حذر المبعوث الأممي لسوريا، ستيفان دي ميستورا، الروس من إحالة سوريا إلى أفغانستان جديدة على ضوء "النصر" لقوات نظام الأسد المدعومين روسيا في حلب.

وبحسب صحيفة "السفير" اللبنانية، دعا ميستوار الروس إلى الضغط على دمشق من أجل تشارك حقيقي للسلطة ضمن حل سياسي، مشيرا إلى أن التقدم العسكري للنظام وحلفائه لن ينهي صلاحية مرجعية جنيف، رغم أن التقدم العسكري يؤثر في "وزن الحصص".

وحذر المبعوث الأممي من أفغانستان جديدة؛ بلد ممزق، وحرب استنزاف طويلة، إلى جانب مخاطر تنبعث من الداخل الروسي وسط عزلة اقتصادية، فيما يكمن الحل بـ"إعادة إحياء التفاوض، وإطلاق حوار، يفضي إلى حل سياسي".

أما الضغوط التي من الممكن أن تفرض التسوية فتأتي من جهتين، الأولى؛ (خطة كيري لافروف) التي قال دي ميستوريا إنها لا تزال حية بطريقة ما، وتقوم على عزل جبهة النصرة، وإخراجها من حلب بهدنة. والثانية؛ (تشارك السلطة) لكونه ضرورة حتمية لهزيمة تنظيم الدولة في حال قرر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قتاله إلى جانب الروس.

 وتابعت الصحيفة: "الاستعراض الذي قدّمه دي ميستورا أجمل 26 شهراً من توليه مهمة الوساطة، ليحمل إلى بروكسل بعض الخلاصات اللافتة لانخراطه مع أطراف الصراع في مستوياته كافة. المسؤولية عن حال حلب كانت يوماً بيد الطرف الآخر، كما ذكّر مستمعيه، مشيراً إلى حيثيات إطلاقه سابقاً مبادرة إنقاذ حلب الرمزية ورفض المعارضة لكونها شعرت أنه ليس الوقت المناسب للتسوية مع الأسد".

واعتبر دي ميستورا الصفقة حية، بل هي الأمل الوحيد كما يراها، لكن بعد تغير الحال الأرض في حلب لصالح النظام وحلفائه، مشيرا إلى "التسريع العسكري" في حلب بهدف تحصيل مكاسب وأوراق ضغط، غير أن الأمر كما يقول يمكن أن يفضي إلى أفغانستان جديد.

وتابع: "هل سيكون عرض عمل جيد أن تعلق في سوريا لعشرين سنة مقبلة، مع استنزاف ربما في المناطق الريفية، إلى جانب توقف الأعمال مع السعودية والكويت وقطر والإمارات لأنه سيكون الوجه الآخر للعملة، ومع كثير من الناس داخل روسيا هم حقيقة من المسلمين السنّة، ثم الانتظار أن يكونوا منخرطين في إعادة الإعمار وبأيّ أموال؟".

وشدد المبعوث على أن لدى روسيا مصلحة في إيجاد تسوية، لأن لا مصلحة لها في وراثة سوريا ممزقة، وإنها يجب عليها التعامل مع "النصر" في حلب بحيث تعبر الجسر إلى ما بعده.

وقال دي ميستورا ردا على النواب الأوروبيين: "نأمل أن تقول روسيا للأسد لقد حان الوقت للتفاوض، فهو لم يفعل ذلك إلى الآن، وهنا لحظة الاختبار، فحينما كانوا يأتون إلى جنيف يقولون ببساطة: لا شيء يمكن لمسه، مستعدون لحكومة وحدة وطنية. ماذا تعني حكومة وحدة وطنية؟ هل تعني تعيين وزير للزراعة أو وزير للآثار، أم يكون هناك حقا تشارك للسلطة مبني على حكومة شاملة؟ هنا الاختبار".