طالت السهرة الأولى إلى ما بعد منتصف الليل وحلول النعاس والتذمّر. لا بأس، التحمُّل هنا وارد. انطلاقة "رقص النجوم" بموسم جديد، تحمل طاقة إلى الشاشة، وبهجة. الأحد ليلُ الراقصين، والتشاتشا والسالسا. تمايل الأجساد، وخَبْط الأقدام على المسرح. الرقص لحظات عظيمة.
لا جديد في القول إنّ البرنامج ("أم تي في")، بسَّط مفهوم الرقص وأسقط الكليشيهات الأخلاقية المتعلّقة ببُعده، ولا ضير بتكرار المؤكّد. نوَّع الموسم بمشتركيه، آملاً بجذبٍ أوسع، فأضعف حضور البعض حماسة المنافسة، حاصراً إياها بما لا يزيد على أسماء خمسة. نفضّل حداً أدنى من تقنيات الرقص وشغفه في الأعماق، فلا تكون النتيجة أداء آلياً لا حسّ فيه ولا خبر، وفي هذه الحال "يا خبر"، كما يستنكر أهل مصر.
باسم كريستو مخرج المواسم، لافتٌ بلمساته في الموسم الرابع. البرنامج صورة مُتقنة ورسالة تسلية راقية. مادونا ظاهرة من تواضع التجربة وفرح العمر، رفيق علي أحمد هيبة رجل مسرح، فاليري أبو شقرا فراشة ضاحكة، مارك حاتم توقٌ إلى المرتبة الأولى، وبديع أبو شقرا الرقم واحد. الباقون معظمهم خطوات مثقلة، ينفّذون رقصة تدرّبوا عليها، في أحيان، مثل روبوت.
أُضيف "النصف" إلى علامات اللجنة، وبدل الـ"5" متجهّمة من ربيع نحاس، راح يرفع الـ"5.5". الحكّام الأربعة في كلّ موسم، يُسدون النصيحة تقنياً وجمالياً، يُصوّبون الشطط، ويضبطون الغرور. لا يزال وسام بريدي يترجم بإيجاز تعليقات دارين بنت، فيما نحاس وميرا سماحة ومازن كيوان لا يعوزون مَن يترجم ولا مَن يستفيض أو يوجز.
إلى بريدي، تُشكّل كارلا حداد، هذا الموسم، حضوراً لافتاً. دعكَ من مزحة اللهجات وبعض التعليقات الخارجة عن النصّ. قلناها ونعيدها، لا تنم بين القبور ولا تُبصر أحلاماً موحِشة. مقدّمان أثبتا أنّ الكيمياء بينهما جسرٌ إلى القلب والتفاهم يُقلل احتمال الخطأ. مبالغات النصّ تثير الضحك ("التصويت ممكن يعمل يلّي ما بينعمل")، الأذكى إقناع المُشاهد بالتصويت بابتكار مصطلحات أخرى.