شكّل مؤتمر «السلامة المرورية.. دور البلديات والمدارس» الذي نظّمته جمعية «سوشيل واي» برعاية محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، وبالتعاون مع المجلس الوطني للسلامة المرورية، وبالشراكة مع جمعية «نورث رايدرز» والأكاديمية اللبنانية الدولية للسلامة المرورية في نقابة المهندسين بدعم من وزارة الشؤون الاجتماعية، خطوة متقدّمة على صعيد تعزيز ثقافة هذه السلامة التي تشير إحصاءات حوادث السير الى أنها ما تزال بعيدة كل البعد عن اهتمامات الدولة بالدرجة الأولى، ومن ثم المواطنين.
كشف المؤتمر الذي حمل شعار: «لوقف عداد الموت على الطرقات» أن محافظتَيْ الشمال وعكار تحصدان النسبة الأعلى من حوادث السير المميتة في لبنان، حيث وقع في العام 2015، 713 حادثاً في المحافظتين نتج عنها 95 قتيلا، و1012 جريحاً.
وكشفت الإحصاءات أيضاً أنه في الوقت الذي تراجع فيه عدد حوادث السير في عكار وبعض الأقضية الشمالية من عام 2014 إلى عام 2015، بنسبة تصل إلى 10 في المئة، فإن هذه الحوادث ازدادت في طرابلس بالنسبة ذاتها، حيث سجل في العام 2014 وقوع 223 حادث سير، بينما سجّل في العام 2015 وقوع 242 حادث سير.
وتشير الإحصاءات التي عرضت في المؤتمر الذي شكّل تظاهرة سياسية، مدنية واجتماعية في طرابلس للحدّ من حوادث السير شمالاً، الى أن النسبة الأعلى من الضحايا هي في الشمال اللبناني، وهي من فئة السائقين بنسبة 47 بالمئة من القتلى و47 بالمئة من الجرحى، وأن 60 بالمئة من الصدامات المميتة تحصل في طرابلس وعكار، وأن 22 بالمئة هم من السوريين، وأن 42 بالمئة من القتلى هم من الفئة العمرية بين 18 و44 عاماً، و18 بالمئة من الأطفال حتى عمر 14 عاماً.
وتقول الدراسات التي عرضها الخبير كامل إبراهيم، الى أن العوامل المسببة في حوادث السير شمالاً، هي: السرعة الزائدة، عدم صيانة الطرق، كثرة الحفر، غياب الإنارة والعاكسات الضوئية، تنقل الأطفال على الطرق، النقص في لافتات تحديد السرعة، النعاس، الكحول، القيادة عكس السير، استعمال الهاتف، وغياب الرقابة عموماً.
وتلفت رئيسة جمعية «سوشيل واي» وفا خوري الانتباه إلى أنه مع تنامي حوادث السير التي تطال أبناءنا، أردنا أن يكون لهذا المؤتمر ترجمة عملية بدأت بأربع مدارس هي: ثانوية روضة الفيحاء والثانوية الوطنية الأرثوذكسية، مجمع البداوي ومدرسة لقمان، التي تشهد ورشات عمل تدريبية بهدف تحويلها مدارس نموذجية تعتمد معايير السلامة المرورية بدءاً من المحيط البيئي للمدرسة مروراً بوسائل النقل على اختلافها وصولاً إلى تعميم ثقافة توعوية وخلق أندية سلامة مرورية تضم الطلاب، كما أعلنت عن السعي لإيجاد مناطق نموذجية بوعد من رئيسَيْ بلديتي طرابلس والميناء وأملت الخروج من هذا المؤتمر بخطة عمل متكاملة.