منذ 20 يوما وصل الى السيد جميل (إسم مستعار لأن صاحب العلاقة طلب الا يذكر إسمه الحقيقي) رسالة من شخص سوري عبر رقم تركي يعود لشخص اسمه عبدالله يبدأ بـ+9053197.. وقد عرف السوري عن نفسه بأن إسمه هو عبدالله وكان يعمل لدى أهل جميل في الماضي في الجنوب عندما كان منذ سنوات في لبنان.
وقال عبدالله لجميل انه ذهب الى تركيا هربا من سوريا وهو اصبح في منطقة أورفا التركية مع أهله، وقال انه اثناء حفره في تدمر لإقامة موقدة عثر على جرة فيها 2500 ليرة ذهب وهو هربها الى تركيا عبر والدته وشقيقته، وهو يريد بيعها. وقد طلب جميل صورا للذهب وحصل عليها وقد طلب منه قطع ليرة الى قسمين فقام عبدالله بالأمر، وعندها تأكد جميل ان القضية صحيحة وان الذهب حقيقي وموجود فعلا. وتبين في وقت لاحق ان صورة الجرة كاملة موجودة على "غوغل" منذ زمن ولكن بقية الصور صحيحة وحقيقية (الصور مرفقة).
وقال عبدالله لجميل ايضا انه يريد مبلغا مقابل هذه الليرات كلها، وتبين ان ثمنها قد يصل الى اكثر من 700 الف دولار اميركي، وتم عرض مبلغ 20 ألف دولار على عبدالله وهو قبل به، وتم الاتفاق على التلاقي في منطقة أورفا التركيةأحاديث مطولة فيها براهين ومغريات كثيرة وفي فيديوهات للذهب واخبار عن الكمية والنوعية، وقد كان الشرط ان يأتي عبدالله الى الفندق الذي سينزل فيه جميل واصدقائه ومعه الذهب على دفعات ويأخذ المال على دفعات لكي يتم فحص الليرات والتأكد من أنها أصلية.
على الفور حجز جميل مع شابين لبنانيين بطاقات السفر واتجهوا الى اسطنبول التي وصلوا اليها في 25 تشرين الأول عند التاسعة ليلا، وطائرتهم التالية الى أورفا كانت عند الساعة الثالثة صباحا، وعند الساعة التاسعة اتصل جميل بعبدالله الذي قال انه لا يستطيع الحضور الى الفندق لأن هناك اجراءات تفتيش على مدخله، وهو يفضل ان يذهب احد الشبان معه الى منزله لفحص الذهب وتسلمه ودفع المال، فرد عليه جميل بأنه مع الشابين لن يخرجوا من الفندق. وتم الاتفاق بأن يلاقيه جميل امام الفندق وان يفحص الذهب وان يأخذه ويحضر المال.
وعندها شعر جميل بأن شيئ ما يحصل، فهو كان جندي في الجيش وفي المخابرات ولديه خبرة في أمور كهذه، وهو شعر بالخطر في الميدان فور تجمع نحو 4 رجال على جهتي الطريق، وتفاجأ جميل بأن الصورة التي ارسلها عبدالله لكي يجري التعرف عليه هي غير شكله الحقيقي وعرفه من صوته لانه تواصل مع كثيرا عبر الهاتف. كما اقتربت سيارة منهما وكان الى جانب عبدالله سيدتين.
وكان جميل على الخط مع الشابين اللبنانيين في الغرفة على رقم تركي اشتراه، فقال له عبدالله ان عليه التوجه معه الى المكان الذي فيه الذهب، فحصل الخلاف بينهما وانسحب جميل نحو داخل الفندق الى غرفته، ولم يتبعه عبدالله ومرافقيه لان هناك أمن امام الفندق. وبعد الظهر كان على جميل والشابين مغادرة الفندق نحو المطار للعودة الى اسطنبول، وتبين له ان هؤلاء الشبان لا يزالون تحت الفندق. فطلب جميل من أمن الفندق تأمين سيارة له مع أمن الى المطار، وقد واكبت الشبان اللبنانيين سيارة أمن خاص الى المطار وانتقلوا الى اسطنبول.
وبعد وصولهم الى اسطنبول بدأ عبدالله السوري بإرسال تسجيلات صوتية على واتساب الخاص بجميل على الرقم التركي الذي اشتراه يتهمه بأنه إرهابي وإنه ينتمي الى حزب الله، بالرغم من أن جميل ليس شيعيا ولا دخل له بالحزب، كما اتهمه بأنه أتى لتنفيذ تفجيرات ارهابية في تركيا.
يوم الأحد صباحا تمكن شابان من اللبنانيين من حجز تذكرتي سفر والعودة الى لبنان، ولكن جميل لم يجد حجزا على طائرة فبقي في فندق في شارع الإستقلال في اسطنبول، وفي اليوم ذاته عند التاسعة ليلا وصلت قوة من الشرطة التركية وداهمت غرفته وفتشتها وطلبت منه فتح الخزنة ورأت انه يحمل مبلغا من المال وتم اقفال الخزنة، وأوقفته واقتادته الى احد المراكز، ويقول جميل ان الشرطة علمت مكانه من اسمه ومن حجوزات الفنادق ومن عبدالله الذي قال لهم انه ارهابي.
جميل لا يجيد اللغة الانكليزية، ولكنه كان يفهم بعض الكلمات بأنه terroristأي "إرهابي" الى حين استقدام مترجم له، وكان معه في الغرفة المحقق وشخص يقوم بتدوين ما يقال، ورجلا أمن مقنعان، وقال له المترجم انه فرد من خلية لحزب الله اتوا الى تركيا للقيام بتفجيرات مع المعارضة في مدينة أورفا، وطلب منه تفسير ما فعلوه في أورفا لمدة ساعات وعادوا الى اسطنبول والبقية غادروا الى لبنان.
فأطلع جميل الشرطة على كل ما حصل معه واطلعهم على الرسائل عبر واتساب واخبرهم كل ما حصل معه وعن قصة الذهب والخدعة الكبيرة، ولدى اكتشاف ما حصل تم فك رباط يدي جميل، والمترجم قال له ان الامور جيدة، وطالب جميل اكثر من مرة الاتصال بالسفارة اللبنانية في تركيا من دون القيام بذلك. والمترجم روى كل شيئ للشرطة وتم اتخاذ قرار الافراج عنه شرط ان يدفع مبلغاً بشكل سري، فوافق جميل على الدفع، فتم تكريمه وطلب الشاي له، ودفع من ماله النقدي الذي كان يريد شراء الذهب به مبلغ 15000 دولار اميركي.
جميل ذهب الى الفندق وفور وصوله اتصل به رجل تركي يتحدث اللغة العربية من رقم لا يظهر، وقال له انه لم يأخذ منه المال من الذهب فأخذ المال بطريقة أخرى.
قصة غريبة عجيبة لا تحصل سوى في الافلام والأحلام حصلت فعلا مع شبان لبنانيون وهي ليست المرة الاولى التي يقع فيها شبان لبنانيين ضحية لعبدالله السوري بائع الذهب، وجميل غادر الى المطار وانتظر لساعات حتى تمكن من حجز تذكرة ليعود الى لبنان، جميل اليوم موجود في لبنان وتواصل مع الامن العام اللبناني وهو بانتظار اعادة التواصل معه، وهو اتصل بموقعنا وارسل لنا عشرات الفيديوهات والصور والتسجيلات الصوتية والمحادثات عبر تطبيق الواتساب التي تثبت مع حصل معه. وهذه القضية نضعها بعهدة وزارة الخارجية والمغتربين وبعهدة كل من يجد نفسه معنيا، ونضعها أمام الراي العام اللبناني للإنتباه من أعمال النصب التي يمكن ان يتعرضوا لها من سوريين في لبنان او في تركيا عبر وسائل عدة.
ليبانون فايلز