أثارت حلقة كلام الناس منذ أيام والتي استضاف فيها الزميل مارسيل غانم كلا من رئيس تحرير جريدة الأخبار ابراهيم الأمين والنائب عن القوات اللبنانية أنطوان زهرة، زوبعة إعلامية تبعها زوبعة أخلاقية .
فبعد أن أثار الأمين لغاية في نفسه موضوع الإغتيالات التي تعرضت لها قيادات للحزب الشيوعي في مرحلة غابرة من أزمان الحرب الأهلية، متهما حركة أمل أنها تقف وراء تلك الإغتيالات بالتضامن والتكافل مع (حليفه) النظام السوري كما قال، بدون تقديم أي دليل أو برهان على ادعائه الخطير، سوى ما يحمله الأمين من حقد معلن على شخص الرئيس نبيه بري.
الغريب في الموضوع أنّ في خضم هذا الحدث وفي أوج تسونامي الرد على الإتهام الذي أصاب بسهامه تاريخ حركة أمل، خرج علينا من بين الركام أحد المعممين ليتبرع من تلقاء نفسه بتأكيد التهمة الشنيعة التي تنفيها الحركة، ولم يكتف بهذا الفعل الأخرق، بل زاد عليه استفراغات نتنة لخطاب سوداوي داعشي يدعو فيه للإستمرار بالقتل والنيل من حزب عريق كالحزب الشيوعي اللبناني، مضفيا على خطابه سمة إلهية وسامحا لنفسه الإدعاء أنه يتحدث بإسم الدين والمتدينين.
لست محاميا عن الحزب الشيوعي ولا عن تاريخه المشرق بدماء شهدائه وبأسبقيته في المقاومة، ولا حاجة للتذكير بأن أمينه العام جورج حاوي هو من رشّ الرصاصات الأولى وليس الأرُزعلى صدر المحتل الاسرائيلي، ولست أجدني مضطرا لتعداد أسماء شهدائه المقاومين التي تطول لائحة أسمائهم كي أثبت ما أقول،
يبقى أنه لا بد من الإشارة إلى أنّ الحزب الشوعي اللبناني والمصير الذي آل إليه في السنوات الأخيرة بعد اغتيال عملاقه، جعلت منه مطية يتناولها صغار القوم في ظل اندثار حيوية مفقودة ودفاع عن نفسه شبه ركيك، كل هذا يتحمله الخيارالسياسي والتموضع الهجين الغير متسق مع تاريخه العريق بحيث يبدو وكأنه حليف من دون حلفاء ، مع جهاز إعلامي مختصر على بيان من هنا أو بيان من هناك، مع القليل من الستاتوسات الفيسبوكية،،، فبين تاريخ مشرق مطمور، وحلفاء لا يأبهون له، وترهات داخلية مرهقة ,, نستطيع ونحن نقف على الأطلال نعت هذا الحزب بالحزب المظلوم .