في "الجديد" كما في "أل بي سي آي" سابقاً، رسالة وتعليق. الدمى تنطق بالمشهد السياسي وتقرأه برؤية شربل خليل. أُضيفت إلى نشرة المساء سخرية السياسة على لسان صنّاعها. "دمى قراطية"، حدث اليوم المُضحِك.
يتطلّب المشهد مراقبة ومتابعة وبُعد نظر. إن قدَّم خليل الحدث بحرفيته، من دون أنفاس ساخرة ولمسات حادّة، لما تميّزت دُماه ولاقت مَن ينتظرها. دور الدمى أقرب إلى كوميدي - ساخر منه إلى نقدي. لقطات ولطشات، وأسهم معظم الوقت. ما هي "صلاة الاستسباسيل"؟ هي ما يكاد يشبه صلاة الاستسقاء، لكن في السياسة وحكّامها والقابضين عليها. صلاة ترجو عودة جبران باسيل من أسفار الخارج، ليستبشر المستبشرون إمكان ولادة الحكومة. خليل يحرّك الدمى في كلّ اتجاه. من بعبدا إلى عين التينة و"بيت الوسط" والكرملين والبيت الأبيض. وإن غضب بوتين واتصل بمحمد رعد لتلقين عناصر "حزب الله" جنوده شعارات دينية، كان استنكار القيصر: "عليهم تلقين جنودنا "الله، نصرالله، والضاحية كلها"، و"تا را را تاتا جنرال". ثم تحوم عصافير فقدان الصواب فوق رأس رعد.
البداية مع "العوافة"، والنهاية مع "تِك تاك". وبين البداية والنهاية قد يشطح خليل في لعبة الكوميديا، فيقدّم عقاب صقر مُتحدّثاً بالتركية، والرئيس الحريري مُترجماً: "ما بنترك عون وما بنرضى بدالو"، وفق ما ورد على لسان المُترجِم.
تتفاوت لمعة اللقطة ووهج اللطشة، وقلّما يمرّ تعليق سطحيّ. "دمى قراطية" يقرأ ببُعد، رغم نزعة الأهواء في كل نفس. قوّته التلاعب بالكلمات لبناء موقف ساخر، يبدو في أحيان قابلاً للتصديق. وقوّته في ما لا يقوله فيُبقيه للتأويل والظنّ. ماذا يحدث إن عُيِّن الياس بوصعب وزيراً للدفاع؟ "سيُنهي تلامذة لبنان صفّ الثانوي ويلتحقون فوراً بصفوف الجيش". على "الطرطوشة" أن تطال الجميع ولا تقصّر مع طرف. لافت أمران: دمية الحريري بـ"السكسوكة" حيناً وباللحية حيناً آخر، ولقطة "البلاك فرايداي" حيث الكذبة الكبرى: خفض الطلب على حقائب الوزارة.