هل انفجر الموقف بين رئيس الجمهورية ميشال عون وحليفه «حزب الله»؟
وهل ما يحدث بين الطرفين أزمة عابرة أم متفجّرة؟
مع التسليم من قبل بعبدا وعين التينة و«بيت الوسط» واوساط المعنيين برؤية حكومة جديدة في لبنان، بأن الأزمة لم تعد تقتصر على توزيع الحقائب على الكتل والتيارات السياسية، وإنما يقف وراء الأزمة مخاوف من ترددات الخيارات السياسية والتحالفات والتوازنات، بين نهج يقوده «تحالف معراب» ممثلاً «بالتيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، وآخر يعبر عنه الثنائي الشيعي «حزب الله» وحركة «أمل».
وإذا كان «حزب الله» يتجاهل في اعلامه الرسمي الأزمة التي تلف العلاقة مع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، ويتجنب بصورة مباشرة إظهار التباين مع الرئيس عون، متمسكاً باستراتيجية الاستقرار والحوار مع تيّار «المستقبل»، حيث عقدت أمس الجلسة رقم 37 بين الحزب وتيار «المستقبل» وتناولت إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، وتشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن، وعدم الاطاحة بالمناخات الإيجابية التي سادت البلد، فإن البيئة المحيطة به والاوساط المقربة من قيادته، فضلاً عن الوسائط الإعلامية المرتبطة به، تقترب أكثر فأكثر من اشهار «النقزة» من العهد وفريقه وتحالفاته.
وحاولت محطة O.T.V الناطقة بلسان «التيار الوطني الحر» والتي ما تزال تعبر عن توجهات القصر، امتصاص ما نشر أمس عن عتب شيعي كبير على الوزير باسيل، الموجود منذ أيام في البرازيل، والذي حرص على تجاهل الحملة الإعلامية الكبيرة التي استهدفته، ونسبت إلى ما اسمته «اوساط رئيس المجلس النيابي عدم وجود أي علاقة بينها وبين ما كتب» شاكرة هذه الأوساط على هذا التوضيح، مضيفة «والامر ذاته محسوم وبديهي لجهة حزب الله».
وبعيداً عن لعبة الإيحاء بأن هناك من يصور «بيئة المقاومة كأنها في حرب مع جماعات لبنانية كاملة.. بعدما عمدهم سيّد العهد مقاومين بالخيار والقدر» بحسب O.T.V، فإن مصادر قريبة من «حزب الله» وناشطة في فريق 8 آذار، تقدّم موقفاً مختلفاً، فهي تتساءل: لماذا يعرقل رئيس الجمهورية تشكيل حكومة العهد الجديد؟، فالرئيس «يملك معطيات مهمة وأساسية تتعلق بكيفية مقاربتنا للملف الحكومي، وباستطاعته لو أراد حل الأزمة وتدوير الزوايا بما يرضينا ويتناسب مع حجم كل القوى السياسية في البلد، وبالتالي تسهيل تأليف حكومة العهد الجديد، فالكرة في ملعبه منذ تكليف الرئيس سعد الحريري».
وتمضي هذه المصادر (راجع ص 3) إلى ان فريق 8 آذار الذي فوض الرئيس برّي التفاوض باسمه ليس لديه ما يقدّم، وعلى العهد وتحالفاته الثلاثية («التيار الوطني» و«القوات» وتيار «المستقبل») بتعبير المصادر القريبة من الحزب، أن يُعيد النظر بحساباته ويستجيب لمطالب الرئيس نبيه برّي وإلا.. «فإن حكومته لن تبصر النور قريباً».
وتذهب هذه المصادر إلى التأكيد أن الرئيس برّي ينتظر ليسمع أجوبة وليس ليفاوض على مطالبه، ويريد هذه المرة الأجوبة، إما من الرئيس المكلف أو من رئيس الجمهورية وليس عبر وسطاء، فالرئيس برّي المتمسك بحقائبه وحقائب حلفائه يعترض على التفاوض معه بالواسطة.
وفيما انضم النائب وليد جنبلاط إلى دعم مطلب الرئيس برّي بتطبيق أبل الجديد، مغرداً على «تويتر» قائلاً: «تطبيق appel الجديد: الاشغال والمالية@ حركة «امل» .com خلصونا بقى» علمت «اللواء» أن الرئيس المكلف، وبعد زيارة بعبدا يتجه لزيارة قريبة إلى عين التينة.
واستبعدت أوساط مقربة حصول الزيارة اليوم، لكنها اشارت إلى أن الاتصالات لا تزال قائمة، مباشرة أو بالواسطة.
التكليف في أسبوعه الرابع
وعلى مرمى أقل من يوم من اكتمال الأسبوع الرابع على تكليف الرئيس الحريري، تُشير مصادر مواكبة لعملية التأليف لـ«اللواء» أن الأزمة ليست عند الرئيس المكلف، فتشكيلته جاهزة وحاضرة، وسبق أن قدمها للرئيس عون، لكن المشكلة عند من يريد العرقلة ووضع العصي في الدواليب، والمسألة تتجاوز الاختلاف على توزيع الحقائب.
وتخوفت المصادر انه في حال عدم ولادة الحكومة خلال الأيام العشرة المقبلة، فان البلد سيكون في مأزق.
وكشفت هذه المصادر أن العقدة لدى «حزب الله» الذي فوّض الرئيس برّي، لكنه لا يزال يربط القرار النهائي به في كل كبيرة وصغيرة.
والأزمة، كما تراها المصادر النيابية، تندرج ضمن عملية تصفية حسابات بين الرئيس برّي وكل من الرئيس عون والوزير باسيل.
وتوقع مصدر حزبي في 14 آذار مزيداً من العرقلة، مستبعداً ولادة الحكومة في وقت قريب، وهذا أمر يدعو إلى القلق من وجهة نظره.
وفي هذا السياق، كانت لافتة للانتباه إشارة بيان كتلة «المستقبل» النيابية بعد اجتماعها الأسبوعي أمس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، الى أن «الفرصة المتاحة لتحقيق انطلاقة صحيحة للعهد الرئاسي الجديد يجب أن لا تضعف أو تتراجع أو تهدر»، بعد أن أملت
بأن تسفر الاتصالات والمساعي المستمرة التي يجريها الرئيس المكلف عن تشكيل الحكومة الجديدة بأسرع وقت ممكن، مشيرة إلى ان «الحكومة الجديدة تنتظرها مهام أساسية وضرورية تبدأ باعداد وإقرار مشروع الموازنة العامة للعام 2017، وكذلك مواكبة إقرار قانون جديد للانتخابات في المجلس النيابي، إضافة إلى ما يتوجّب عليها ان تنهض به لجهة العمل على استعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم ومؤسساتهم بما يُعزّز دور الدولة العادلة والقادرة».
وكانت الكتلة نوّهت بالاجواء الديمقراطية الصحية والجدية والشفافة التي سادت جلسات المؤتمر الثاني لتيار المستقبل، كما نوّهت بالنتائج التي افضى إليها المؤتمر، وعلى وجه الخصوص انتخاب المكتب السياسي الجديد المطعم بالروح الشبابية الواعدة.
وثمنت الكتلة الخطاب السيايس الذي افتتح به الرئيس الحريري أعمال المؤتمر، ورأت فيه تأكيداً على حضور التيار لدى قواعده، وانه مستمر بالالتزام بمبادئه، معلنة ثقتها بأن المؤتمر سيفتح افاقاً جديدة وواعدة تشكّل إضافة إيجابية في الممارسات الديمقراطية للحركات السياسية الحزبية في لبنان، بعيداً عن منطق الفرض والتسلط والارغام».
بعبدا
في هذا الوقت، نقل زوّار الرئيس عون عنه تأكيده انه يعطي المشاورات المتصلة بتأليف الحكومة فرصتها الطبيعية، وأن الرئيس الحريري يجري اتصالاته على اكمل وجه، ملاحظاً ان القضية متصلة بشهوة القوى السياسية المختلفة في الحصول على ما يناسبها دون مراعاة المصلحة المشتركة.
وعلم ان هؤلاء الزوار ان ما من تفاصيل ممددة حول هذا الملف الذي لا يزال يخضع للأخذ والرد، نافين وجود مهلة محددة.
وفهم ان رئيس الجمهورية يولي ملف العلاقات مع الدول العربية أهمية قصوى لما له انعكاس على الواقعين السياحي والاقتصادي في البلد، وأن هناك أولوية اقتصادية له وهي تنتظر ان ترمز بعد تأليف الحكومة الجديدة.
اللواء : عون وحزب الله: أزمة عابرة أو متفجّرة؟! برّي يريد مفاوضات مباشرة حول الحقائب.. والحريري قريباً في عين التينة
اللواء : عون وحزب الله: أزمة عابرة أو متفجّرة؟! برّي يريد...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
219
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro