أيًا كان الوصف، فإنه يحاول الإجابة على السؤال الأهم في هذه المرحلة؛ أين حلب من الحرب السورية برمتها؟


البعض يراها مفتاح إنهاء الحرب، فمن يربح المقامرة الأخيرة، يجمع كل المكاسب؛ انهيار سريع لقوى المعارضة المسلحة، وُصف بسقوط الدومينو في حلب، تراهن دمشق على أن يبعث برسالة إلى كل أرجاء البلاد بأن "غروزني سوريا" كما يحلو للروس تسمية حلب، ستكون نموذجا لكل معاقل المعارضة من ريف دمشق إلى إدلب وريف حمص وحماة وغيرها.

آخرون يرون أن حلب نموذج لخطة حربية نموذجية، حصار وغارات خاطفة، وقوة نارية هائلة، تصدم الخصم وتعجل انهياره.

بالحالتين، فإن الرهان على انتهاء الحرب بسقوط حلب، لا يعتمد على حقائق وعوامل تجعله احتمالا قائما، فالتركيبة العسكرية واللاعبون على الأرض في حلب ليسوا نفسهم في أماكن أخرى، وطبيعة التنازلات والمساومات والتحديات المفروضة في حلب مختلفة عن أي جزء من سوريا.

فالأكراد الذين يسمون شركاء اللحظة الأخيرة للنظام يقتصر وجودهم على الشمال، وعملية درع الفرات التي شنتها تركيا تقتصر على ذات المنطقة وهو ما يضع حلب وشمالها تحديدا موضع تساؤل بشأن الوجود التركي والطموح الكردي بعد المعركة الكبرى.

وفي كل الأحوال، يبقى الأصعب توقعا بعد حلب مصير "داعش"، فالتنظيم تقرع أبوابه في الرقة القوى الكردية والجيش الحر، وهو ما يعني أن حلب في نهاية المطاف، بيد النظام أو بيد الجيش الحر، ويجب التعامل مع التنظيم المتطرف الذي لم يتحرك على نطاق أوسع من الرقة ومحيطها حتى الآن.

(سكاي نيوز)