عشرون يوماً صمد بعد أن نهشه كلب شارد وقطع أذنه، لكنه فارق الحياة ليل السبت الماضي. هو عبد الرحمن فايز الخضر الذي ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر وفاته، لتطرح تساؤلات عن كيفية موت انسان بسبب السعار وعدم السيطرة عليه من قبل الاطباء، لتظهر الحقيقة وهي ان عبد الرحمن توفي نتيجة التهابات خلّفتها جروح عضة الكلب له وليس داؤه.
في السادس من هذا الشهر هاجم كلبٌ عبدَ الرحمن (13 عاماً) وشقيقه محمد (10 أعوام) اثناء تواجدهما خارج منزل العائلة في بلدة ابل الساقي. قُطعت أذن عبدالرحمن وإصبع محمد، قبل أن يحاول والدهما إنقاذهما فتعرض هو الآخر لعضة في يده وجرح في وجهه، نقلوا جميعا الى مستشفى مرجعيون الحكومي، حيث أُجريت لهم عمليات، ومكثوا لثلاثة ايام، قبل ان يخرجوا، ويبدأوا رحلة تلقّي اللقاحات والامصال.
كانت الامور تسير على ما يرام، لكن فجأة كما قالت ميساء اليوسف والدة عبد الرحمن التي هربت بأولادها من محافظة الرقة السورية الى لبنان، "أُصيب عبد بضيق تنفس، فقصدنا الهيئة الصحية ومن ثم مركز النبطية حيث أُعطي الجرعة الثالثة من اللقاح، وطلب الاطباء إدخاله الى المستشفى. قصدنا مستشفى النبطية حيث يوجد المركز الذي كنا فيه، فأُعطي وصفة طبية، وفي طريقنا عودتنا الى المنزل تأزم وضعه، فسارعنا به الى مستشفى مرجعيون. وبعد اربع ساعات انتظار في الطوارئ أُدخل الى العناية الفائقة قبل ان يفارق الحياة".
العائلة تتّهم والمستشفى تردّ
وفي اتصال مع "النهار"، حمّلت ميساء المسؤولية الى مستشفى مرجعيون الحكومي. وقالت "مكث محمد في المستشفى ثلاثة ايام من دون إعطائه لقاحًا ضد داء الكلب، وفي اليوم الرابع قصدنا مركز النبطية، اخذ ثلاث لقاحات آخرها يوم وفاته"، من جانبه ردّ مدير مستشفى مرجعيون الدكتور مؤنس كلاكش على هذه الادّعاءات فقال في حديث إلى"النهار" "في اليوم السادس من هذا الشهر ادخل عبد الرحمن إلى المستشفى حيث بقي حتى الثامن منه، كان وضعه حرجاً، وخضع لعملية ترميم اذنه، فطلبنا من الاهل بعد خروجه ان يعطى اللقاحات، على ان نتابع جرحه بشكل يومي لكنهم لم يعودوا به الا يوم وفاته، حيث قصدوا به المستشفى عند الساعة الثالثة من بعد الظهر، وعند الرابعة ادخل العناية الفائقة، أطباء من اختصاصات عد كشفوا عليه، كان يعاني من التهابات في الدم والتهاب في الرئة، حرارته وصلت الى 38 درجة ونصف الدرجة، بسبب الجروح في وجهه وأذنه وهذا ما سبّب وفاته". وأضاف "ما اوصل عبد الرحمن الى الوفاة يعود الى قلة الوعي الثقافي لدى الاهل الذين لم يعتنوا بجروحه، كونهم يسكنون في مخيم، كما ان وضع الوالد القانوني والمادي لعب دورا، من جانبنا أعطيناهم كل الارشادات وقد قمنا بإبلاغ وزارة الصحة مكتب الرصد الوقائي في قضاء مرجعيون ومركز الكلب في النبطية في ذات اليوم".
ليس داء الكلب
رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة الدكتورة عاتكة بري أكدت لـ"النهار" ان "عبد الرحمن أخذَ اللقاحات الثلاثة المطلوبة، والامصال المضادة لداء الكلب التي نعطيها في العادة عندما تكون العضة قريبة من الرأس، كون مرض الكلب مرتبط بالجهاز العصبي، وما حصلَ معه هو التهاب جروحه إما بسبب عدم الاهتمام الكافي من قبل الاهل او من قبل الطبيب الذي يتابع حالته ان وجد". واضافت "لو كان الكلب مسعوراً والعضة قريبة من الرأس لا يقاوم المريض شهراً بل يتوفى بسرعة اذا لم يأخذ اللقاح، وكون عبد الرحمن اخذ كامل اللقاحات فيقيناً لم يتوفَّ بداء الكلب، كما ان العوارض التي عانى منها لا تتوافق مع هذا الداء، الذي يسبب حالة من العدوانية لدى المريض وقد يبدأ بالعض، كما قد يصيبه نوع من الجنون".
الكلْب وليس الكَلَب من تسبب بوفاة عبد الرحمن، أنهى حياته بعضّة زادَ من شراستها الاهمال!
المصدر: النهار