يظل داعش العدو المعلن للولايات المتحدة في العراق وسوريا، وفي الأخيرة تحديدا تجد واشنطن نفسها أسيرة محاربة هذا التنظيم الإرهابي، كحل لفشلها في استراتيجيتها القديمة لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
لكن تلك الاستراتيجية اصطدمت بعدو لا يستهان به هو موسكو، فحسابات العم سام لم تنفع مع حسابات الدب الروسي الذي يريد سوريا خالصة لموسكو.
قرار روسي ترك الولايات المتحدة في معضلة، فهي تريد الحفاظ على مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة من جهة، وبماء وجهها كقوة عظمى مؤثرة في الصراعات الدائرة في كل أرجاء العالم، بعد أن هزمها الدب الروسي في أوكرانيا، وسوريا، وحتى في ديمقراطيتها.
واشنطن ترسل مائتين من قواتها الخاصة لمعركة الرقة، وتشارك بقوة في تحرير الموصل، وتتجنب في ذات الوقت دعم المعارضة السورية، وتغض النظر عن الطابع الأصولي الذي يكسوها.
أما في العراق، فهدف تدمير داعش وإخراجها من آخر معاقلها في الموصل حجب نظرها عن تجاوزات حليفها العبادي ومن والاه من حشد شعبي وتنظيمات طائفية.
بل إن الولايات المتحدة غضت النظر في هذا الخضم عن الخطر الإيراني التوسعي، فلا حديث أميركيا معلنا أو سريا عن النفوذ الإيراني الذي حول العراق لمقاطعة تتبع الولي الفقيه، أو عن الألوية التي تشارك في القتال في سوريا تحت راية الحرس الثوري الإيراني المتهم أميركيا بالإرهاب.
سياسة أميركية إذن ترسخت في سوريا وفي العراق، في عهد الرئيس الحالي أوباما ومن قبله، وستستمر في عهد ترامب الذي كسابقيه يحدد الأولوية بعيدا عن نفوذ موسكو، فيما سيبقى السؤال الأهم.. ماذا بعد داعش؟