معركة حلب تجري الان ويقوم الجيش السوري بتنظيف احياء كاملة والسيطرة عليها، وقد أصبحت حلب شبه ساقطة بأيدي الجيش السوري وحزب الله وحلفائهم، ويبدو ان العاصمة الثانية في سوريا حلب، التي كانت تضم خمسة ملايين نسمة، تعود الان الى حضن الشرعية السورية برئاسة الرئيس بشار الأسد، لكن المقاتلين يقاتلون حتى آخر رمق، والتقدم العسكري للجيش السوري قوي ولكن بطيئاً لان المقاومة شرسة للغاية.
هذا وتقدم الجيش السوري مسافة 8 كيلومترات داخل حلب، على خط أفقي، أما في خط العمق فقد تقدم مسافة كيلومتر ونصف.
وانسحب 20 الف مدني من حلب الى ان وصل العدد الى 40 الف مدني انسحبوا من مناطق التكفيريين الى مناطق النظام، وناشدت الامم المتحدة دول العالم للتحرك من اجل ايجاد مكان للنازحين من حلب، الذي سيصل عددهم الى نصف مليون ومليون لاجئ من حلب الى خارجها.
اما تركيا فأغلقت أبوابها مع سوريا، وسترفض استقبال أي لاجئ سوري، وقالت صحيفة «حريات» التركية، ان الجيش التركي، اذا اضطر الامر سيدخل الأراضي السورية ويقيم منطقة عازلة يجعلها مخيمات للاجئين السوريين الذين يخرجون من حلب.
هذا الامر سيؤدي الى تأزيم الوضع، لكن سقوط حلب بيد الرئيس بشار الأسد سيؤدي الى تغيير الوضع بالدرجة الأولى في سوريا في ميزان القوى ويصبح الرئيس السوري اقوى بكثير، ويتوجه الجيش السوري نحو ادلب لفتح طريق حلب ـ دمشق، وفي ذات الوقت، يتغير الوضع في لبنان، حيث سيكون له تأثير كبير على الساحة اللبنانية لأن هذا الانتصار هو اكبر انتصار ايضا لحزب الله.
ـ عون وعهده ـ
اما على صعيد الوضع الداخلي، فكما قام عون من الفراغ الرئاسي، يبدو ان هنالك خطة لفراغ حكومي امامه، وها هو الأسبوع الثالث قد انتهى وعون ليس له قدرة على تشكيل حكومة مع الحريري والخلاف كبير، وقد تأكد الخلاف بتصريح جعجع بأن القوات تريد وزارة الاشغال، والرئيس بري كان قد قال من وعد القوات بالاشغال فليعط من حصته، فقد كانت الاشغال بيد حركة امل.
وبالتالي فهنالك عمل على تغذية الخلاف الماروني ـ الماروني، والرئيس بري ليس بعيدا عن الامر، من خلال دعمه الوزير فرنجية وهجومه على باسيل لكن الهجوم على باسيل تمثيلية، فالهجوم الحقيقي هو على العهد، والمعركة الحقيقية أصبحت بين عين التينة وبعبدا، بين الرئيس العماد ميشال عون وبين بري، وواضح ان الرئيس بري يتحرك بديناميكية قوية ويحرك وسائل الاعلام وغير ذلك، فيما عون رئيس الجمهورية ساكت صامت، بدأ يتعذب مثل الرئيس الراحل الياس سركيس، الذي لم يستطع ان يحكم.
هل يسكت عون عن الامر ام يتحرك، سؤال مطروح على باب بعبدا وطبعا رفيق شلالا لا يعرف شيئا ولا يستطيع ان يقول شيئا عما يقرره عون.
اما العماد ميشال عون فيختمر في رأسه أفكار كثيرة، قد يفاجىء بها اللبنانيين، وهو لا يرضى ان يتم شل عهده بخلاف ماروني ـ ماروني وهمي يغذيه الرئيس نبيه بري من خلال التحالف مع الوزير فرنجية وإعلان انه معارض وفي ذات الوقت الهجوم على جبران باسيل ومعروف ان باسيل يعني العماد ميشال عون ولا يمثل نفسه.
ـ عهد العماد عون مشلول ـ
عهد العماد عون مشلول وهو لا يستطيع التحرك، اما المشلول الأكبر فهو الحريري فهو لا يستطيع إرضاء عين التينة وهو لا يستطيع إرضاء بعبدا، فهو يفضل التفاهم مع العماد ميشال عون رئيس الجمهورية، لكن كل تقارب منه مع العماد عون يجري اتهام العماد عون بأنه يذهب نحو السعودية، وبالتالي لم يعد العماد عون الرجل المقاوم الذي اعطى المقاومة الكثير ومع ذلك تم تلقيب الرئيس اميل لحود بالرئيس المقاوم فيما العماد ميشال عون الذي وقع ورقة تفاهم في كنيسة مار مخايل اليوم شبه منبوذ ويتم مهاجمته بوسائل إعلامية، من دون سبب يذكر.
مسكين العماد عون، خاصة اذا سكت، ومسكين العماد عون اذا بقي صامتا، ومسكين العماد عون اذا لم يتحرك، ومسكين العماد عون اذا بقي مشلولا في بعبدا وجالسا وحده ويتمشى في مكتبه، واذا كانت مواعيده كل النهار هي وفود يستقبلها للتهنئة، اما العمل الجدي في الدولة اللبنانية فرئيس الجمهورية بعيد عنها ودوران الحركة يدور بين عين التينة عند الرئيس نبيه بري وعند بيت الوسط الرئيس الحريري لكن بيت الوسط مشلول أيضا، والسبب ان عين التينة اطلقت النار على بيت الوسط بالقوة وتريد السيطرة على بيت الوسط وبعبدا سوية، وتزعم الحركة السياسية في لبنان، وهذا ما يريده الرئيس نبيه بري، ويعرف ان جنبلاط سيدعمه وهو متحالف مع الوزير فرنجية وان في وجهه ورقة يمكن ان يلعبها بقوة هي الهجوم على باسيل كي لا يهاجم العماد عون، وبالتالي، تسلى الناس بالهجوم على الوزير جبران باسيل بينما يكون عون يتلقى الضربات الخطوة تلو الخطوة، والضربة تلو الضربة، ونرى ان عين التينة تزداد قوة وتزداد شراسة والرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب الشيعي يتقدم على الرئيس الماروني العماد ميشال عون.
هي أوضح صورة حتى الان الرئيس الشيعي لمجلس النواب يهجم على الرئيس الماروني في بعبدا لمجرد انه رئيس قوي ؟؟ تحالف مع فرنجية تحت عنوان باسيل والموضوع ليس مطروحا فباسيل ليس بحجم بري لكن الرئيس نبيه بري يريد ان يسيطر على الوضع، السيطرة على الوضع يتطلب الهجوم على بعبدا وشلها، من خلال عدم تشكيل حكومة، وهذا ما حصل حتى الان ويتطلب أيضا اضعاف بيت الوسط والقول لسعد الحريري اياك والاقتراب من رئيس الجمهورية، فيجب ان تبقى بعيدا عنه وتابعا لعين التينة وهذا ما اجبر الحريري على القول انا مع الرئيس نبيه بري ظالما ام مظلوما ولكن اين الظلم على الرئيس نبيه بري في معركة اصبح فيها امبراطورا منذ 25 سنة في مجلس النواب يتحكم في مجلس النواب كما يريده والسلطة التشريعية والان مدعوم من حزب الله ومدعوم من جمهور شيعي كبير يؤيده ولكن ما ذنب العماد عون وما الذي فعله، هل عون الاتي من حارة حريك حيث ولد في المحيط الشيعي قد ارتكب مخالفة او قام بالاذى ضد أي طائفة وخاصة الطائفة الشيعية او بري او المقاومة، فالجواب كلا انه مع المقاومة وهو اول رئيس ماروني تشجع على توقيع ورقة تفاهم مع حزب الله وفي سنة 2006 كان مع المقاومة في الحرب ضد إسرائيل، وطوال الوقت وعكس الجمهور المسيحي كان العماد عون يقاتل من اجل المقاومة.
الخلاف بين القادة السياسيين لا يعكس ابدا الحالة الشعبية حيث تسود اجواء المحبة والالفة والتعاون بين ابناء وجمهور الطائفتين الشيعية والمسيحية وتحديدا المارونية كما ان علاقات الود والتفاهم هي بين كل ابناء الشعب اللبناني بكل طوائفه وهم يجسدون الوحدة الوطنية مهما كان حجم الخلاف بين القيادات السياسية.
الديار : اختلاق خلاف ماروني ـ ماروني وهمي لاضعاف المسيحيين يرعاه بري بكل قوته
الديار : اختلاق خلاف ماروني ـ ماروني وهمي لاضعاف المسيحيين...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
260
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro