في العام 2013 وتحديداً في يبرود، عمل صاحب إحد المطاعم في يبرود "عدي.ح"، طبّاخاً لدى "الجيش الحرّ" وتحديدا في "كتيبة الفاروق" التي رأسها عرّابة ادريس. بعد عام واحد وفقاً لإعترافاته الأوّليّة، وبعدما انشقّ السوري منصور الأسمر عن "الحرّ" والتحق بتنظيم الدولة الإسلاميّة إنتقل معه إلى صفوف "داعش" وبايع أميرها ليصبح "طبّاخ داعش" على مدى أشهر معدودة قبل أنّ يفرّ إلى جرود عرسال رفضاً لـ"أوامر عسكريّة".
قصّ الموقوف السوري "عديّ.ح" على مسامع المحقّقين آنذاك، كيفيّة التحاقه بالجيش الحرّ وطهي الطعام لعناصره، ثمّ التحاقه بـ"داعش" مع 30 شخصاً بينهم "الأسمر" و"السلس" و"بلال.ح" وسواهم. وأشار إلى أنّه في 2 آب 2014، وعلى أثر توقيف "أبو أحمد جمعة" (عماد جمعة) من قبل مخابرات الجيش اللبناني، حرّكت كلّ الفصائل المقاتلة في جرود عرسال عناصرها للمشاركة في القتال، وبناء لأوامر عرّابة ادريس، نزلت "الكتيبة" إلى عرسال بقيادة منصور الأسمر للإنتقام، فيما بقي هو حارساً للمقرّ في جرود فليطا، ليعود عناصرها بعد أيّام ومعهم كميّات كبيرة من الذخيرة والأسلحة والأعتدة العسكرية التي استولوا عليها بعد مداهمة مراكز الجيش اللبناني.
لم تكن المدّة التي قضاها المتهم مع "التنظيم" طويلة. فهو قرّر في شباط 2015، أن يهرب بعدما طلب منه "الأسمر" أن يُنفّذ عملاً ما في عرسال، وهدّده بالقتل إن لم ينفّذ الأوامر وذلك وفق رسالة نقلها إليه موسى حيدر أحد عناصر "داعش".
ترك "الطبّاخ" مطبخه وراتبه البالغ 10 آلاف ليرة سوريّة، وفرّ إلى عرسال حيث تمكّن من تسوية وضعه القانوني، توجّه بعدها إلى بعلبك وفيها حصل على وظيفة قبل أن يتمّ توقيفه من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانيّة.
كلّ ما أورده السوري "عديّ.ح" في إفادته الاوّليّة، نفاه بالأمس أمام المحكمة العسكريّة برئاسة العميد حسين عبداالله الذي استجوبه بتهمة "الإنتماء الى تنظيم إرهابيّ مسلّح والمشاركة بمعارك عرسال ما إدى إلى قتل وجرح عدد من العسكريين وخطف بعضهم وسرقة أعتدتهم"، وأكّد أنّه لم يشارك بالمعارك ولم يُبايع أيّ تنظيم إرهابيّ بل عمل طبّاخاً لدى "الحرّ" فقط.
ولإصدار الحكم أُرجئت الجلسة إلى 3 آذار المقبل.