بعد توافق سعودي إيراني خلال اجتماع الدول المصدرة للنفط (أوبيك) ارتفعت أسعار النفط إلى 10 في المائة بعد هبوط استمرّ منذ عامين.
كما أنّ هذا الاتفاق على خفض إنتاج النفط بحجم مليون ومائتين برميلًا هو الأول بعد ثمانية أعوام. وتنازلت المملكة عن شروطها المسبقة وأهمها مشاركة إيران في مشروع خفض الإنتاج وقبلت بإعفاء إيران بل وزيادتها الإنتاج بحجم 90 ألف برميلا.
يتم اتخاذ هذا القرار بعد هبوط أسعار النفط إلى 50 في المائة لتصل إلى 40 دولارا لبرميل واحد بينما في عام 2014 كانت أكثر من 80 دولارا.
وبالرغم من أن هناك خبراء يعتقدون أنّ إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري ساهم في هبوط أسعار النفط الخام إلا أن المملكة السعودية دور بارز فيه كما أن رفع الحظر عن إيران بعد دخول الإنفاق النووي حيّز التنفيذ وعودة إيران إلى نادي الدول المصدرة له دور في تدنّي الأسعار.
ولكن المشكلة لم تكمن في عودة إيران بل كانت في زيادة السعودية من إنتاجها بعد عودة إيران، بينما كان المتوقع أن يُفسح مجال لإيران حتى تستعيد مكانها وتسترد زبائنها ولكن في ظل ارتفاع مستوى الإنتاج في المملكة لاقى سوق النفط فائضًا هائلا دفَع الأسعار نحو الهبوط.
وعندما تجاهل وزير النفط السعودي السابق علي النعيمي قبل عامين موضوع استئناف إيران تصدير النفط الخام وسخر من الصحافي الذي سأله حول تداعيات عودة إيران إلى الدول المصدّرة، ربما لم يكن يتصوّر بأن المعركة التي يفتحها سوف تحرق الجميع بنار وقودها الفائض من الخام.
وخلال عامين ماضيين من الهبوط المستمر لأسعار الخام تبين أنّ إيران ليست هي الخاسر الوحيد بسقوط أسعار النفط وإنما السقف سقط على الجميع بما فيهم المملكة العربية السعودية نفسها.
وخلال هذين العامين نجحت إيران في زيادة مستوى إنتاجها من النفط إلى أكثر مما كان عليه قبل فرض العقوبات عليها وبموازات ذلك جرى تنافس إيراني سعودي لخفض الأسعار، بغية خطف الزبائن أو بتعبير آخر جرت حرب أو صراع على الزبائن.
هذا ولم يكن الهدف من تلك الحرب النفطية ازدياد العوائد النفطية حيث ان هبوط الاسعار والحسومات لم تتح مجالا له بل إن الهدف من تلك الحرب كان إيذاء الطرف الآخر وإخراجه من دائرة التنافس.
تبين بعد تلك الفترة الطويلة أن عملية الانتحارية النفطية ليست طريقة عقلانية في الوصول إلى الاهداف.
وأنّ إيقاع الضرر إلى الطرف الآخر في هذا المجال يرافقه التضرر.
حبذا لو يُعمّم هذا الاتفاق الإيراني السعودي على الملفات الأخرى في المنطقة لإخراج البلدان العربية الإسلامية من حرائق ناتجة عن الصراع بينهما.