أظهر العلم منذ فترة طويلة أن النساء هن الأفضل في أداء المهام المتعددة، ووفقاً لدراسة جديدة فإن ذلك كله يرجع إلى حقيقة أن الرجال يحتاجون إلى استخدام أجزاء أكثر من دماغهم بالإضافة إلى حاجتهم لطاقة أكبر من أجل تحويل انتباههم من أمر إلى آخر.
وبغض النظر عن الجنس فإن تحويل الانتباه من مهمة إلى أخرى يتطلب دائماً تنشيط أجزاء معينة من العقل، وذلك بحسب صحيفة Daily Mail البريطانية.
إذ إن جميع البشر ينشطون ثلاث مناطق من العقل في الوقت نفسه (المناطق قبل الجبهية الظهرانية، والفُصَيص الجِدارِي، السُّفلي بالإضافة إلى التَّلْفيف القَذالي السُّفْلي) إلا أن عقل النساء يتطلب طاقة أقل عند التحول من مهمة لأخرى مقارناً بالرجال.
إذ يقول مختبر اللغويات العصبية بإدارة الصحة والسلامة (HSE)، أن الرجال لا يستخدمون طاقة أكبر في المناطق قبل الجبهية الظهرانية فقط، بل يحتاجون كذلك لمساعدة المناطق الحركية والجزيرية، وهو ما لا تحتاجه النساء، وهذا يعني أن عملية التحول من مهمة إلى أخرى أبطأ عند الرجال مقارنة بالنساء.
إلا أن معظم النساء لا يصلن هذه الدرجة من التعقيد إلا عندما يصلن للخمسينيات من العمر، بينما تمثل هذه الصعوبة واقع الأمر بالنسبة للرجال على مدار حياتهم.
فيما قال الباحث الرئيسي في الدراسة سفيتلانا كبسوفا: "النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن النساء ربما يجدن أن تحويل الانتباه إلى شيء آخر أمر سهل مقارنة بالرجال، كما أن عقولهن لا تحتاج لتعبئة موارد إضافية لفعل ذلك، في حين يتطلب الأمر العكس لدى الرجال".
حيث تضمنت التجربة 140 متطوعاً من الأصحاء، من بينهم 69 رجلاً و 71 امرأة تتراوح أعمارهن بين 20 و 65 عاماً. وطُلب من المتطوعين أن يؤدوا مهام متنوعة.
وفي إحدى التجارب التي استُخدم فيها التصوير بالرنين المغناطيسي، تم إعطاء المتطوعين اختباراً لتصنيف بعض المواد وفقاً للشكل (مستدير أو مربع) وللعدد (واحد أو اثنين). كما تسلم المتطوعون كذلك اختبارات نفسية عصبية بما في ذلك اختبار يدعى Trail Making Test وهو يختبر قدرة الشخص على تحويل الانتباه، بالإضافة إلى اختبار آخر للذاكرة.
فيما كانت الاختلافات التي وجدت أكثر وضوحاً بين الرجال والنساء الأصغر سناً - الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 45، ومع تقدم العمر، احتاج كل من الرجال والنساء لزيادة قدر الطاقة المستخدمة وكذلك زيادة عدد المناطق التي تستخدم في الدماغ.
وقال الباحثون إن هذا الحفاظ على الطاقة لدى النساء من المرجح أن يساعدهن كثيراً في تجاوز ضغوط كبيرة أو في المواقف الحرجة التي تتطلب تحويل الاهتمام، ومع ذلك، لا يبدو أن بإمكانهم تقديم تفسير لفكرة وجود هذا الاختلاف في حد ذاته.
( دايلي مايل-هافينغتون بوست)