ذكرت صحيفة "السفير" أن ريما كركي أفردت الاثنين 45 دقيقة من برنامجها "للنشر" على قناة "الجديد" لعرض "الردّ الأول" لمي حريري وملحم جونيور على عائلة "الكبير ملحم (بركات)" في ذكرى مرور أربعين يوما على وفاته. بدأت فقرة برنامج "للنشر" بعرض تقرير مقتضب لشرح ملابسات الخلاف بين جونيور (ابن بركات من حريري) وأولاده من زوجته الأولى رندة. يعود بنا التقرير إلى جذور "المعركة"، حين صرخ جونيور في قاعة العزاء وكانت "الجديد" القناة الوحيدة التي التقطت "الحدث" وبثته ضمن نشرتها الاخبارية. يومها، بدا واضحاً أنّ الخلاف العائلي سيخرج إلى العلن، وسيحرص الاعلام على تغذيته والدخول في تفاصيله.
تظهر بعدها كركي في منزل حريري. تبدو الأخيرة متأثرة جداً للوهلة الأولى. "أنا اكتر وحدة حبيته". تبكي، تستأذن كركي والكاميرا. لا يمكنها استكمال الحديث لشدة هول الفاجعة عليها. "ما فيني، حزني كتير كبير". تطلب منها كركي العودة. تقبل بسرعة. تجلس جانباً وتطلب من كركي "تركها". ستبقى صامتة إلى جانب ابنها. الحزن الشديد يمنعها من ذلك، لثوان فقط. إذ كان يكفي سؤال ريما السحري "شو بتحسي" لتنطلق مي. استفاضت، غصت، اقتربت الكاميرا علّها تلتقط دمعة لكنها عادت لتؤكد أنه "في كتير حكي وما رح تحكي". للتذكير، حريري كانت أوّل من كشف عن مرض بركات. أرادت يومها أن تعود إلى الواجهة، فلم تجد أفضل من استغلال مرض بركات. هاجمها هذا الأخير وكذبها فعادت لتسحب أقوالها. لم يكن يريد إطلاع الناس على مرضه. لم تحترم ارادته، تماماً كما ذكراه، وها هي تجد في كركي الملاذ الذي سيجعل منها "حديث البلد" لبضعة أيام، قبل "صعود" خبر جديد.
انتقلت كركي لتسأل جونيور. الدخول في التفاصيل ضروري. من أخذ المفتاح؟ من أقفل المنزل؟ ما هي طبيعة علاقة جونيور بإخوته؟ ما كان مصير البدلة التي طلب بركات دفنه بها؟ من أخذ السيارات؟ ما هو سعر المنزل؟ ما مصير الفرش؟ لم تبخل كركي على المشاهدين بالاسئلة ولم تردع اللوعة مي حريري من الكلام، على الرغم من أنها كررت مراراً أنها "مش قادرة احكي، مخنوقة" وأنها "فقدت الكثير من وزنها" بسبب ما يجري. وساندها الابن. كرر أن هذه الخلافات عائلية وأنه لا شأن "للغريب" بها. "نشر الغسيل" مع والدته ثم قالا للمشاهدين إنهما مستعدان لنسيان ما حصل، باسم الأخوّة.
كان ملفتاً اختفاء حريري في أجزاء من المقابلة. تستقي كركي المعلومات من جونيور. تريد الحصول على جميع السكوبات الممكنة. نسمع صوت حريري في الخلفية. هي موجودة إن "قصّر" جونيور في المعلومات. تختفي ثم تظهر، لنشر المزيد من الفضائح. تريد كركي أن تعرف مصير الميراث. تؤكد حريري أنّ همها الوحيد "احترام الكبير ملحم بركات لا الشهرة". وتستكمل هجومها. ففي الحقيقة، لا يهمّ إن كان الموضوع ملحم بركات. لا يهم إرثه الفني، صورته عند جمهوره، ذكراه عند مماته. الأخبار كثيرة ودسمة وستحظى باهتمام الرأي العام. تستكمل كركي الفقرة في الاستوديو مع محامي حريري لتعود وتتلقى اتصالاً مباشراً أوضحت فيه حريري أنها "عم ترجف" بسبب جو معلوف، فهاجمته ودافعت عن عائلة بركات. الأعداء كثر وكركي تثق بحريري وبابنها "المهذب والواضحة تربايته". أن تتذكر كركي بركات بحلقة تكريمية أو بعمل غنائي أمر مضجر للحريصين على الرايتينغ. المهم في النهاية تحقيق نسبة مشاهدة عالية والمنافس على الضفة الأخرى لديه الكثير في جعبته أيضاً.
المنافس في هذه الحالة هو جو معلوف في برنامجه "هوا الحرية" على شاشة "ال بي سي آي". معلوف الذي كرّم بركات في حلقة وداعية نالت أصداء ايجابية، قرر الدخول على خط الخلافات. أوضح أنه "ملزم" بالردّ على كلّ من قرر "توسيخ إرث ابو مجد". هاجم معلوف الجميع لأنهم قرروا اللجوء إلى الاعلام وتشويه صورة بركات واستثنى ابنته لأنه "متأكد بأنها تحبّه". بدأ بمي حريري وملحم جونيور. عاد إلى تفاصيل في المستشفى وخلال العزاء وهدد بنشر اتصالات بينه وبين حريري. ثم انتقل إلى عائلة بركات، زوجته وولديه والشاعر نزار فرنسيس. أطلع المشاهدين على ما فعلته العائلة بجونيور وبممتلكات بركات. الخلافات جميعها على قباحتها خرجت إلى العلن. لم يدرك معلوف أنه ساهم بنشر المزيد من "الوساخة". وعد معلوف بأنها ستكون المرة الأخيرة التي يتناول فيها هذا الموضوع. كان الأجدى تفادي السقوط في لعبة العائلة والباحثين عن الشهرة والمنفعة، احتراماً لذكرى بركات. فالخلافات تحلّ بين أفراد العائلة أو في القضاء، لا على الشاشات المتلهفة دائماً لمحاكمة الناس.
في ختام كلّ من الفقرتين، أكد جونيور مع كركي أنه "لو بيي بعده عايش كان دعوسنا كلنا". فيما توّجه معلوف إلى عائلة بركات قائلاً "لو ملحم بركات بيصرله يقوم من القبر خمس دقايق، فكروا بس شو كان عمل بكل واحد فيكن". تجاه هذا الحرص الكبير على ذكرى بركات، يحضر هنا سؤال إضافي: "لماذا لجأتم إلى الإعلام اذاً لنشر كل هذه الفضائح؟"