اللقاء بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجيه لم يحمل جديداً في ظل تمسك فرنجيه بحصة وازنة وبوزارة من بينها الاتصالات والطاقة والاشغال، وان هذا المطلب من حق تيار المردة، اما الحريري فأكد انه سيعرض مطلب فرنجيه عبر «خريطة طريق» على الرئيسين ميشال عون ونبيه بري والافرقاء السياسيين لايجاد حل للقضية، خصوصاً ان وزارة الطاقة محسومة للتيار الوطني الحر ولسيزار ابي خليل ولن يتراجع عنها والاشغال موضع خلاف بين الرئيس بري والدكتور سمير جعجع والاتصالات لتيار المستقبل ولن يتنازل عنها، فيما فرنجيه ابلغ الحريري ان قبوله بوزارة خارج هذه الحقائب الثلاث لن يقبل بها لان الامور لم تعد تبادل حقائب بل هناك من يريد تحجيمنا ولا احد قادر على ذلك.
واشارت المعلومات ان الرئيس الحريري سيتحرك بعد لقاء فرنجيه والامور باتت محصورة بعقدة المردة وكيفية ايجاد حل للامر عبر تدوير الزوايا، وعلى ضوء اتصالات الحريري فانه يمكن الحديث عن ولادة الحكومة الذي تمنى فرنجيه ان تذهب الى خواتيم سعيدة وتشكيل الحكومة قبل الاعياد، علما ان فرنجيه تجاهل سؤالا عما ذا كان سيزور قصر بعبدا للقاء العماد ميشال عون.
وبالتالي يبقى السؤال مَن سيتنازل لفرنجيه الرئيس عون أو الرئيس بري او الرئيس الحريري او الدكتور جعجع؟
لكن قناة OTV كشفت بأن ولادة الحكومة يمكن ان تحصل في اي لحظة ولا يمكن لوزير ان يعطل التشكيل خصوصاً ان سلسلة عروض قدمت له.
 الانظار تبقى متجهة الى ما سيقوله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الموضوع الحكومي والمونة على الحلفاء، لكن ليس على حسابهم.
رغم هذه الاجواء فان الحكومة ستتألف قبل الأعياد في ظل توافق الجميع على تقديم التنازلات.

 مصادر المستقبل 

مصادر في تيار المستقبل قالت ان اللقاء بين الحريري وفرنجيه سادته اجواء أفضل مما كانت في السابق وهي ستساعد على الحل في تشكيل الحكومة ولكنها أشارت الى ان الأمر بحاجة للمزيد من الاتصالات ولا سيما مع الرئيس نبيه بري وسيتولى الحريري هذا الامر، وكشفت المصادر ان فرنجيه لم يعلن التخلي عن مطالبه ولا سيما لجهة انه يريد حقيبة من ثلاث: الاتصالات او الاشغال او الطاقة ولكنه أكد ان المبدأ هو اهم من الحقيبة وانه لا يريد احد ان يحجمه او ان يؤدبه.
الاجواء الايجابية كانت بدأت بلقاء وزير الخارجية جبران باسيل بمسؤول لجنة الارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا، وجرى عرض لكل التفاصيل الحكومية، واستتبع اللقاء ببيان ايجابي عن القصر الجمهوري تضمن كلاماً «ابويا» للرئيس عون ودعوة الجميع لزيارة بعبدا وطرح هواجسهم. وكان المقصود في البيان النائب سليمان فرنجيه وثم صدر كلام ايجابي عن الرئيس نبيه بري وامله بتشكيل الحكومة قريبا، ثم جاءت نصيحة النائب وليد جنبلاط للوزير جبران باسيل خلال العشاء بينهما عن تشكيل الحكومة قريباً ودعوته لتدوير الزوايا، ثم جاء كلام الوزير باسيل الايجابي بعد اجتماع تكتل الاصلاح والتغيير ورد عليه بري بكلام ايجابي، وجاء كلام الدكتور سمير جعجع بعد زيارته الاولى للرئيس عون الى قصر بعبدا. يضاف الى ذلك كلام الرئيس المكلف عن مبادرة سيقوم بها ترجمت في زيارة النائب سليمان فرنجيه الى بيت الوسط.
هذه الاجواء الايجابية تشير الى نضوج الطبخة الحكومية الا اذا ظهرت مفاجأة سلبية في الاتصالات الاخيرة وهذا امر مستبعد. واشارت معلومات ان الحكومة ستضم 24 وزيراً ومعظم  الاسماء وردت في المسودة الحكومية التي قدمها الرئيس الحريري للرئيس عون ورفضها، فيما اكدت معلومات اخرى وقريبة من الثنائي الشيعي دعمها لحكومة موسعة من 30 وزيراً تضم القومي وارسلان والبعث والكتائب وسنة 8 اذار وهذا ما يعطي الثنائي الشيعي الثلث الضامن، لكن هذه الامور لم تحسم بعد لكنها ليست عقدة اذا تم حل موضوع فرنجيه.

 زيارة مفتي سوريا الى عون والراعي 

شكلت زيارة مفتي سوريا احمد بدر الدين حسون يرافقه السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الى القصر الجمهوري لتهنئة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون محطة بارزة حيث نقل تحيات الرئيس الاسد للعماد عون وقد شكلت هذه الزيارة دعماً اضافيا سورياً للعهد بعد زيارة ممثل الرئيس الاسد منصور عزام الى القصر الجمهوري، وكان البارز ايضا زيارة المفتي حسون للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وتخلل اللقاء تبادل الهدايا وكلاماً ودياً، وهي اول زيارة لمسؤول سوري الى بكركي منذ الخروج السوري من لبنان.

 قطع مداخل العاصمة اليوم 

الى ذلك يشهد لبنان اليوم اضرابا شاملا لقطاع النقل البري سيؤدي الى قطع شامل لمداخل العاصمة من كل الاتجاهات منذ الساعة السادسة والنصف صباحا، كذلك سيقطع اصحاب الفانات الطرقات الرئيسية في كل لبنان وسيعملون على تعطيل الحياة عبر مسيرات لالاف فانات النقل، علما ان قطاع النقل البري كان تمنى على وزارة التربية تعطيل المدارس والجامعات لان الفانات ستمتنع عن نقل الطلاب بالاضافة الى ان قطع الطرقات لن يسمح للطلاب وللموظفين بالوصول الى أعمالهم. وقد بذلت جهوداً سياسية لالغاء الاضراب لكنها فشلت، علماً ان قطاع النقل يطالب بعودة المعاينة الميكانيكية الى الدولة والغاء التزام الشركة الخاصة، فيما اماكن المعاينة الميكانيكية مقفلة منذ شهر، وقد أكد رئيس قطاع النقل بسام طليس المسؤول في حركة أمل على استمرار الاضراب، فيما تؤكد اوساط التيار الوطني الحر ان الاضراب سياسي بامتياز وهدفه عرقلة المسار الايجابي الذي ساد البلاد بعد انتخاب العماد ميشال عون. وان عملية قطع الطرقات ستعطي صورة سلبية قبل الاعياد وستعطل مصالح المواطنين، وهناك من يصف ما يجري بأنه حرب غير مباشرة بين الرئيس عون والرئيس نبيه بري.