نشرت صحيفة "السفير" اللبنانية، المقربة من حزب الله، في افتتاحيتها، الأربعاء، تهديدا مبطنا لرئيس الجمهورية الجديد، الجنرال ميشال عون.
"السفير" بدأت افتتاحيتها بهجوم حاد على رئيس التيار الوطني الحرّ الوزير جبران باسيل؛ حيث اتهمته الصحيفة بـ"نكران جميل حزب الله الذي أوصل زعيم تياره العماد ميشال عون إلى سدّة رئاسة الجمهورية".
وبحسب "السفير"، فإن "وقفة الوفاء" من حزب الله هي سبب وصول ميشال عون إلى رئاسة لبنان.
وزعمت الصحيفة أن موضوع اختيار رئيس لبنان كان بيد حسن نصر الله، متابعا: "قالوا للمسؤولين الإيرانيين: اضغطوا على حزب الله حتى يخرج الجنرال. كان لسان حال الإيرانيين: ليتفاهم المسيحيون على مرشح واحد، ونحن ندعم خيارهم مهما كان. هذا في العلن، لكن في السر، أفهم الإيرانيون حتى بعض الحلفاء لبنانيا بأن هذا الملف بيد السيد حسن نصرالله شخصيا".
وألمحت صحيفة "السفير" إلى ضعف شخصية ميشال عون؛ بسبب قدوم وفد خليجي لمقابلته، وزيارته الأولى التي ستكون إلى الرياض.
وتابعت الصحيفة: "ما هكذا تقاد الجمهورية يا جنرال، وليست هذه خياراتك التي دفعت أكبر الفواتير لأجلها، وليس صحيحا أن طائفة عن بكرة أبيها تتحمل مسؤولية التعطيل حتى تهدد بالذهاب إلى حكومة بمن حضر".
وأضافت الصحيفة: "هناك من ينشد موالا للعزف على الوتر الطائفي (خصوصا الشيعي ـ المسيحي) منذ سنوات، وهناك من يريد أخذ البلد إلى ثنائية تمهد لثلاثية؛ تمهيدا للعزل".
بدوره، واصل النائب السابق في مجلس الشعب السوري، أحمد شلاش، شنّ هجوم على ميشال عون، رغم كون الرئيس اللبناني حليفا لنظام الأسد.
شلاش، قال في منشور عبر صفحته على "فيسبوك"، إن "الرئيس ميشال عون يبدو أنه لم يشأ سماع الرسالة الأولى، فأخذته هموم الكرسي وتحالفاته المستجدة إلى الظن بأنّ استدارته ستمكنه من المناورة على محور الصدق والالتزام".
وتابع: "عسى أن يكون بريد اليوم عبر صحيفة السفير قد أعاد له شيئا من ذاكرة ضرورية".
وفي رسالة تهديد صريحة بالتصفية، قال شلاش: "أما في رسالتنا اليوم، فلن نذكر بمصير مرتكبي القرار 1559، ولكننا سنعيد تذكير العماد بمصير رئيس أخذه جموح الكرسي إلى تكريس تحالفات هجينة عن لبنان وعمقه العروبي المقاوم، فانتهى قبل أن يبدأ عهده".
وختم منشوره قائلا: "والعبرة لمن اعتبر".
يشار إلى أن شلاش قصد في تهديده لعون أن يلقى مصير رينيه معروض، الرئيس اللبناني السابق، الذي اغتيل بعد 17 يوما من انتخابه.
يذكر أن النظام السوري هو المتورط الأول في اغتيال رينيه معروض في العام 1989، وذلك بانفجار سيارة ملغومة استهدفت موكبه.
بدورها، ردّت الإعلامية اللبنانية ديما صادق على تهديدات أحمد شلاش للرئيس ميشيل عون، قائلة إن النائب السوري السابق يقوم بنفي ما يُنشر عبر حسابه في "فيسبوك" بعد كل موقف.
وبعد التواتر بين منشورات شلاش، وافتتاحية "السفير"، قالت صادق إن "شلاش إما أن يكون فعلا صاحب الحساب، وينفي إعلاميا؛ كي لا يتحمل مسؤولية التهديد بعد أن أوصل الرسالة. أو أن يكون جهازا أمنيا مطلعا يوجه هذا الحساب لبعث الرسائل"، متابعة: "حاطط المسكين ببوز المدفع. بس تكرر الصدف بالرسائل يستحيل يكون بريء".