رغم خرقها لقانون العقوبات الألماني ودعوتها للكراهية وبيعها الأسلحة لمواجهة اللاجئين والمهاجرين، مازالت صفحة "رعب المهاجرين" فعالة على الانترنت حتى في ألمانيا، فما قصتها؟
صفحة موقع "رعب المهاجرين" الناطق باللغة الألمانية لم تثر الانتباه بسبب عنصريتها ضد اللاجئين فقط، بل من خلال عرضها للبيع أسلحة تستعمل ضد اللاجئين.
الصفحة تعمل على خادم أنترنت روسي، وتعرض مختلف الأسلحة الأوتوماتيكية وغيرها، تتراوح أسعارها بين 229 و749 يورو للقطعة. من بين ما يعرضه الموقع للبيع قوس يطلق أنواعا مختلفة من السهام البلاستيكية التي يمكن أن تكون مؤلمة وجارحة. والدفع لغرض الشراء عن طريق الانترنت أو عملة النت بيتكوين.
ورغم أن اقتناء السلاح في ألمانيا يتطلب رخصة خاصة، فإن صاحب الصفحة الذي يدعي (أنه يحاول حماية أسرته)، يعرض بضاعته مع تقديم ضمانات لوصول السلاح إلى المشتري (من دون مشاكل ومعوقات بيروقراطية مزعجة).
يعرض الموقع رجال يطلقون النار على وقع موسيقى الغرب وصور ولعب تمثل رجالا ببشرة داكنة، أو صور لساسة ألمان منهم المستشارة ميركل والرئيس الألماني يواخيم غاوك. وعلى الصفحة رابط لأخبار حول مهاجرين ولاجئين يشتبه بارتكابهم جرائم. وعلى الفيسبوك يشاهد المرء أكثر من 8 آلاف إعجاب. ومهما طال البحث فلا يمكن العثور في الانترنت على صفحة تخالف الفقرة 130 من قانون العقوبات الألماني مثل هذه الصفحة. فما ينشره أصحاب الصفحة يدخل ضمن نشر الكراهية التي تصل عقوبتها ما بين 3 إلى 5 أعوام سجن. ورغم توقع أن تختفي الصفحة بعد اكتشافها من قبل السلطات، لكني فوجئت بأنها فعالة منذ أشهر على الانترنيت.
لعبة مخفية
مبادرة لناشطين نمساويين تدعى "ميمي كاما" كشفت عن صفحة الكراهية هذه منذ أشهر على موقع "انونيم كولكتيف" الروسية التي (تعرف نفسها أنها من يسار الانونيم)، حينها كان خادم الصفحة بعنوان سويسري. وحين أبلغ أصحاب المبادرة موقع فيسبوك عنها، ردت إدارة فيسبوك أن الصفحة لا تخالف قواعد العمل!.
موقع "انونيم كولكتيف" اختفى من "فيسبوك" في 21 آذار الماضي. يقف وراءه رجل في الثالثة والثلاثين من العمر من مدينة ايرفورت الألمانية عرض موقع "رعب المهاجرين" هويته على صفحته. والرجل يواجه اليوم دعاوى كثيرة ضده وتحاول الشرطة الألمانية إلقاء القبض عليه، بيد أنه قد اختفى منذ منتصف شهر آذار الماضي.
في شهر حزيران عرض تلفزيون "MDR " تقريراً حول موقع الكراهية، الذي غيّر من خوادمه بشكل متكرر. التقرير قال حينها "من المهم معرفة المدة التي سيبقى الموقع على الشبكة". كما أن سكرتير حزب الخضر في ولاية ساكسونيا قدم شكوى في الشرطة على الموقع الذي يدعو إلى الكراهية.
وفي منتصف شهر آب نقلت مجلة "فايس ماغازين" أنّ شرطة مدينة كونستانتس جنوب ألمانيا استدعت مواطنا بعد اكتشاف تحويله مبلغا ماليا مقابل شراء سلاح من صفحة "إخافة المهاجرين"، وكتبت الصفحة بعنوانها الرئيسي "هل هذه هي نهاية موقع "إخافة المهاجرين؟".
(DW)