خلف ستار التكتم السياسي الطاغي على المسرح الحكومي، تضجّ كواليس التأليف باتصالات ومشاورات متقاطعة بين مختلف الأفرقاء بغية تعبيد الطريق أمام انطلاقة آمنة وسريعة لحكومة العهد التي يستكمل الرئيس المكلف سعد الحريري رسم معالمها الائتلافية المرتقبة بما يتيح استنهاض الدولة مؤسساتياً وإنتاجياً وإعداد العدّة تشريعياً وتنفيذياً لبلوغ محطة الاستحقاق النيابي. ومع عودة «المفاوض الرئاسي» الوزير جبران باسيل إلى بيروت، أعاد القصر الجمهوري خلال الساعات الأخيرة تفعيل قنوات اتصالاته للمساهمة رئاسياً وسياسياً في تذليل آخر عقبات التأليف التي لا تزال تستأخر انطلاقة العهد العوني، سيما وأنّ مصادر قصر بعبدا أكدت لـ»المستقبل» استئناف المساعي وتكثيف الجهود أمس مع كل الأطراف المعنية في سبيل حلحلة الإشكالية المتعلقة بالحقيبة الوزارية

التي يُطالب بها رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية.

وإذ شددت على أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يحرص على وقف هدر الوقت واستنزاف آمال اللبنانيين بالعهد الجديد، آثرت مصادر بعبدا عدم الخوض في ما يُثار عن تحديد سقف زمني لولادة الحكومة مكتفيةً بالقول: «فخامة الرئيس يهمّه أن تبصر الحكومة النور في أسرع وقت من دون مزيد من التأخير». ورداً على سؤال، لفتت المصادر إلى أنّ رئيس الجمهورية لن يألو جهداً في المساهمة بعملية حلحلة العقد الحكومية، كاشفةً في هذا المجال أنّ «المساعي الرئاسية استؤنفت بزخم خلال الساعات الأخيرة وهناك جهود كبيرة تُبذل مع «حزب الله» و»حركة أمل» و»تيار المردة» في محاولة للتوصل إلى صيغة بديلة مُرضية لمسألة إصرار النائب فرنجية على نيل «المردة» إما حقيبة الاتصالات أو الطاقة أو الأشغال في التشكيلة الوزارية»، مع إشارتها في الوقت عينه إلى أنّ الجهود المبذولة لم تصل بعد إلى أي نتيجة حاسمة لكنّ عملية «الأخذ والرد» ما زالت مستمرة ومن المُفترض أن تتبلور نتائجها خلال الساعات المقبلة.

«بربارة» تنحسر غداً

في الأحوال الجوية، وبين ثلوج تتراكم تباعاً في أعالي الجبال فتقطع طرقاً وتنشر الصقيع، وأمطار غزيرة تحوّلت إلى سيول جارفة في بعض السهول وفيضانات في المدن والعاصمة حيث غمرت المياه بعض الطرق نتيجة عجز أقنية الصرف عن استيعابها، يبقى لبنان ولليوم الثاني على التوالي تحت تأثير العاصفة «بربارة« التي تحافظ على زخمها اليوم فتحمل الثلوج إلى ارتفاع 1500 متر، مع انخفاض إضافي في درجات الحرارة.

وفي حين خلّفت العاصفة بعض الأضرار في المزروعات وأغرقت السيول خيم النازحين في بعض المناطق وتوقفت حركة الملاحة البحرية في مرفأ صيدا بسبب ارتفاع الموج واشتداد الريح، توقعت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية انحسار المنخفض الجوي صبيحة الغد لتبدأ درجات الحرارة بالارتفاع، وسط التحذير في الوقت عينه من أن سماكة الثلوج على الطرق الجردية ستتزايد نظراً إلى استمرار العاصفة على وتيرتها اليوم مسجلةً درجات حرارة منخفضة تلامس 5 درجات فوق الجبال و8 درجات في الداخل.