ردت دولة الإمارات بطريقتها على تصريحات مسؤولين إيرانيين حول سيطرة إيران بالكامل على مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر عبره 90% من نفط دول الخليج المصدر للخارج.
الرد جاء على لسان الشيخ حمد بن محمد الشرقي، حاكم إمارة الفجيرة، في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي قال إن "التهديد بإغلاق مضيق هرمز، أصبح من الماضي ولا نكترث به كثيرا" .
جاء هذا في حوار مع وكالة الأنباء الإماراتية، الأحد، وذلك بعد 4 أيام من تصريح مسؤول عسكري إيراني، بأن بلاده تسيطر بشكل كامل على مضيق "هرمز".
وفي رده على سؤال حول طرح أن تكون الفجيرة (الإمارة الوحيدة بدولة الإمارات التي تطل على بحر عمان) بديلا لمضيق هرمز، كمسار آمن لمصادرات النفط الإماراتية والخليجية، قال الشرقي: "عندما يقترحون نحن نخطط، وعندما يتحدث العالم نحن نعمل، وعندما يختلفون نحن نتفق ضمن أجندة وطنية".
وأضاف: "كان لدى الإمارات ما ترد به عمليا عبر إعلانها عن منجز استراتيجي أصبح موجودا، ويتمثل في خط أنابيب اكتمل إنشاؤه منطلقا من حقول حبشان في إمارة أبوظبي إلى الفجيرة، ليصب في مينائها المتطور مباشرة إلى الناقلات، ما ينفي الحاجة إلى مرور النفط الإماراتي بمضيق هرمز".
وتابع أن "خط أنابيب النفط الذي دخل الخدمة، مؤخرا، وأصبح جاهزا لنقل نحو 70 بالمائة من إنتاج الإمارات النفطي للأسواق العالمية، تبدو فكرة ممنهجة وعملية للغاية على المدى الآني والبعيد، ما يعني أن التهديد بإغلاق مضيق هرمز أصبح من الماضي ولا نكترث به كثيرا".
وأردف: "يشرفنا أن نكون جزءا من الحل لأي معضلة في المنطقة والعالم، وهذا فخر للإمارات أن نكون جاهزين ومستعدين لمساعدة الجار والصديق في أي أزمة تلوح بالأفق" .
وحول ما إذا كانت هذه التصريحات بمنزلة دعوة لدول الخليج لتصدير نفطها عبر ميناء الفجيرة، قال الشرقي: "نحن نعمل مع الأشقاء في دول الخليج لما فيه مصلحة شعوبنا".
وأضاف: "لا أستبعد أن تفكر دول الخليج في مشروع أنبوب خليجي للنفط، وفي هذه الحالة سيكون المشروع استراتيجيا وله مزايا فنية وتشغيلية، ولا يخدم منطقة دون أخرى ولكنه يخدم دول الخليج ككل".
وأعرب عن أمله أن يستوعب خط الأنابيب الإماراتي نفط الخليج الذي يتم تصديره بشكل كامل، مشيرا إلى أن فكرة بناء خط أنابيب يشمل دول الخليج بكاملها، يدعمه محفزات واقعية من الناحيتين الاقتصادية والأمنية، على اعتبار أن هذه الدول من الكويت إلى الفجيرة ليس كبيرا، فهو يقدر بـ 1480 كيلو مترا فقط.
وخط أنابيب "حبشان- الفجيرة"، تم تدشينه عام 2012، ويبلغ طوله 370 كلم، وقدرت كلفته بـ4.2 مليارات دولار، فيما تبلغ سعته 1.5 مليون برميل يوميا، وقد تصل هذه الكميات إلى نحو 1.8 مليون برميل يوميا.
والخميس الماضي، نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن مسؤول البحث عن المفقودين في الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد باقر زادة، قوله إن "مضيق هرمز والخليج منطقة استراتيجية، وإيران تبسط سيطرتها على هذه المنطقة بشكل كامل"، مشددا على ضرورة أن تبقى هذه الحالة.
وسبق أن هدّدت إيران- أكثر من مرة- بإغلاق مضيق هرمز (الذي تمر من خلاله 40 في المئة من صادرات النفط في العالم، وتصدر دول الخليج نحو 90% من نفطها عن طريقه) إذا تعرض أمنها للتهديد.