على الرغم من أنها تعتبر الفترة الأحب على قلوب الأطفال، الا ان فئة كبيرة منهم لا تجد في الاعياد مصدراً للسعادة والفرح والمرح. ويتساءل الأهل عن الأسباب التي تدفع بأولادهم الى التقوقع وعدم تلقف أي مبادرة ايجابية يقومون بها لأجلهم، كشراء الهدايا او اصطحابهم في رحلاتٍ ترفيهية. لا بد كخطوةٍ أولى من التحري عن الأسباب التي تجعلهم يكرهون المناسبات السعيدة، والتي تتلخّص بالآتي:
- ذكرى مؤلمة حدثت في هذه الفترة من السنة: قد يتذكّر الولد حادثة ما أثرت به في هذه الفترة من السنة رغم اغفال الأهل لاهميتها او عدم علمهم بمدى تأثيرها عليه. وربما تترجم هذه الحادثة بموقف سلبي او شجار او عقاب عايشه الطفل سابقاً، لكن ارتداداته لا تزال تلاحقه حتى اليوم. تعتبر هذه المسألة دقيقة، خصوصاً في حال كان يتمتع الولد بطباعٍ مرهفة وحساسة او انه شعر بالخجل في حضرة أصدقائه او اقاربه. مسؤولية الاهل في هذا الاطار تتمثّل في ادراك مدى أهمية اللحظات السعيدة ومناسبات الاعياد بالنسبة للاولاد، ومحاولة التغاضي عن الأخطاء او السلوكات السيئة التي قد يرتكبونها بعفوية، واعادة تصويبها بعد انقضاء هذه الفترة. اجتمعوا بهم في جلسة حوارية مبنية على المصارحة، واطلعوهم على أخطائهم، ووجّهوهم حول كيفية التصرف المثلى في مواقف كهذه.
- الأجواء العائلية لا تحبّذ الاحتفالات: من الصعب أن ينشأ الطفل في ظلّ أجواءٍ عائلية لا تحبّذ المرح، وبغلب على يومياتها الطابع الجدي الروتيني والبعيد عن الهزل. هذا ما يجعل الأولاد يتأثرون تلقائياً بطبائع أفراد أسرتهم، ويعتادون نمط عيشٍ واحداً. حاولوا تنظيم اوقاتكم والاستغناء عن المألوف. فبدل ان تقضوا فترة الأعياد سنوياً في المنزل، حاولوا التحضير لمشروع رحلة خارج البلاد، فاجئوا أولادكم بها. ذلك ما يعيد توثيق الروابط العائلية ويطرد الذبذبات السلبية التي تحيط بالأسرة. وفي حال لم تسمح الظروف المادية بذلك، حاولوا قضاء عدّة ايام بصحبة وضيافة اصدقائكم او اقربائكم. المهم أن لا تكونوا لدى الأولاد فكرة مفادها ان المنزل هو المكان الوحيد للاحتفال بالمناسبات السنوية.
- الوحدة: يكره الولد العيد في حال لم يستطع تكوين صداقات او توثيق علاقاته بزملائه في المدرسة او جيرانه في الحي السكني او اولاد اقربائه. كونوا جزءاً من الحلّ، وحاولوا التوسط لصالح اكتسابه اصدقاء جدداً. استعينوا بأصدقائكم، ونظموا دعوات او مشاريع ترفيهية تجمع بين اولادكم واولادهم. وفي حال تعذّر امكان تقريب وجهات النظر بين الطرفين، كونوا انتم اصدقاء اولادكم الحقيقيين وبثّوا في نفوسهم مشاعر الفرح والايجابية من خلال مشاركتهم نشاطات ترفيهية او تنظيم احتفالية متواضعة في المنزل ودعوتهم للرقص بدلاً من الاكتفاء بإحضار الهدايا التي قد لا تكفي وحدها لكسر احساس الوحدة لدى الأطفال. كما لا بد من محاورتهم ومناقشتهم حول معنى العيد واهميته ورمزيته الدينية والمجتمعية الخاصة.