كادت العلاقة بين "التيار الوطني الحرّ" و"حزب الله"، والتي وصفها البعص بالمثالية، تتدهور، وإن كان على مستوى القواعد الشعبية، مما فرض إطلالة لرئيس "التيار" الوزير جبران باسيل للحديث عن أن الثوابت لدى التيار هي العلاقة مع الحزب والمقاومة، كذلك سيفعل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله مساء الجمعة المقبل.
يُحمّل "حزب الله" جزءاً أساسياً للإعلام، أو بالأصح للتسريبات التي يُظهرها البعض على أنها أجواء الحزب، مع العلم أن العلاقات الإعلامية في "حزب الله" عممت سابقاً أن لا شيء في الحزب إسمه مصادر أو أوساط، إذ إنه لن يرسل رسائل سياسية عبر وسائل الإعلام.
يبدو أن الشماعة التي يستخدمها بعض المحللين، عندما يعتبرون أنفسهم ناطقين بإسم الحزب لم تعد تعجب الأخير، إضافة إلى بعض الأحزاب الحليفة التي تنتقد أحزاباً وشخصيات وتطلق مواقف بإسم المقاومة أو دفاعاً عن المقاومة أصبحت تضّر بالحزب، وصورته وتحالفاته..
يظهر باسيل مثلاً، أمام الرأي العام أنه يساهم بإفساد العلاقة بين "التيار" و"الحزب"، وأنه رأس حربة في تفضيل التفاهم مع "القوات" على تفاهم مار مخايل، لكن الواقع الذي تعرفه الحلقة القيادية في التيار أن باسيل مرآة عمه الرئيس، "الثابت الأول بالنسبة إليه التحالف السياسي والإستراتيجي مع "حزب الله"، كذلك يظهر الحزب في الإعلام بإعتباره غاضباً من باسيل وتصرفاته، لكن الواقع يقول أن باسيل بالنسبة إلى الحزب لا يشكل "نقزة" بل هو ضمانة للعلاقة بينهم وبين التيار تماماً كالرئيس عون.
العلاقة بين بعبدا وحارة حريك في أفضل أحوالها، إذ إن الحزب كان على إطلاع كامل على مسار التفاوض بين "التيار" و"القوات"، وكان على علم بالبنود الذي يتضمنها إعلان النوايا، ويتفهم هذا التحالف، كذلك فالرئيس عون على علم بموقف الحزب الكامل بالملف الحكومي ويتفهمه إن كان لضرورات الشارع الشيعي، ام لضرورات التحالف مع رئيس تيار "المردة".
سيتحدث نصر الله الجمعة، ووفق المتوافر من معلومات، فإنه سيتناول العلاقة مع الرئيس عون والوزير باسيل، لينهي بشكل قاطع أي إمكانية لسوء تفاهم بين قواعد الحزبين.
علي منتش - "لبنان 24"