نجح الجيش السوري، بدعم من ايران وبالتنسيق مع وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، في تغيير الخريطة الميدانية لحلب المقسمة منذ سنوات عدة بين قطاعين، غربي وشرقي.
وبعد أسابيع من تصعيد الغارات الجوية السورية والروسية والقصف المدفعي، خسرت فصائل المعارضة المسلحة مناطق عدة في الجزء الشمالي من شرق حلب، أبرزها مساكن هنانو والصاخور والحيدرية وبستان الباشا.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن المناطق التي فقدتها المعارضة تمثل نحو 30 بالمئة من الأراضي التي كانت بحوزتها في الأحياء الشرقية من حلب، حيث يقطن أكثر من 250 ألف مدني تحت القصف والحصار.
إلا أن روسيا تحدثت على لسان متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية عن نجاح الجيش السوري في السيطرة على "نصف الأراضي" التي كانت بقبضة المعارضة.
وشهدت معركة اقتحام القطاع الشرقي من المدينة أو ما بات يعرف بـ"حلب الشرقية"، تنسيقا بين الجيش السوري ووحدات حماية الشعب التي تتلقى الدعم من واشنطن، وتقاتل تحت لواء "قوات سوريا الديمقراطية" بمشاركة مستشارين أميركيين، وفق المرصد.
وانطلاقا من معقلهم في حلب حي الشيح مقصود، شن المقاتلون الأكراد، بعض الغارات العنيفة التي استمرت لأسابيع وخلفت عشرات القتلى، هجوما على أحياء عدة في حلب الشرقية إثر انسحاب فصائل المعارضة.
وكشف مدير المرصد أن وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، باتت تسطير على أحياء بستان الباشا والهلك وهلك التحتاني وهلك الفوقاني في القسم الشمالي من القطاع الشرقي.
وفي موازاة تقدم القوات الكردية، نجح الجيش السوري في السيطرة على مناطق أخرى في الجز الشمالي، حيث اقتحم أحياء مساكن هنانو والصاخور والحيدرية. كما سيطر على "الأرض الحمرا وجبل بدرو والأحمدية وبعيدين والإنذارات وعين التل وشيخ خضر وشيخ فارس والمقبرة الإسلامية الحديثة"، حسب عبدالرحمن الذي أكد أن الخناق ضاق على المعارضة.
وانسحبت الفصائل إلى القسم الجنوبي من القطاع الشرقي، لتتغير الخريطة التي فرضتها التطورات الميدانية منذ 2012، فالحديث عن تقسيم المدينة إلى حلب الشرقية الخاضعة للمعارضة والغربية الخاضعة للنظام لم يعد ممكنا.
ومن أبرز المناطق التي لاتزال تحت سيطرة الفصائل المختلفة من المعارضة المسلحة "حي الشعار وكرم القاطرجي وكرم الميسر وكرم الطحان وبابا النيرب والشيخ لطفي والصالحين وكرم الدعدع وحي الشيخ سعيد".
وباتت حلب-الشرقية الشمالية بقبضة الجيش السوري والأكراد في حين اقتصرت سيطرة فصائل المعارضة على القطاع الجنوب-شرقي من المدينة التي كانت قبل اندلاع النزاع المسلح عام 2011 تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا.
(سكاي نيوز)