حملت المواقف التي أطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم أمس رسائل إيجابية عدة تتصل بالوضع اللبناني داخليا وخارجيا، وقد أرسى السيد نصر الله بخطابه المتلفز أجواء إيجابية على كافة المستويات، كانت كفيلة بإعادة الروح الى عجلة المفاوضات السياسية المعنية بتشكيل الحكومة وإلى مسيرة العهد الجديد بعدما ظنّ كثيرون انكفاء العهد بسبب الخلافات والتشنجات القائمة بين عدد من الأقطاب السياسيين في البلد .
أكد السيد نصر الله من جديد وبلغة هادئة وواثقة على الخيارات السياسية الوطنية وعلى إيجابية حزب الله تجاه الملفات العالقة وعلى اعتماد الحوار والتواصل كوسيلة وحيدة لتذليل العقبات. وقد بدا السيد نصر الله حريصا على تبديد كل الأجواء السلبية التي تواكب مسيرة العهد الجديد وتلك التي تواكب مسيرة التشكيلة الحكومية المرتقبة .
وقد أشار نصر الله في خطاب غلب عليه الطابع الإيجابي تجاه كل الأطراف على الساحتين الداخلية والخارجية إلى أن كثيراً من الامور قد حل في طريق تشكيل الحكومة مثل الاتفاق على حكومة وحدة وطنية وعلى عدد الوزراء وعلى أكثرية الحقائب، وفي الوقت نفسه دعا الى معالجة مشكلة أو مشكلتين متبقيتين بالبحث عن مخارج وحلول بالتعاون بين الجميع.
وقد لوحظ أن نصرالله خصّص حيزاً كبيراً من كلمته للتشديد على متانة علاقة حزب الله مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر والتي وصفها بأنها ممتازة ولا تشوبها شائبة. كما نفى أن يكون الحزب منزعجا من الزيارات الخليجية للرئيس عون، مؤكداً أن من حق الرئيس أن يختار الوجهة الاولى لزياراته للخارج سواء الى السعودية أو الى ايران. وشدد على الحزب ليس مشغولا بعلاقة التيار الوطني مع القوات اللبنانية التي وصفها بأنها قوة أساسية في البلد ولها ناسها.
إن هذه الإطلالة المتميزة للسيد نصر الله عبّرت عن مسؤولية وطنية كبيرة تجاه القضايا والأحداث على الساحة الوطنية، إذ تحدث السيد بمسؤولية عالية تجاه الوقائع والأحداث الأخيرة. وقد أرست هذه المواقف أجواء إيجابية عالية لدى الأفرقاء والأقطاب السياسيين وهي حتما ستؤدي الى تذليل الكثير من العقبات التي تعترض طريق العهد الجديد وطريق التشكيلة الحكومية .
ويسجل للسيد نصر الله في هذا الخطاب قدرته على إرساء لغة التواصل والحوار والإيجابية على مستوى الشارع وعلى مستوى المسؤولين تمهيدا لخروج الجميع من دوامة الإحتقان والاختلاف الى الإلتقاء حول المصالح الوطنية وإنجاز الإستحقاقات بروح التوافق والتلاقي والحوار بين جميع اللبنانيين .