معالمه واضحة وطبخته على نار حامية بعد اكتمال الاتفاق بين القوى السياسية على شكل الحكومة الانتقالية والاحتمالان متساويان والانظار تتجه الى الحريري والدكتور جعجع وموقفه من حقيبة الاشغال.
وفي المعلومات، ان المخرج الذي يعمل عليه ان يصطحب البطريرك مار بشارة بطرس الراعي النائب سليمان فرنجية معه الى قصر بعبدا ويتم عرض لكل التطورات وللعلاقة بين الرئىس عون وفرنجية ومن الممكن ان يستبقيهما الرئىس عون على مائدة الغداء، وبعدها يقوم الرئىس الحريري بزيارة بعبدا ويطلع الرئىس عون على مسودته الحكومية ويتم ولادة الحكومة على ان تنجز هذه الخطوات خلال الايام القادمة او في 48 ساعة المقبلة، لان كل الخلافات لن تكون عائقاً امام ولادة الحكومة بشكل سريع، والاحتمال الثاني، ان تتم المصالحة خلال القداس الكبير في عيد الميلاد ببكركي الذي يحضره رئىس الجمهورية سنوياً ويحضره ايضاً النائب فرنجية ويقوم البطريرك بجمعهما في بكركي.

ـ باترسون في بيروت ـ

ورغم هذه الاجواء، فان زيارات الدعم الخارجية تتوالى مع وصول مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط آن باترسون الى بيروت لتهنئة الرئىس عون، بالاضافة الى لقاءات اخرى والتأكيد على دعم لبنان والجيش اللبناني في محاربة الارهاب.