بينما تطْبق قوات النظام السوري وحلفاؤها على شرقي حلب، حيث أهم معقل للمعارضة السورية، يتهيأ النظام لتكرار ذات السيناريو في ريف دمشق، بحسب صحيفة "الديلي بيست" الأميركية.
وصعدت روسيا من غاراتها على حلب، في وقت دفع النظام بالمليشيات العراقية والإيرانية إلى المدينة، كل ذلك على ما يبدو سيكون تمهيداً للدخول في جولة أخرى من المعارك في مناطق ريف دمشق، التي ما زال جزء منها تحت سيطرة المعارضة السورية المسلحة.
ومع تركيز الإعلام على ما يجري في حلب، يبدو النظام يعد العدة للدخول إلى مناطق ريف دمشق عبر سلسلة من الإجراءات التي يمكن أن تمهد للنظام استعادة تلك المناطق.
لا أحد من المسؤولين يرجح أن تتمكن إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، باراك أوباما، من فعل شيء خلال الفترة المتبقية لها، وهو ما خلق شعوراً بالإحباط لدى العديد من الفصائل السورية المدعومة من قبل واشنطن.
حملة النظام السوري لاستعادة مناطق في ريف دمشق بدأت بهدوء، مستغلة الضجيج الإعلامي حول حلب، فقد نجح النظام خلال اليومين الماضيين في استعادة مدينة التل الواقعة شمالي دمشق، بعد وصوله إلى اتفاق لإخلاء المدينة.
فبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تم إجلاء 1400 مدني، بالإضافة إلى 1450 من المعارضة المسلحة، عبر 42 حافلة حكومية و25 سيارة إسعاف مليئة بالسكان المصابين، وذلك ضمن صفقة مع النظام.
في الغوطة شرقي دمشق، التي ضربت بغاز "السارين" من قبل النظام عام 2013، شهدت هي أيضاً خلال الأيام الماضية ضربات جوية استهدفت المناطق السكنية والمدارس.
ويستعين النظام في حملاته العسكرية على حلب ومناطق ريف دمشق بحلفائه الروس والإيرانيين، وبات يعتمد عليهم اعتماداً كبيراً جداً، حيث أرسلت إيران تعزيزات إلى حلب، في حين لم يقدم النظام على إرسال أي تعزيزات من قواته إلى هناك.
وحتى تعيد قوات النظام السوري سيطرتها وانتشارها على مناطق ريف دمشق، فإنها تسعى أولاً أن تحكم السيطرة على حلب التي سيكون لسقوطها بيد النظام أثر كبير على سير المعارك الجارية في سوريا، بحسب الصحيفة.
مراقبون يرجحون أنه وبعد الانتهاء من السيطرة على حلب، فإن "الميليشيات" الإيرانية هي من سيتحرك إلى مناطق ريف دمشق لاستعادتها مرة أخرى من قبضة المعارضة، وربما كان انشغال تلك المليشيات بمعارك حلب سبباً في تأخر استعادة مناطق ريف دمشق.
وما زال ثلث مناطق شرقي حلب بيد المعارضة السورية المسلحة، رغم الهجوم الدامي الذي تشنه طائرات النظام والطائرات الروسية بالإضافة إلى الميليشيات الإيرانية والعراقية، حيث تعتبر مناطق شرقي حلب حجر الزاوية بالنسبة للمعارضة السورية؛ ومن ثم فإن معركتها ستكون ذات تأثيرات كبيرة، سواء على المعارضة أو على النظام.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن أكثر من 10 آلاف مدني فروا من شرقي حلب منذ بدء الحملة العسكرية للنظام السوري على المدينة، في وقت يقدر فيه مسؤولون عدد من بقي من المدنيين في حلب، بأنه يتجاوز الـ 250 ألف مدني.
(الخليج اونلاين)