أنهى تيار المستقبل اللبناني ترتيب بيته الداخلي بإعادة انتخاب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري رئيسا له بالتزكية، إضافة إلى اختيار مكتبه السياسي الذي غلبت عليه الوجوه الشابة، ما يعكس حرصا على إضفاء دينامية على عمل التيار.
وجاء ذلك في ختام المؤتمر العام الثاني للتيار الذي عقد على مدى يومي السبت والأحد، في مجمع البيال بالعاصمة بيروت، بمشاركة 2400 ناخب و400 عضو مراقب.
واختار المشاركون في المؤتمر عبر الانتخاب 20 عضوا للمكتب السياسي، وعيّن سعد الحريري، وفقا للنظام الداخلي للتيار 12 عضوا ليصبح العدد الإجمالي للمكتب 32 بينهم 7 نساء و9 من الشباب، ومعظمهم من الوجوه الجديدة (تتراوح أعمارهم بين 35 عاما و40 عاما).
وعقب تشكل المكتب السياسي عقد أعضاؤه اجتماعا اختاروا من خلاله أحمد الحريري أمينا عاما لتيار المستقبل.
وأكدت مصادر مقربة أن عملية الانتخاب تمت في أجواء ديمقراطية وهادئة، بعد جلسات مغلقة استمرت على مدى يومي السبت والأحد.
وناقش أعضاء المؤتمر خلال تلك الجلسات التقرير السياسي والوثيقة الاقتصادية الاجتماعية للتيار، إضافة إلى التقرير التنظيمي والنظام الداخلي.
واختتم المؤتمر أعماله بإصدار التوصيات السياسية والاقتصادية والتنظيمية كحصيلة للتقارير التي ناقشها المؤتمر خلال اليومين بعد تعديل بعض بنودها بناء على ملاحظات المؤتمرين واقتراحاتهم.
ومن بين التوصيات التي أعلن عنها الأمين العام للتيار أحمد الحريري، الإثنين، التأكيد على ضرورة المحافظة على اتفاق الطائف وقطع الطريق على تعديله عبر مؤتمر تأسيسي. كما أكدت التوصيات التي خرج بها المؤتمر، وفق ما جاء على لسان الحريري، على “رفض أي سلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية والعمل على دعم الجيش وسائر القوى الأمنية النظامية، ورفض كل حالات الإلغاء والإقصاء، وإطلاق الحوار حول تعزيز سلطة الدولة اللبنانية على أراضيها كافة”.
وبشهادة المتابعين كان المؤتمر العام الثاني للمستقبل ناجحا على جميع المقاييس وعكس ترسخ الديمقراطية داخل هذا التيار الذي أسسه رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري.
الانتخابات الداخلية نجحت في تحقيق ما وعد به الرئيس سعد الحريري لناحية التأكيد على دور الشباب والمرأة
وفي تصريحات لـ“العرب” قال وسام شبلي، الفائز بعضوية المكتب السياسي عن قطاع الشباب، “لقد وجه مؤتمر المستقبل العديد الرسائل سواء لناحية انتخابات المكتب السياسي وما أفرزته من وجوه جديدة، أو لناحية التوصيات التي أقرها والتي أكدت على العناوين الكبرى التي تمثل رؤية التيار”، مضيفا “لا شك أن المؤتمر دفع في اتجاه استعادة الزخم الشعبي للتيار وإعادة التواصل الفعال مع جماهيره”.
ولفت شلبي النظر إلى ملاحظة مهمة وهي “أن جل الفائزين بعضوية المكتب السياسي أتوا من خلفية العمل الميداني، وتاليا فإن ما نتوقعه هو أن تكون السياسات التي يدافع عنها المكتب السياسي الجديد قائمة على رؤيا واقعية تسعى إلى التوصل إلى أفضل تمثيل ممكن لمصالح الناس، وتحقيق عنوان تحييد لبنان عن صراعات المنطقة كخيار استراتيجي”.
ومن جانبها قالت نوال مدللي، العضو الفائز في انتخابات المكتب السياسي عن قطاع المرأة لـ“العرب”، “هذه الانتخابات نجحت في تحقيق ما وعد به الرئيس سعد الحريري لناحية التأكيد على دور الشباب والمرأة، حيث أصبح هناك سبع نساء داخل المكتب السياسي إضافة إلى وجود الوزيرة السابقة ريا الحسن في منصب نائب الرئيس”.
وجدير بالذكر أن النائب السابق باسم السمع، كان قد اعتذر عن تولي منصب نائب رئيس التيار بعد اختياره لتولي هذا المنصب، وجاء هذا الاعتذار لجهة إعطاء الفرصة لريا الحسن، في سياق التأكيد على وجود رغبة حقيقية في تفعيل دور المرأة داخل المستقبل.
وأعربت مدللي عن أملها في أن يخلق المكتب السياسي الجديد نهضة في عمل تيار المستقبل ككل، حيث يسود اتجاه إلى إلغاء التعيين في التنسيقيات والعمل على إجراء انتخابات تختار بموجبها كل تنسيقية مسؤولها وتتحمل المسؤولية في خيارها، كما سيصار إلى إجراء تعديلات في النظام الداخلي والعمل التنظيمي تسمح بمرونة كبيرة تمهد لقيام ورش عمل الهدف منها إنماء المناطق.
صحيفة العرب